اقتصاد

الرئيس مبارك يؤكد ضرورة حشد المجتمع الدولي كافة جهوده من أجل اعادة اعمار غزة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شرم الشيخ:أكد الرئيس المصري حسني مبارك هنا اليوم ضرورة بذل كل الجهود الدولية المطلوبة لتعبئة الموارد الضرورية للوفاء باحتياجات اعادة تأهيل واعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذ المجتمع الدولي لتعهداته بشأن اعادة اعمار غزة.
وأعرب الرئيس مبارك فى كلمته فى افتتاح مؤتمر (اعادة اعمار غزة) بمنتجع شرم الشيخ عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن نتائج ايجابية تسهم فى دعم الاقتصاد الفلسطيني.
وقال ان مصر دعت الى هذا المؤتمر تأكيدا لارتباط اعمار غزة بمجمل الاقتصاد الفلسطيني وضرورة النهوض بأوضاعه وتأكيدا لحقيقة ان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الاراضى المحتلة ويشكل مع الضفة الغربية مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.
واعرب عن ثقته من توافر الارادة السياسية على المستويين العربي والدولي لحشد الموارد المالية اللازمة لاعادة الاعمار مشيرا الى ما اعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالفعل من مساهمة سخية مقدارها مليار دولار يمكن ان تمثل نواة صلبة للمساهمات العربية والدولية المطلوبة.
وأكد أن نجاح عملية اعادة الاعمار لا يعتمد فقط على تعبئة اكبر قدر ممكن من التمويل والمساهمات وانما يظل رهنا بعدد من الاعتبارات الهامة أولها سرعة التوصل لاتفاق للتهدئة بما يضمن فتح المعابر امام مستلزمات البناء وضرورة التزام الجانبين بهذا الاتفاق.
ولفت الى أهمية تحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل وتشكيل حكومة وفاق وطن تتولى الاشراف على اعادة الاعمار بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية والاتفاق على آلية دولية تحظى بثقة المانحين تتولى تلقي مساهماتهم وتوجهها لعملية اعادة الاعمار فى اطار من الشفافية والمحاسبة .
وبين أهمية تفعيل دور الامم المتحدة كمظلة لجهود اعادة الاعمار وتحقيق التنسيق بين وكالاتها ذات الصلة وتعزيز دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) على وجه الخصوص وخامسها متابعة نتائج مؤتمر اليوم والوفاء بما سيشهده من تعهدات ومساهمات الدول والمؤسسات المانحة.
وذكر الرئيس مبارك "أن اموال العالم لا يمكنها ان تعيد من سقط من الشهداء او أن تعوض الجرحى والمصابين من المدنيين الابرياء لكننا كمجتمع دولي يمكننا ان نفعل الكثير لاعادة اعمار ما تدمر من المرافق والمنشآت والبنية الاساسية والمساكن وغير ذلك من مقومات الحياة".
وأشار الى أن اعادة الاعمار كانت عنصرا اساسيا من عناصر المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة واحتواء تداعياته وجاء التجاوب مع الدعوة للمشاركة فى مؤتمر اليوم ليعكس التأييد الدولى لهذه المبادرة.
واوضح ان عناصر المبادرة المصرية جاءت ككل متكامل ومترابط يرتبط بعضها بالبعض الاخر ويكمله وينطلق منه ويؤدي اليه مضيفا ان اولويتنا القصوى هى وقف اطلاق النار والعمل على احترامه وتثبيته مع اولوية موازية لدفع مساعدات الاغاثة الانسانية الى غزة .
وأكد ان الاولوية الرئيسية الان التوصل لاتفاق للتهدئة فى غزة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برغم التراجع المؤسف لاسرائيل عما وافقت عليه خلال الجولات العديدة للاتصالات المصرية بين الجانبين ورغم تمسكها بربط اتفاق التهدئة بملف تبادل الاسرى

وجدد الرئيس مبارك تأكيده أن مصر ماضية فى اتصالاتها مع اسرائيل لتعديل مواقفها كى نتوصل لاتفاق للتهدئة فى اسرع وقت.
وأعرب عن تطلعه لان تدعم كافة الدول المحبة للسلام جهود مصر لتحقيق التهدئة باعتبارها الحاجة العاجلة والمطلب الاساسى لاستكمال باقى عناصر المبادرة المصرية ولتأمين فتح المعابر من غزة واليها ورفع الحصار عن مواطنيها.
وأشار الى أن هناك العديد من التقارير الدولية المحايدة توضح جميعها مدى ما لحق بالقطاع من تدمير هائل وتحدد الموارد المالية اللازمة لاعادة البناء والاعمار.
وقال ان هذه التقارير تطرح احتياجات اعادة تأهيل قطاعات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى والمنشآت التعليمية ووحدات الرعاية الصحية والمساكن وكلها احتياجات عاجلة لا تحتمل التأجيل.
وأكد الرئيس مبارك أن العدوان على غزة لا يجب ان يصرف الانظار عن جوهر القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شعب يعاني النكبات والمحن منذ ستين عاما ويتطلع لانهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة.
وقال ان العدوان على غزة كشف هشاشة الوضع فى الشرق الاوسط وخطورته فى غياب سلام عادل وجهود دولية تراوح مكانها لسنوات طويلة ما بين التقدم والتراجع ووعود لا تتحقق وامال تلوح فى الافق سرعان ما تنحسر لتفسح الطريق لمزيد من اليأس والغضب والاحباط.
كما اكد أن الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والاسلامي لا يحتملون المزيد من انتظار سلام لا يجيء والوضع فى منطقة الشرق الاوسط بات منذرا بالخطر والانفجار اكثر من أى وقت مضى مابين تطرف متصاعد يغذيه تأخر السلام وقوى اقليمية تسعى لجر المنطقة لحافة الهاوية ولمواجهات عسكرية تقوض الامل فى التوصل اليه.
وقال ان اعادة اعمار غزة لن تكون نهاية المطاف وسيظل السلام العادل الضمانة الحقيقية لعدم تدمير ما نعيد بناءه واعماره وستبقى هذه المنطقة ساحة لحلقات مفرغة من العنف والعنف المضاد تلقى بتداعياتها على السلام والامن الاقليمي والدولي.
واضاف انه يلمس فى اتصالاته بقادة العالم زخما جديدا فى جهود السلام وتطلعا لان يكون العام الحالى عام التسوية السلمية على المسار الفلسطيني معربا عن امله فى المحافظة على هذا الزخم والدفع به الى الامام وصولا الى سلام عادل وشامل بالمنطقة.
ودعا الادارة الامريكية الجديدة لتفعيل تحرك اللجنة الرباعية الدولية نحو السلام كما دعا الحكومة الاسرائيلية القادمة للتجاوب الجاد مع المبادرة العربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف