بيانات المساكن الأميركية تحدّ من آمال استقرار السوق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تحسنت التوقعات في أكبر اقتصاد في أوروبا يوم الثلاثاء لكن بيانات عن تراجع تراخيص بناء مساكن جديدة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ بدء تسجيلها أظهرت أن الانتعاش العالمي مازال بعيد المنال. وأفاد تقرير حكومي بأن تراخيص المساكن الجديدة في الولايات المتحدة انخفضت إلى مستوى قياسي في إبريل، ما أحبط توقعات السوق بشأن انتعاش القطاع بعد انهياره في منتصف عام 2007 ليبدأ الأزمة المالية العالمية.
وقال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك متحدثاً على التلفزيون الإسباني إن أسواق المال تظهر دلائل على الانتعاش، وإن وتيرة الانكماش في الناتج العالمي بدأت تتراجع. لكنه هوّن من التفاؤل الكبير قائلاً "لا يكفي التركيز على الأسواق. إذا لم نتطلع إلى الطاقة غير المستغلة في الاقتصاد العالمي سيبطأ الانتعاش". وأضاف "الغالبية تتوقع انتعاشاً بحلول نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل".
من ناحية أخرى، قادت أسهم البنوك -التي بسبب سياساتها الإقراضية قادت الكساد العالمي- الارتفاعات في أسواق الأسهم الأوروبية. وجاء ارتفاع أسهم البنوك بعد تقارير عن أن بعض أكبر البنوك الأميركية قد تسدد قريباً مساعدات حكومية، وبعدما ظهر أن بريطانيا أجرت محادثات مع مستثمرين لمعرفة حجم الإقبال على شراء حصص في بنوك مؤممة جزئياً.
وقال مصدر من الحكومة البريطانية في وقت لاحق إنه من السابق لآوانه الحديث عن بيع حصة الحكومة في رويال بنك أوف سكتلند ومجموعة لويدز المصرفية.
وتراجع بناء المساكن في الولايات المتحدة بنسبة 54.2 % بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، في حين نزلت تراخيص المباني الجديدة التي تعطي صورة عن مستقبل قطاع الإنشاءات انخفضت بنسبة 3.3 %، وهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في يناير عام 1960.
وأظهر استطلاع خاص أمس الاثنين أن الميل لبناء المنازل في الولايات المتحدة ارتفع إلى أعلى مستوياته في ثمانية أشهر بعدما خفض المجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة إلى ما يقرب من الصفر. ويرى الاقتصاديون أن التراجع يتركز على المباني السكنية والشقق، وليس على المنازل الخاصة.
وفي ألمانيا، جاء ارتفاع مؤشر ثقة المستثمرين الذي يصدره مركز دراسات زد.اي. دبليو. الذي يقيس توقعات عن الأشهر الستة المقبلة بعد قفزة في طلبيات المصانع والصادرات، ما عزز الدلائل على أن الأسوأ قد مر.
لكن جرترود تمبل-جوجريل العضوة في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي قالت إنه لم يحن الوقت بعد للاحتفال بانتهاء الأزمة. وأضافت "لا يمكننا بعد الحديث عن أن الأزمة بلغت نهايتها".
وأشارت شركة اليانس جلوبل اينفستورز إلى أن المناخ المالي يتحسن بفضل القرارات الحاسمة التي اتخذتها البنوك المركزية مع جهود الحكومات لتقييم البنوك المثقلة بالأصول الخطرة التي بدأت تؤتي ثمارها بالتدريج.
ومع استمرار عدم التيقن في سوق العمل ومواصلة معدلات البطالة ارتفاعاتها لن يشعر المستهلكون على الفور بأي أثر لتحسن الأسواق واتجاهات المحللين. وسجل متجر ماركس أند سبنسر أكبر سلسلة متاجر للملابس في بريطانيا انخفاضا بنسبة 40 % في أرباح العام بكامله، لكنه قال أمل أن يكون التراجع في هذه السوق قد بلغ ذروته.
وانخفض تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا في إبريل إلى أدنى مستوياته في أكثر من عام، بعد تراجعات أكبر من المتوقع في تكاليف الغذاء والبنزين والكهرباء.