رئيس "سوسيتيه جنرال" يعلن استقالته حفاظاً على استقرار البنك

مؤكداً أنه اتخذ القرار بعد تعرضه لضغوطات لا يمكن تحملها
رئيس "سوسيتيه جنرال" يعلن استقالته حفاظاً على استقرار البنك

أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشف اليوم الأربعاء رئيس مصرف "سوسيتيه جنرال" الفرنسي، دانيال بوتون عن أنه سيتنحّى عن منصبه اعتباراً من 6 أيار / مايو المقبل، بسبب تعرّضه لهجمات شخصية "تعذّر عليه تحملها" ويخشى أن تتسبب في إلحاق الضرر بالمصرف. وقالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر اليوم تعقيباً على هذا القرار، إنًّ بقاء بوتون في هذا المنصب ظَلَ على المحك منذ العام الماضي، بعدما خسر البنك مبلغاً مالياً قدره 4.9 مليار يورو (أو ما يقرب من 6.5 مليار دولار)، بأسعار الصرف الراهنة، في فضيحة تجارية تم الكشف عن تفاصيلها في كانون الثاني / يناير عام 2008.
وكان البنك قد وجه اتهاماته لتاجر صغير يدعى "جيرومي كيرفييل" بالتهرب من النظم الرقابية للقيام بواقعة احتيال، وهو يستعد للمثول أمام القضاء في وقت قريب من العام الجاري. وانتقد منظمون ممارسات البنك الخاصة بإدارة المخاطر، وفرضوا عليه غرامة قدرها 4 مليون يورو. وكان بوتون قد عرض التنحي عن منصبه فور الكشف عن الفضيحة. وفي الوقت الذي رفض فيه مجلس إدارة المصرف هذا العرض، فقد بوتون دوره كرئيس تنفيذي وحلَّ بدلا ً منه فريدريك أيوديا، على الرغم من استمرار بوتون كرئيس غير تنفيذي، وهو المنصب الذي يشغله منذ عام 1997. وأكد بوتون اليوم على أن سياسة تغيير المناصب التي بدأت منذ عام مع تعيين أيوديا قد انتهت، وأنه قد حان الوقت الآن للرحيل.

وفي المقابلة التي أجراها مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ونشرتها في عددها الصادر اليوم، قال بوتون، 59 عاماً، :" لقد تحولت الانتقادات التي أتعرض لها إلى أمر لا يمكن أن يطاق. وقد بات علي ّ الآن أن أرحل حتى يعمّ الرخاء والاستقرار على البنك". كما أكد بوتون على أن واقعة الاحتيال الخاصة بكيرفييل تسببت في خلق حالة من "الحساسية المفرطة" تجاه سوسيتيه جنرال، وهي الواقعة التي جعلته موضعاً للانتقادات في مرحلة يتوجب فيها على الحكومات إنفاذ المؤسسات المالية للحفاظ على أداء الأسواق المالية. وقد تلقى سوسيتيه جنرال من جانبه مبلغاً قدره 1.7 مليار يورو من أموال الدعم الحكومي.

وأضاف بوتون، الذي ترأس المصرف الفرنسي العملاق لأكثر من 10 أعوام، في سياق حديثه مع الصحيفة أنه لم يحصل على أي شيء من البنك من حيث المظلة الذهبية. كما أشار بوتون إلى أن البنك سوف يختار رئيس جديد له يوم 6 مايو المقبل، قبل يوم واحد فقط من كشفه عن الأرباح التي حققها خلال الربع الأول من العام الجاري. وقالت النيويورك تايمز إن القرار الذي اتخذه بوتون بالاستقالة جاء في أعقاب التقرير الذي زعِمت فيه يومية ليبراسيون الفرنسية يوم الاثنين الماضي أنَّ التحليل الذي أجرته للحسابات الخاصة بمصرف سوسيتيه جنرال أظهر أنَّ البنك يواجه خسائر تصل إلى ما يقرب من 10 مليار يورو على مجموعة من الاستثمارات المتوترة.

غير أنَّ المصرف بادَرَ بنفي هذا التقرير عبر بيان رسمي أصدره خصيصاً لتدحيض هذه المعلومات. وفي البيان الذي أصدره البنك اليوم، أوضح بوتون:" في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة، يجب أن تكون الأولوية للوحدة. ومن الأفضل بالنسبة إلي أن أنسحب، وأنا فخور بقيادتي لشركة رائعة. لقد ارتكبت أخطاءً بالتأكيد، لكن الإستراتيجية التي تبناها سوسيتيه جنرال جعلته واحداً من أرقى البنوك في منطقة اليورو".