اقتصاد

مصير الدولار يتراجع أمام تقدم اليورو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تطور أسعار النفظ في ظل توقعات اقتصادية قاتمة

مصير الدولار يتراجع أمام تقدم اليورو

ترجمة جويل فضّول: إنطلقت اسعار النفط بـ 40 دولارًا مع بداية هذا العام، فإذا بسعر برميل النفط اليوم يتطوّر ليتخطى الـ 60 دولارًا. كيف نفهم هذه الزيادة، في حين لا تزال التوقعات الاقتصادية قاتمة؟ وهل هذه الطفرة الاقتصادية تهدد عودة الانتعاش الاقتصادي العالمي؟ وفي إجابة حول هذه الاسئلة تحلل صحيفة ليكسبريس الفرنسية، أبرز ما يحدث من تطوّرات على الساحة الاقتصادية، أضف إلى الارتفاع الواضح مؤخرًا في أسعار اليورو.

أسباب إرتفاع أسعار النفط

بعد أن انتقلت أسعار النفط من معدل 147.50 دولارًا في تموز / يوليو 2008 إلى 32.40 دولارًا في كانون الأول/ ديسمبر، فإن هذه الأسعار قد تعززت تدريجيًا منذ بداية العام 2009، لتصل إلى أكثر من 60 دولارًا. حول أسباب ارتفاع أسعار النفط منذ بداية العام، تكتب صحيفة ليكسبريس الفرنسية أن السبب الاول يعود إلى "التطبيق الصارم لقيود الانتاج التي اتخذته اوبك" مستيعنة بما قاله غي ميزونيه خبير الاقتصاد في المعهد الفرنسي للبترول (انكاثا). فمنظمة الدول المصدرة للنفط، والتي تنتج نحو 40 ٪ من العالم، قد خفضت حصص الانتاج في العام الماضي لدعم الاسعار. وخلال الاجتماع السابق الذي عقد في آذار/ مارس، فقد حافظت على الحصص اللا متغيرة بعد أن خفضتها ثلاث مرات في أواخر عام 2008 ، وإزالة ما مجموعه 4.2 مليون برميل يوميًا من السوق. إن حصص الانتاج الحالية قد حدّدت بـ 28.84 مليون برميل يوميًا. خلال اجتماعها المقبل يوم الخميس 28 أيار/ مايو، كان من المحتمل أن تحافظ على حصص الانتاج غير المتغيرة. أما في كانون الثاني / يناير 2009 ، فإن تجاوزات الحصص للدول الاعضاء في منظمة اوبك لا تزال تصل مستوياتها إلى معدلات مهمة ، وهو ما أثر بدوره على الأسعار. فمنذ اجتماع هذه الدول الأخير في 15 آذار / مارس ، أظهرت عزمًا حقيقيًا، غير أن التجاوزات تعتبر منخفضة نسبيًا (0.9 مليون برميل يوميًا في نيسان / أبريل). أما العنصر الثاني فهو "انعكاس سياق الاقتصاد العالمي"، وفق ما يقوله غي ميزونيه، أضف إلى الفكرة القائلة بأن "قاع الموجة قد مرّ، إن علامات الانتعاش بدأت تظهر. فعلى سبيل المثال، يبدو الطلب على النفط في الصين بنسبة 3.9 ٪ في نيسان مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى. وهذه هي أول زيادة كبيرة منذ تشرين الاول / اكتوبر. كما هي حالة البورصات العالمية الحالية، فأسعار النفط كانت ردة فعلها على الارتفاع نحو الأمل في الانتعاش. وأخيرًا، هناك تفسير آخر، وهو ضعف الدولار مقابل اليورو. وهذه الحركة في الواقع تعزز المواد الأولية الواردة في العملة الاميركية، بما فيها النفط، أضف إلى ارتفاع أسعار النفط التي قابلها ضعف العملة.

أسباب ضعف الدولار أمام اليورو

وحول قضية انخفاض سعر الدولار المفاجئ، تطرح صحيفة ليكسبرس الفرنسية إمكانية بقاء الدولار منخفضًا، فتقول إنه من الصعب أن نرى بوضوح مصير الدولار في فترة تشهد تقلبات كبيرة في جميع الأسواق، بما فيها سوق الصرف الأجنبي، والذي تغذيه الإحصاءات بكل معنى الكلمة "، حسب ما يقوله جان لوي مورييه، الذي" لا يعتقد ان انخفاض الدولار سيستمر". بشرط أن يتم تأكيد الانتعاش الاقتصادي في الأشهر القليلة مستمرة. وفي غضون ذلك، ويقول مورييه إن البنوك المركزية لا ينبغي أن تعمل على أسعار الفائدة. غير أن هناك توافقًا في الآراء على أن الولايات المتحدة تستفيد أولاً من تحسن الظروف الاقتصادية. وربما يكون البنك المركزي الاميركي الاول في تطبيع سياسته النقدية، معززًا الدولار مقابل العملات الأخرى.

