تواصل اقتصادي بين فلسطيني الداخل ومدن الضفة الغربية ينعش الأخيرة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تواصل اقتصادي بين فلسطيني الداخل ومدن الضفة الغربية ينعش الأخيرةنضال وتد من أم الفحم: أكد محافظ جنين، قدورة موسى في حديث مع إيلاف، أن السلطات الإسرائيلية أوكلت مهمة إدارة معبر "الجلمة"، شمالي مدينة جنين،
ولفت موسى إلى أن المتسوقين والزائرين الفلسطينيين من إسرائيل، يفدون إلى مدن الضفة الغربية المتاخمة للخط الأخضر ليس فقط كسائحين أو زبائن، بل إن قسما كبيرا منهم يستغل هذه التسهيلات لزيارة أقاربهم وأنسبائهم في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية، إذ أن المئات من الفلسطينيين في إسرائيل، إن لم يكن الآلاف منهم، وخصوص من المناطق القريبة من الخط الأخضر، مثل مدن وقرى المثلث، وقرى مرج بن عامر والناصرة متزوجون من نساء من الضفة الغربية، كما أن المئات من الفلسطينيين في الضفة الغربية متزوجون من فلسطينيات من إسرائيل. وأعتبر قدورة موسى أن هذه الحركة لا تعزز الاقتصاد الحلي الفلسطيني، بل تعزز من أواصر العلاقات الاجتماعية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، وتبقي فلسطين ومدنها في الوعي العام، ليس فقط كمراكز تسوق ومشتريات بل أيضا كحواضر مدنية عربية يمكن للأسرة العربية قضاء وقتها فيها دون مضايقات أو استفزازات. قوة شرائية هائلة وأهداف سياسية مبطنة وقال السيد وديع أبو نصار، من حيفا الذي يتولى تنسيق مشروع الحكومة الدنماركية، بتنظيم حركة التفاعل الاقتصادي بين أطراف الضفة الغربية والفلسطينيين في إسرائيل، قال لإيلاف:
يعترف أبو نصار أن القوة الشرائية للفلسطينيين هي قوة هائلة خصوصا في ظل الظروف السياسية الراهنة، وبناء الجدار الفاصل الذي قضى عمليا على التفاعل العفوي والتلقائي الذي كان قائما قبل الانتفاضة الثانية عام 2000، وأصبح الدخول من وإلى مدن وحتى قرى وبلدات الضفة الغربية بحاجة إلى تصاريح من الجهات الإسرائيلية.
ولا ينفي أبو نصار وجود أبعاد سياسية لدى الدنماركيين فهو يقول بصراحة إن الحكومة الدنماركية تقوم بهذا المشروع لاعتقادها بأن الاستقرار الاقتصادي يساهم في الوصول إلى استقرار سياسي، والرسالة المراد إيصالها هنا هي واضحة، وكما تعمل الدنمارك في الضفة لتعزيز الاقتصاد في الأطراف والريف بالاعتماد على القوة الشرائية للفلسطينيين في إسرائيل، فإن لها برامجها الأخرى في قطاع غزة، والذي يعتمد أساس هناك على المحافظة على أماكن العمل من جهة، والتأسيسي لمصالح اقتصادية وحراك اقتصادي يقود إلى توفير أماكن عمل. وإذا أخذنا بالحسبان المعطيات التي أدلى بها محافظ جنين بشأن حجم حركة السيارات والمركبات الخاصة والعامة من إسرائيل وإلى جنين قبل الانتفاضة الثانية نجد مثلا أن أكثر من 17000 مركبة خاصة وعامة دخلت إلى جنين في سنوات ما قبل الجدار كما انخفض عدد العاملين الفلسطينيين من محافظة جنين من 23 ألف عمل عملوا داخل إسرائيل وفي البلدات العربية في إسرائيل في شتى لقطاعات إلى 1500- 3000 عامل فقط يملكون اليوم تصاريح للعمل في إسرائيل. لكن القوة الشرائية التي يمثلها الفلسطينيون في إسرائيل، تبقى رهينة الإجراءات الفلسطينية، ومنها مثلا بعد المعابر ونقاط الدخول إلى الضفة الغربية، فبعد أن كان بمقدور الفلسطينيين من منطقة المثلث، بدءا من أم الفحم شمالا ولغاية كفر قاسم جنوبا الوصول إلى أي من مدن الضفة القريبة ( نابلس، قلقيلية، طولكرم وجنين) يستغرق أقل من نصف ساعة، أصبح الوصول إلى هذه المدن اليوم، إلى مشارفها والحواجز المنصوبة في الطريق إليها يستغرق ساعة على الأقل ناهيك عن عقبات التفتيش والتأخير عند الحواجز الإسرائيلية.
هذا الأمر يدفع بكثير من الفلسطينيين إلى العزوف عن التوجه إلى مدن الضفة الغربية، ومن هنا يكتسب هذا المشروع أهميته من حيث قدرته على إعادة الصلة إلى الضفة ومدنها، لا سيما وأن مدخولات هذه الحركة قادرة على إنعاش الاقتصاد الفلسطيني في الضفة. ويتفق السيد كمال السمودي، رئيس الغرفة التجارية في محافظة جنين مع قدورة مسى على مدى الفائدة العائدة على مدن الضفة الغربية في حال نشط التواصل الاقتصادي مع
وقال السيد خالد مصلح، مسؤل العلاقات العامة في الغرفة التجارية في نابلس، إن للمشروع الذي ترعاه حكومة الدنمارك في جنين، مشروع مشابه في نابلس، لكنه تم بفعل جهود المحافظة والغرفة التجارية في المدينة، فنابلس أحد أهم المدن الفلسطينية من حيث ثقلها الاقتصادي، وبالتالي فإن الحركة التجارية، أو الحركة الشرائية للفلسطينيين من إسرائيل، تظهر للعيان أيام السبت حيث تمتلئ المدينة وأسواقها بالفلسطينيين من الداخل، وهؤلاء تقدر قوتهم الشرائية بين 500-1000 شيقل للفرد الواحد وهو ما يعدل عمل عدة أيام عادية.
وقال مصلح إن الشرطة الفلسطينية، قدرت على سبيل المثال عدد الوافدين السبت الماضي، إلى لمدينة من القرى العربية في إسرائيل بثلاثة ألاف زائر، وهي حركة تعيد إلى الأذهان الأوضاع التي سادت في لمدينة في أواخر التسعينات، عندما كانت نابلس نبض لاقتصاد الفلسطيني وكانت ممرا إلى كافة أنحاء الوطن.
ويعتبر مصلح أن هذا التكامل الاقتصادي له جوانب وطنية أيضا، فعدا عن الروابط الأسرية والاجتماعية بين الفلسطينيين في إسرائيل وبين الفلسطينيين في الضفة فإن القدوم إلى مدن مثل نابلس وطولكرم وجنين وحتى رام الله البعيدة، شيئا ما، يعكس ترسيخا للوعي والهوية الفلسطينية لدى الطرفين.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف