رئيس الحكومة الإسبانية ينفي وجود نزاع بينه وبين ساركوزي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة جويل فضّول: لا وجود للغيوم في العلاقات التي تجمع إسبانيا وفرنسا. فقبل ثلاثة أيام من الزيارة التي يتوقع أن يقوم بها نيكولا ساركوزي لمدريد يومي الاثنين والثلاثاء، أجرت صحيفة لومند الفرنسية مقابلة خاصة مع خوسيه لويس رودريغيز زاباتيرو، حيث أوضح من خلالها كل ما يثار من كلام حول ما أدلى به الرئيس الفرنسي. ويقول الرئيس الاشتراكي للحكومة الاسبانية زاباتيرو، "أعرف أن كل التعليقات التي وجهّها إليّ الرئيس الفرنسي كانت إيجابية"، مشيرًا بذلك إلى العبارات المنسوبة إلى ساركوزي والقائل فيها: "ربما ليس ذكيًا كثيرًا، ولكنني أعلم من كان ذكيًّا ومن لم يكن في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية". ويتطرّق الحديث في المقابلة إلى الازمة الاقتصادية، حيث إن آثارها تبرز بعنف في إسبانيا. وقد بلغت البطالة عتبة 4 ملايين عاطل من العمل، وكانت النسبة في الفصل الأول من العام الجاري قد تخطت 17.36%، وفق ما أعلنه المعهد الحكومي للإحصاءات. وبالعودة إلى النمو الاقتصادي، يراهن رئيس الحكومة الإسباني على "إقتصاد أخضر"، رافضًا إضعاف حقوق العمال.
العلاقات الفرنسية والإسبانية
في البدء، طرحت صحيفة لومند الفرنسية قضية التعليقات التي وجّهها نيكولا ساركوزي إلى رئيس الحكومة الإسباني. وقد ردّ زاباتيرو بأنه تربطه علاقة جيدة مع الرئيس الفرنسي، موضّحًا أنه كان يعرف بأن كل ما أدلى به ساركوزي حوله كان إيجابيًا. وأكّد أنه تلقى الرسالة الموجهة من نيكولا سيغولين رويال. ويضيف: "أعتقد أن هذه القضية أثارت شيئًا من الجدل، ولكن أعرف جيّدًا نيكولا ساركوزي، فهو دائمًا سخيًّا في العلاقة ولا توجد أي مشكلة".
ولا بد من القول إن أسلوب ساركوزي القليل الدبلوماسية قد إستدعى احيانًا الدهشة خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، لكنّه إستطاع أن يحرّك أوروبا، حسب صحيفة لومند. ويعتبر الإسباني زاباتيرو أن ساركوزي كان دائمًا دبلوماسيًا معه، وبما أنه كان رئيسًا للاتحاد، كان نشيطًا وحيويًا.
وتقول الصحيفة الفرنسية إن خوسيه لويس زاباتيرو سيترأس في الاول من كانون الثاني سنة 2010 الاتحاد الأوروبي، وتطرح قضية إن كان الاسباني سيكون ديناميكيًا أم أكثر دبلوماسية. ويعلّق زاباتيرو على هذا الامر قائلاً إن الرئاسة الاسبانية لديها ثلاثة أهداف: في البدء، العودة إلى النمو الاقتصادي، ثم تكامل وتداخل أكبر للإتحاد الذي من شأنه أن يسهل التصديق على معاهدة لشبونة. وأخيرًا إعطاء دفعة لدور اللجنة الدولية والاتحاد الأوروبي وتوطيد العهد الدولي الجديد الذي إفتتح برئاسة باراك أوباما، وبخاصة مكافحة تغيير المناخ والتعددية.
الأزمة الاقتصادية والانتعاش
وفي ما يخصّ الانتعاش الاقتصادي، إعتبر زاباتيرو أنه كان لا بد من مواصلة الحوار بين الحكومات التي بدأت بالفعل بدعم النظام المالي المنهار في الخريف من جهة، ودعم الاقتصاد من خلال الحوافز الضريبية من جهة أخرى. ويضيف قائلاً: "علينا أن نتفق على هذا النموذج من النمو الاقتصادي كنموذج للخروج من الأزمة الاقتصادية، وهذا يعني ما قد تقرّر في القمة الاقتصادية العشرين، من خلال بذل جهد على البحث والتعليم والقدرة على المنافسة".
ويضيف أن في إسبانيا كان قطاع البناء والإسكان نشيطًا للغاية، ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب. أولاً، إرتفاع الطلب حيث إن 400 ألف أسرة جديدة تتكوّن في كل سنة، غير أنّ الإسبانيين يريدون دائمًا شراء المنازل وليس إستئجارها. ثمّ كان لدينا إنخفاض في أسعار الفائدة ولمدة طويلة. وأخيرًا، كانت هناك وحدات سكنية قد بنيت للأوروبيين الذين تجذبهم إسبانيا، وخاصة المتقاعدين. ويقول: "اليوم لا بدّ من الانتقال من مرحلة التوسّع الحضاري إلى مرحلة تجديد النسيج الحضاري، وذلك بهدف توفير الطاقة وحماية البيئة. وعلى الرغم من تشاؤم صندوق النقد الدولي، وعلى الرغم من خروج وزير الاقتصاد من الحكومة الإسبانية، يعتبر أن ما يحصل يهدف إلى تسريع البدء بتنفيذ التدابير المتّخذة في الخطّة، وهو ما يمثل أكثر من 2 % من الناتج المحلي الإجمالي. ويضيف قائلاً: "سنبدأ بملامسة الآثار من حيث فرص العمل والائتمان والأعمال التجارية. وثانيًا، يعتبر وضع نموذج جديد للنمو بالمهمّة الأساسية للفريق الجديد، بحيث سيتطلّب ذلك برنامجًا طموحًا لتحويل جزء من النسيج الاقتصادي، وسوف يتطلّب أيضًا الكثير من الطاقة، لذلك إرتأتيت تغيير الفريق السابق".
الحكومة الإسبانية والنقابات تعمل معًا
وفي معرض الحديث حول الأزمة الاقتصادية، تطرّقت صحيفة لومند إلى إمكانية حصول توتّرات في الشارع الإسباني مثلما يحصل في فرنسا جرّاء إنعكاسات الازمة الحالية. فيقول الوزير الإسباني في هذا الصدد، إن المناخ الاجتماعي جيّد حتى الآن وبدرجة معقولة، ويعود ذلك إلى عاملَين أساسيَّين. أولاهما أن النقابات الإسبانية دائمًا منفتحة على الحوار والتعاون مع الحكومة وأصحاب العمل. وثانيهما أن الحكومة وفية لوعودها الاقتصادية. "لقد حسنّا تعويضات العاطلين من العمل، وزدنا المعاشات التقاعدية، ومساعدات السكن، وغيرها من الأمور. أضف إلى أنه لدينا نظام إجتماعي متزايد على الرغم من الظروف الاقتصادية. وهذا يشكّل ضمانة لتحقيق التماسك الاجتماعي".
فيعتبر رئيس الحكومة الاسبانية أن هذا النجاح، يمكن أن ينقذ 1500 وظيفة، فهو يتوّج بجهد مشترك بين الحكومة والنقابات، فإسبانيا تعتبر بلدًا للحوار الاجتماعي. والجدير ذكره أن النقابات تبدي قلقها من تزايد نسبة البطالة. ويضيف: "نحاول أن نعمل معًا لحماية العاطلين من العمل، ونعمل على ألا يستفيد أحد من الأزمة الاقتصادية بهدف إضعاف حقوق العمال. وطالما أنني رئيس حكومة، فلن تُفقد الحقوق الاجتماعية والسياسية.