شمس الصيف وضعف الجنيه الاسترليني يغريان البريطانيين بالبقاء في بلدهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قسم الترجمة-ايلاف: يزور اسبانيا سنويا أكثر من 17 مليون سائح بريطاني. اندي سيرز Andy Sears واحد من هؤلاء الملايين ، كان يقضي اجازته على شواطئ اسبانيا مرتين في السنة طيلة الأعوام الستة الماضية. وبلغ تحمسه لمنتجعات اسبانيا حد اقدامه على استحداث موقع الكتروني يروج عبره المسرَّات التي توفرها السياحة في اسبانيا. لكن السيد سيرز لن يسافر إلى اسبانيا هذا العام. وقرر مع زوجته وابنه ذي التسعة أعوام ان يسافروا بدلا من اسبانيا الى سنودونيا Snowdonia. وأكد سيرز الذي يعمل مهندسا في تكنولوجيا المعلومات ، ان عائلته ليست الوحيدة التي لا تتحمل تكاليف السفر خارج بريطانيا أو لا تريد السفر بعد الآن. وتوقع سيرز "أن يكون كل مكان في بريطانيا مزدحما هذا الصيف ، وان الأجازة ستكون واجبا ثقيلا أكثر منها راحة واستجمام ، وهذا ما أحاول تجنبه".
السيد سيرز مصيب في توقعاته وتوجساته. فلا نهاية في الأفق للركود الذي يمر به الاقتصاد البريطاني ، والجنيه الاسترليني يعاني من هبوط قيمته فيما يتوقع مركز الارصاد الجوي درجات حرارة مرتفعة. وتضافرت هذه العوامل بحيث ان عدد المصطافين في بريطانيا سيزداد بنسبة 20 في المئة ، كما تتوقع وكالة السياحة الوطنية البريطانية VisitBritain في حين تتوقع نظيرتها الاسكتلندية VisitScotland زيادة نسبتها 25 في المئة. وكانت منظمات سياحية وفنادق ومنتجعات في انحاء المملكة المتحدة اعلنت ان عطلة عيد الفصح هذا العام عادت عليها بأرباح وفيرة نتيجة اقبال الزوار ، وانها تتطلع الى تسجيل رقم قياسي في موسم الصيف.
ولكن ثمة دلائل على تسجيل رقم قياسي في عدد الشكاوى ايضا.
ديفيد ثورنتون رئيس قسم التسويق في شركة Visit Peak District التي سجل عدد الحجوزات في فنادقها عبر الانترنت زيادة قياسية بلغت 33 في المئة خلال الشهر الماضي ، وهو يقول أن الزوار سيعمدون إلى قضاء أجازاتهم على مستويات أدنى هذا العام. وأوضح ان "الذين حجزوا غرفا في فنادق ذات لربعة نجوم العام الماضي اخذوا يحجزونها في فنادق ذات ثلاثة نجوم هذا العام. والذين سافروا الى اوروبا القارية وأبعد منها العام الماضي يحجزون الآن في فنادق ذات خمسة نجوم في بريطانيا". وسيظل هؤلاء الضيوف يتوقعون المستوى نفسه من الخدمة التي تمتعوا بها في السنوات السبقة ، واضعين اعباء ثقيلة على كاهل العديد من الفنادق ، لا سيما ذات المستوى المتوسط منها.
في هذا الشان قال ايان هاردمان Iain Hardman مدير فندق ايستر لودج Easter Lodge ، احد الفنادق الفاخرة في وسط انجلترا ، ان الفنادق متوسطة المستوى سيتعين عليها أن تبذل جهدا مضاعفا لأن الضيوف الذين سيقيمون في فنادق أدنى مستوى من ذي قبل هذا العام "ما زالوا يتوقعون خدمة ممتازة ، وهم يريدون نيل أقصى ما يمكن مقابل ما ينفقونه". وأضاف أن العديد من الفنادق المتوسطة "لن تتمكن من تقديم خدمة بهذا المستوى".
من المتوقع أيضا أن يتعاظم الضغط على المرافق الخدمية والفندقية ذات المستويات الأكثر تواضعا. وعمدت شركتا Butlins وShortbreak إلى وضع مئات العاملين الإضافيين في الاحتياط لاستدعائهم عند الحاجة ، وأبلغت سلسلة فنادق Travelodge موظفيها وعمالها أن يتوقعوا صيفا لم يعرفوا مثيلا له من قبل. الذي يلاقون مصاعب عند الحجز في الفنادق ودور السياحة ينتظرهم مزيد من المشاكل. إذ من المتوقع أن تعلن مصلحة الدخل والجمارك إلغاء الإعفاءات الضريبية للأشخاص الذين يؤجرون بيوتهم للسياح ، الأمر الذي يعني أن كثيرا من البيوت السياحية قد تبقى الآن شاغرة أو تُطرح برسم البيع.
في مواجهة هذا الاحتمال انطلقت في منطقة البحيرات شمال غرب انجلترا Lake District وفي العاصمة الاسكتلندية ادنبرة حملات تشجع الزوار على حجز أماكن سكن بعيدا عن المنتجعات التي عليها إقبال شديد لا سيما وان مهرجان ادنبرة في آب/اغسطس مناسبة لتوافد أعداد كبيرة من السياح. وتقول وكالة السياحة الاسكتلندية أن "من السهل الاقامة في مدينة فايف والسفر إلى ادنبرة". عملية السفر أيضا يمكن ان تتحول إلى كابوس عندما يحاول ملايين الزوار أن يصلوا إلى نفس الوجهات التي لها شعبية بين السياح ، وذلك على طرق ريفية في غالب الأحيان. وفي محاولة للحيلولة دون حدوث اختناقات على هذه الطرق تقوم شركة مساعدة السائقين RAC بحملة واسعة لتعريف الزوار على طرق بديلة تؤدي إلى الأماكن السياحية ذات الإقبال الشديد.
قسم الترجمة: عبد الاله مجيد