برج دبي يتحدى ديون الإمارة وأزمتها ويستعد لدخول غينيس

هل تدخل دبي حلبة المنافسة الاقتصادية العالمية، وخصوصاً مع أميركا، من باب "الأبراج"، بعدما أكدت استعداداتها النهائية اليوم لافتتاح أطول ناطحة سحاب في العالم، وتسحب تاج "عملاق العقارات" من نيويورك. ورغم أزمتها الأخيرة صممت إعمار على افتتاح البرج في آخر موعد حددته له في 4 يناير المقبل، لعلها تمسي حديث الساعة الاقتصادي مع بدء العام الجديد، وتقتحم الإعلام، من سلّم خلفي للأزمة، وتنجو من شائعات طالتها إثر إعلانها عن إرجاء ديون وما تبعه من تداعيات إقليمية وعالمية، أو ما أسمته دبي حملات إعلامية تنال من سمعتها.

دبي - وكالات، إيلاف: يبدو أن دبي لا تنوي التوقف عند حلقة الديون فهدير الآلات في طريقه للارتفاع فوق صوت الدائنيين فبعد أن أعلن مطور عقاري ألماني إطلاق عمليات البناء في منازل فخمة وفنادق على ارخبيل "جزر العالم" الاصطناعية بدبي، غير آبه على ما يبدو بمصاعب ديون مجموعة دبي العالمية التي تقوم شركتها العقارية "نخيل" بتطوير هذه الجزر. أكدت شركة إعمار ما أعلنته سابقا من أنها ستفتتح في الرابع من يناير المقبل "برج دبي" الذي سيكون أعلى مبنى في العالم بكل المقاييس حيث يتجاوز ارتفاعه 800 متر، ما قد يعطي نفحة انتعاش لاقتصاد الإمارة الذي تأثر بقوة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.

فسوف تشهد مدينة دبي في الرابع من شهر يناير المقبل افتتاح "برج دبي"، الذي يعد أعلى مبنى شيّده الإنسان على مر التاريخ. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن "برج دبي"، الذي طورته شركة "إعمار العقارية"، ومقرها دبي، حطم العديد من الأرقام القياسية في مختلف المجالات، باعتباره أطول ناطحة سحاب في العالم، على علو يصل إلى أكثر من 800 متر، بارتفاع أكثر من 160 طبقة.

ويعتبر برج دبي تحفة معمارية ذات جماليات استثنائية، إضافة إلى حجم الإنجازات المحققة على المستوى الهندسي والإنشائي للبرج، فضلاً عن شرفة المراقبة في "قمة البرج"، التي تتمتع بإطلالات ساحرة وغير مسبوقة على مدينة دبي.

وأوضحت الشركة في بيانها الخميس، أن "البرج سيفتتح برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وسيحطم العديد من الأرقام القياسية في مختلف المجالات".

ووفقاً للشركة، يبلغ ارتفاع برج دبي أكثر من 800 متر، ويضم أكثر من 160 طبقة، وتالياً بعض "الحقائق والأرقام حول أعلى مبنى شيده الإنسان": المسافة التي يمكن رؤية قمة البرج منها: 95 كيلومتراً. الطبقة التي توجد فيها شرفة "قمة البرج"، هي الطبقة 124. وعدد الغرف والأجنحة الفندقية الفاخرة: 160. والارتفاع الذي وصلت إليه عملية ضخ الإسمنت: 605 أمتار. المسافة التي يقطعها مصعد الخدمة الرئيس في البرج:504 أمتار.

أما عدد الطبقات المخصصة للمكاتب فهي 49 طبقة. وعدد المصاعد ضمن البرج 57 مصعداً. وإجمالي عدد الشقق السكنية 1044 شقة. وعدد مواقف السيارات الموجودة تحت الأرض 3 آلاف موقف. ووزن القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البرج 31400 طن متري. في حين بلغ عدد الألواح الزجاجية المستخدمة في تنفيذ الواجهة الخارجية 28261. ومساحة الحدائق المحيطة بقاعدة البرج 19 هكتاراً. بينما قدر عدد العمال خلال فترة ذروة تنفيذ الأعمال الإنشائية بـ 12 ألف عامل.

