اقتصاد

"سياحة أوباما" تشهد حالة رواج كبرى في أحياء شيكاغو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الزوار يتهافتون على الأماكن التي شهدت ذكريات الرئيس

"سياحة أوباما" تشهد حالة رواج كبرى في أحياء شيكاغو

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي جاء فيه إطلاق الرئيس الأميركي باراك أوباما لشعار "التغيير" على حملته الانتخابية التي فاز من خلالها بانتخابات الرئاسة نهاية العام الماضي، لم يَدُر بخلد كثير من المحللين أو المتابعين لمتغيرات الشأن السياسي الداخلي في البلاد أن يتحقق هذا التغيير أولا ً في مسقط رأسه ومدينته التي عاش فيها، وهي مدينة شيكاغو التابعة لولاية إلينوي. لكن أوجه التغيير هذه لم تتجسد كما قد يعتقد بعضهم في اتخاذ قرارات بشأن كثير من الملفات الساخنة التي تأتي على رأسها الأزمة الاقتصادية والمشاريع الصحية وحرائق الغابات وغيرها من المشاكل الخارجية والداخلية على حد سواء، بل تمثلت في حالة الازدهار السياحي التي شهدتها المدينة منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض والمستمرة حتى اللحظة بفضل حالة الانبهار التي سببتها الكاريزما الخاصة به وبأسرته للملايين من المواطنين الأميركيين.

وفي هذا الصدد، أعدت أمس صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرًا حول هذا الموضوع، وقالت في مستهل حديثها أن الكرسي الذي كان يجلس عليه أوباما في صالون الحلاقة الخاص به في شيكاغو بات أشبه بالمزار الشعبي من جانب كثيرين، شأنه شأن القبعة الرسمية لرئيس وزراء إنكلترا الأسبق وينيستون تشيرشيل والبيانو الخاص بملك موسيقي الروك الفيس بريسلي. ليس هذا فحسب، بل يستمتع زوار الصالون أيضًا بالتوقيع الذي سبق لأوباما وأن كتبه هناك على هيئة أحرف كبيرة.

ونقلت الصحيفة عن الحلاق كريس غولدن بينما كان يتحدث إلى سيدة تدعي بيتي هاريس هرولت بالذهاب إلى صالون حلاقة الهايد بارك ( الخاص بأوباما ) متسائلةً عما إذا كانت هناك أي هدايا تذكارية خاصة بأوباما يمكن بيعها أم لا، حيث أخبرها قائلا ًً :" لقد قام أوباما بكتابة هذا التوقيع الشخصي بنفسه. كما أنه كان يجلس في هذا الكرسي. وأنا على يقين من أن هناك بعض من حامضه النووي فيه ".

وعلى الرغممن عدم وجود شيء يمكن بيعه عن أوباما هناك ، إلا أن تلك السيدة الزائرة القادمة من سياتل والتي سبق وأن أطلقت على نفسها " جدة أوباما" حينما كانت متطوعة في حملته الانتخابية، خرجت من هناك وبحوزتها عدد قليل من الصور الفوتوغرافية التي التقطها بكاميراتها، وكان من بينها صورة جمعتها بحلاق الرئيس الذي يدعى "ظريف"، وهو الاسم الوحيد الذي يطلق عليه. ثم أكدت الصحيفة في سياق تقريرها على أنَّ "سياحة أوباما" في شيكاغو، تلك المدينة التي كان يعيش بها قد أصبحت آخذة في الازدياد، وذلك بعد أن بدأت تتزايد أعداد الزائرين الباحثين عن أي من العلامات التي تبرز شخصيته في الأماكن التي كان يعيش ويعمل ويمشي ويأكل ويلعب بها - وكذلك المكان الذي منح فيه زوجته ميشال أول قبلة.

وهو ما دفع عدد متزايد من رجال الأعمال هناك إلى تلبية الاحتياجات المتعلقة بهذا الشأن والعمل كذلك على تنشيط هذا القطاع السياحي الجديد. من جانبها، قالت مارشا غولدشتاين، صاحبة شركة سياحة هناك :" أدركنا في شهر نوفمبر الماضي أن فوز أوباما بالانتخابات سيكون له مردود واسع على الصعيد السياحي هنا. فكثير من التساؤلات التي نتلقاها من السياح: الآن بعد أن أصبح الرئيس - هل لنا أن نعرف المزيد عنه؟ ويكونون بحاجة لسماع قصص وحكايات جيدة. كما يريدون الذهاب لبعض المواقع الجميلة ويرغبون في خوض تجارب ذات صلة بحياة أوباما السابقة في المدينة. فهم يرغبون في الإحساس بأنهم يدنون منه ومن أسرته أكثر وأكثر".

إلى ذلك، عاودت الصحيفة لتشير إلى أنّ شيكاغو طالما ظلت محكًا رئيسًا لأسرة أوباما، التي وصلها أولا ً في بداية تسعينات القرن الماضي ولم ينتقل من هناك إلا عندما اصطحب أسرته منتقلا ً للعيش في واشنطن بعد فوزه بالانتخابات. فضلا ً عن أن أصدقاءهم المقربين هناك، كما أن السرد الخاص ببزوغ مسيرتهم السياسية مترسخ في المدينة التي تحمل اليوم لافتات لصور أوباما. وقال جان كوستنر، نائب مدير مكتب السياحة في إلينوي :" إنها العلاقات العامة أو الدعاية التي لا يمكنك شراءها. أما المدينة والولاية فقد قاما من جانبهما بإنتاج فيلم قصير عن أوباما كي يشاهده الزوار ويتتبعون فيه مسيرة حياته المهنية. ونحن نعمل بالفعل الآن على تسويقه".

بينما أشارت الصحيفة في الوقت ذاته أيضًا إلى أنّ مكتب سياحة شيكاغو قام بالفعل بتدريب ثلاثين متطوعا ً لقيادة الوفود السياحية الزائرة من أجل الاستمتاع بالرحلات الجديدة التي أطلق عليها رحلات أوباما.

وأوضحت أنه وعلى مدار أيام السبت من كل أسبوع اعتبارًا من الشهر المقبل، سوف يتم نشر لوحة ترحيب كبرى بداخل الحي السابق الذي كان يعيش به أوباما وهو حي الهايد بارك لتوجيه رحلات سيرا ً على الأقدام إلى هناك، وهي الرحلات التي ستشتمل أيضًا على مجلس روبي وهو من تصميم المعماري الشهير فرانك لويد رايت وكذلك جامعة شيكاغو. كما أزاحت الصحيفة النقاب عن أن هناك 15 شركة سياحة على الأقل في شيكاغو قامت خلال الآونة الأخيرة بإضافة الوقفات الخاصة بأوباما أو إحدى رحلاته كاملة ً إلى باقي عروضها السياحية. وتتوقع معظم هذه الشركات أن يتزايد الإقبال على تلك العروض مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليست شيكاغو
احمد -

شيكاغو ليست مسقط راسه