الصين تطمح إلى جعل اليوان عملة دولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: قال مسؤولون صينيون إن الصين يتعين أن تعجل عملية إصلاح نظامها المالي لجعل اليوان عملة دولية. وأفاد رئيس شركة "وارف" (القابضة) المحدودة بيتر كوونغ تشينغ وو إن "هناك درساً مهما تخلفه الأزمة المالية العالمية، وهو أنه لا بد لنا أن نلعب دوراً فعالاً في إعادة هيكلة النظام المالي الدولي".
وأضاف، في خطابه أمام الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ 11 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أن مفتاح الإصلاح المالي هو جعل اليوان عملة دولية. وأوضح أن هذا يعني استخدام العملة الصينية في معاملات تجارية دولية، والسماح لليوان بالتحول بحرية وفقاً لحساب رأس المال وجعله عملة احتياطي دولية.
يذكر أن اليوان الصيني، أو الـ"رنمينبي"، من الممكن تحويله بحرية في الحساب الجاري، لا في حساب رأس المال، مما يحول دون جعله عملة احتياطي أو خياراً في المعاملات التجارية الدولية.
وكانت الصين قد أعلنت عن برامج تجريبية لعمل تسويات تجارية باليوان، في خطوة قال عنها المحللون إنها ستسهل التجارة الأجنبية، إذ إن المصدرين الصينيين قد يواجهون خسائر إذا واصلوا التعامل بالدولار الأميركي. ويذكر أن سعر صرف الدولار أصبح أكثر اضطراباً منذ بدء الأزمة المالية العالمية.
وفي هذا الصدد، يقول اقتصاديون إن هذه الخطوة ستزيد قبول العملة في آسيا، مما سيساعد في جعلها عملة دولية على المدى البعيد. وذكر بعض المحللين أن وضع اليوان كعملة دولية سيفيد الصين إذ سيعطيها مساحة قول أكبر في القضايا المالية العالمية ويقلل الاعتماد على الاحتياطي الأجنبي الضخم من الدولار الأميركي في البلاد.
ويرى محللون آخرون أن تحويل اليوان بشكل كامل أمر سيضر الصين، حيث سيسمح بتدفق شامل في رأس المال خلال الأزمة المالية.
وحث نائب المدير السابق لمصلحة الدولة للضرائب وعضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، شيوى شاندا، على الإسراع في جعل اليوان عملة دولية كسبيل لزيادة الثروة الوطنية. وأضاف أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جمعوا عائدات ضخمة من خلال استخدام عملاتهم على المستوى الدولي، فيما أصبحت الصين أكبر مصدر لهذه العائدات.
وتنتج هذه العائدات، أو الضرائب، عن الاختلاف بين تكلفة طباعة العملة والقيمة الاسمية للنقود. وذكر شاندا أن "خسائر الصين بسبب مدفوعات الضرائب تجاوزت بكثير المنفعة من عدم جعل اليوان عملة دولية".
وكان مجلس الوزراء الصيني قد ذكر في ديسمبر الماضي أنه سيسمح باستخدام اليوان في المعاملات بين مركزي القوة الاقتصادية في البلاد، مقاطعة قوانغدونغ ودلتا نهر اليانغتسي ومنطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين.
من ناحية أخرى، سيسمح للمصدرين في منطقة قوانغتشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ ومقاطعة يوننان باستخدام اليوان في المعاملات التجارية مع أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان". من جهة ثانية، أشادت وسائل الإعلام الدولية بإجراءات التحفيز الاقتصادي التي اتخذتها الصين. وقالت وكالة أنباء "رويترز" إن الزعماء الاقتصاديين في الصين أبدوا إشارة ثقة كاملة في أن الاقتصاد يتعافى فعلياً في استجابة للعمل السريع الخاص بمواجهة الصدمة التي خلفتها الأزمة المالية.
ونقلت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية عن محافظ البنك المركزي تشو شياو تشوان قوله إن جهود الصين لمكافحة أثر الأزمة المالية العالمية أصبحت فعالة غير أن التحديات قاسية.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز الألمانية" إن مؤشر مديري الشراء في الصين في قطاع التصنيع ارتفع بنسبة 49 % في فبراير الماضي، وهي زيادة للشهر الثالث على التوالي منذ ديسمبر 2008. وهذا يوضح أن الاقتصاد الصيني من المحتمل أن يكون على مسار التعافي التدريجي وأن حزمة التحفيز الكبرى التي قدمتها الحكومة تؤتي ثمارها.
ولفتت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية إلى أن الصين في "أشد الأعوام صعوبة" بالنسبة إليها تعلق مستقبلها على هدف نمو طموح بنسبة 8 %. وذكرت صحيفة "ذي تورنتو ستار" أن النمو المستدام في الصين سيكون له أهمية حيوية على الاقتصاد والتجارة في العالم، والإجراءات الاقتصادية التحفيزية المسؤولة والفعالة التي اتخذتها الصين ستكون داعما قوياً للاقتصاد العالمي المترنح.