هل تسير أسعار النفط نحو الإرتفاع مجدّدًا؟

ثم تنتقل الصحيفة الفرنسية في تحليلها إلى المسألة المتعلقة بأسعار النفظ وتقول إنه في الأجل القصير، "ليس هناك ما يدعو إلى أن أسعار النفط سترتفع بشكل جنوني" وفق غي ميزونييه، ويضيف أن الأرصدة ستبقى أعلى بكثير من الطلب التي لا ينبغي أن تستأنف تدريجيًا. لا يوجد ضغط على العرض كما حصل بين عامي 2004 و 2008 والذي تسبب الضغط حينها في ارتفاع اسعار النفط. فمنذ آذار / مارس ، فإن التوقعات الخاصة بالطلب على النفط الخام في عام 2009 قد أظهرت إنخفاضًا. أما على المدى المتوسط، يوجد بالفعل خطر مستقبلي في زيادات حادة في الأسعار، نظرًا للضعف الحالي في مجال الاستثمار. فنحو 170 مليار دولار من الاستثمارات تم تأجيلها أو إلغاؤها في قطاع النفط، وهي تؤثر على إنتاج النفط في المستقبل لتصل قيمتها إلى 6.2 مليون برميل يوميًا، وفقًا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية. وإذا كان الاستثمار في انتاج النفط يواصل الهبوط والاقتصاد من جديد ، فيمكن لأسعار النفط أن تعود مرة أخرى إلى مستويات أعلى بكثير من هنا إلى ثلاث أو أربع سنوات، تطبيقًا لرسوم تتجاوز العرض. ولذلك فإن وكالة الطاقة الدولية وأيضًا صندوق النقد الدولي، قد ناديا يوم الاثنين الحكومات إلى تشجيع الاستثمار لتفادي ارتفاع جديد في أسعار النفط عند انتعاش الاقتصاد.

امكانية تنظيم أسعار النفط

وحول إمكانية تنظيم أسعار النفظ، تعتبر صحيفة ليكسبريس الفرنسية أنه في استنتاج لأعمال اجتماع وزراء الطاقة G8 ، والذين اجتمعوا في روما يوم الاثنين 25 مايو/أيار فإن كلوديو سكاجولا وزير التنمية الاقتصادية الايطالي، نادى إلى انشاء "قواعد جديدة"، وطالب بدور أقوى للمنظمات الدولية بهدف ضمان استقرار أسعار الطاقة، وخصوصًا النفط.

وقد اقترحت مجموعة النفط Eni الايطالية على G8 انشاء مؤسسة عالمية للنفظ بهدف تحقيق الاستقرار في أسعار النفط الخام ودفع البلاد المنتجة عندما تنخفض الأسعار أكثر من اللازم. وهذه المؤسسة تدير "صندوق الاستقرار" الذي من شأنه أن يضمن حدًا أدنى من الدخل للبلدان المنتجة"، حينما تنخفض الاسعار أيضًا". ومثل هذه الوكالة يمكنها أيضا تنسيق وإدارة مخزونات النفط وقدرات الإنتاج الجاهزة للاستخدام في حالة حدوث زيادات مفاجئة في الطلب، وعلى المستوى العالمي. لكن غي ميزونييه يعتبر أنه من الصعب تنفيذ هذه الفكرة، لا سيما من حيث إدارة المخزون، لأنه يتطلب وجود تقارب في المصالح بين المستهلكين والمنتجين للنفط. وإضافة إلى ذلك، فإنّ تنظيم اسعار النفط قد تيكون له آثار سلبية. ويضيف: "إن أسعار النفط تتوزع في التوازن بين العرض والطلب. ويعتبر السوق ميزان حرارة بحيث يدل على وجود حمى إن وجدت في هذه المعادلة. أضف إلى تنظيم أسعار النفظ لن يسمح بحصول التوازن وتحقيقه بين العرض والطلب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف