نوكيا تتحدى شركتا تيم الإيطالية وفودافون البريطانية

طلال سلامة من روما:تهم شركة نوكيا الفنلندية بتسويق هاتف محمول، يمكن التهاتف منه بصورة مجانية أم شبه مجانية. وهذه صفعة تجارية قاسية على وجه شركتي تيم الإيطالية وفودافون البريطانية. في الحقيقة، نحن نتحدث عن قنبلة في عالم الهواتف المحمولة مما يحض المجهزين على المسارعة في محاولة إبطالها قبل أن تبدأ عائداتها التآكل. فأوقات الأزمات المالية والتسريحات بالجملة لا تسمح لأي شركة زرع الألغام في ساحات أنشطتها وأعمالها الدولية. ولدت هذه القنبلة من جراء اتفاقية تمت مؤخراً بين شركتي "نوكيا" و"سكايب" التي تروج أشهر برمجة للتواصل عبر الشبكة العنكبوتية وتحتضن أكثر من 400 مليون عميل حول العالم يتواصلون براحة من المنزل وبصورة مجانية أم شبه مجانية. قريباً، ستتوغل برمجة "سكايب" في هواتف "نوكيا" من الجيل الجديد. وهذا يمثل كوكتيل قاتل، لا بل كارثة مالية تاريخية، على مجهزي الخطوط الهاتفية النقالة!

اعتباراً من شهر يونيو(حزيران) القادم، سيجد مستعملو هواتف نوكيا أنفسهم مجهزين ببرمجة "سكايب". في المرحلة الأولى، ستسوق نوكيا هاتف "نوكيا ان 97" ثم هواتف أخرى من سلسلة "ان". لذلك، سيتمكن هؤلاء المستعملين من التهاتف(وإرسال الرسائل النصية) عبر الإنترنت مع أصدقائهم المجهزين ببرمجة "سكايب" بصورة مجانية. كما سيتمكنون من الاتصال بأي رقم هاتفي، بإيطاليا أم حول العالم، بأسعار مغرية جداً. بالطبع، على العميل دفع الاشتراك الشهري لاستعمال الشبكة العنكبوتية بيد أن منافع هواتف نوكيا الجديدة ستكون عظيمة "مالياً" لا سيما في حال استعمال شبكات "واي فاي" من المنزل أم المكتب أم المطار. هكذا، لن يحتاج العملاء الى خدمات شركة الاتصالات المجهزة التي لن تتقاضى سنتاً واحداً عن طريق التهاتف عبر برمجة "سكايب".

علاوة على الكساد الاقتصادي، فان ما تقوم به نوكيا خطوة استراتيجية لاستقطاب شرائح جديدة من المستعملين الى هواتفها المحمولة. وأول من نجح في "شم" مخاطر هذه الخطوة شركتي "أو 2" و"أورانج" ببريطانيا اللتين فرضت على "نوكيا" شرطاً أساسياً لتسويق هواتفها، هو حذف برمجة "سكايب" من هواتف نوكيا وإلا فان الشركتين لن تقومان بتسويقها! على الصعيد الإيطالي، ستسوق شركة "تيم" هاتف نوكيا "ان 97" من دون برمجة "سكايب" داخله.أما شركة "فودافون" البريطانية فهي لم تبت بعد بتسويق هذا الهاتف. ويعتبر مجهزو الاتصالات اللاسلكية قناة التوزيع الجوهرية للشركات المنتجة للهواتف المحمولة، حول العالم.وليس من المستبعد أن يتفق المجهزون، في ما بينهم، لحظر تسويق هاتف نوكيا الجديد الى إشعار آخر.