ويوافق تاريخ افتتاح البرج، الرابع من يناير/ كانون الثاني، الذكرى الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي.

وكان رئيس شركة "إعمار" محمد العبار قد قال لـ "CNN"في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي "ارتأينا أن ندشّن البرج الأعلى في العالم رسمياً في هذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع، ليكون ذلك بمثابة رد عرفان متواضع"، إلى الشيخ محمد بن راشد.

كما كان العبار، قد أعلن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن البرج الذي تأخر إنجازه ستة أشهر، سيفتتح في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2009، وهو التاريخ الذي يوافق العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وابتكرت شركة سكيدمور في شيكاغو النظام الهيكلي، الذي يشبه حرف "واي" الانجليزي، لدعم البرج الفائق الارتفاع، الذي يصل تقريبا إلى مثلي ارتفاع برج ويليس في شيكاغو، الذي بنته الشركة بارتفاع 442 متراً.

وسينخفض ترتيب برج ويليس "برج سيرز سابقاً"، الذي بني منذ 35 عاماً، وكان أعلى بناء في العالم إلى الخامس وفقاً لمجلس الأبنية العالية والمساكن الحضرية، الذي يتابع هذه المسائل. ويشغل المركز الأول حالياً برج تايبيه 101، وسينخفض ترتيبه إلى الثاني. ويوجد سبعة من أعلى الأبراج في العالم في قارة آسيا، بنيت كلها في غضون الثلاثة عشر عاماً السابقة.

وقال جان كليركس من مجلس الأبنية العالية إنه طلب معرفة الارتفاع الحقيقي لبرج دبي. وأوضح في رسالة بالبريد الالكتروني "طلبنا ذلك مرات عدة، ولكن إذا كان هناك أسباب لعدم الكشف عن هذا الارتفاع، فسنكتفي بذكره دون رقم رسمي. ونحن لا نعرف السبب لعدم إعلان الرقم. والشيء الوحيد الذي نحن متأكدون منه أنه بالفعل أعلى مبنى في العالم، وأن ارتفاعه لا يقل عن 800 متر".

وأكد بيكر أنه يبدو أن المشاكل المالية الحالية للإمارة لم تؤثر على بيع الألف ومئة شقة تقريباً ذات الغرفة الواحدة أو الاثنتين أو الثلاثة في البرج التي "بيعت بالكامل"، بما في ذلك شقق الشركات التي تقع عند قمة البرج، أي في الطبقة رقم 164 تقريباً.
وسيحتل فندق أرماني الفاخر الطبقات السفلى للمبنى. وقدرت تكلفة المبنى بنحو 1.5 مليار دولار في التقارير المنشورة.

ومن شرفة المراقبة في الطبقة رقم 124، يمكن للمشاهدين أن يتطلعوا إلى مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً في يوم صحو. وتقع شرفات البرج في مواقع حلزونية متراجعة، تقوم على أساس من "هندسة زهرة الصحراء والأنظمة النمطية المستمدة من العمارة الإسلامية" وفقاً لكتيبات الدعاية للبرج. وذكر بيكر أن الهواء يكون بارداً ومنعشاً في هذه الشرفات، بالمقارنة بالحرارة الخانقة والرطوبة الشديدة عند الطبقة الأرضية في موسم الصيف في دبي.

وقال إن الوصول إلى قمة البرج يستغرق حوالي دقيقتين فقط، باستخدام أسرع المصاعد في العالم، التي تبلغ سرعتها 40 كيلومتراً في الساعة. وتغطي البرج من الخارج ألواح من الزجاج والصلب، تكفي لتغطية 17 ملعباً لكرة القدم، ويحتاج تنظيفها فترة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع.

واستخدمت الخرسانة المسلحة بكثافة في قلب المبنى، وحجمها يكفي لبناء ممر يمتد لمسافة 2065 كيلومتراً، كما إن قضبان الصلب المستخدمة فيه يمكن أن تحيط بربع الكرة الأرضية. وينتج نظام التبريد في البرج رطوبة متكثفة، يمكن أن تملأ 20 حوض سباحة أوليمبي سنوياً، وستستخدم لري الحدائق التابعة للبرج.