الصناعة شرق السعودية تختنق بامتياز ارامكو وتطلب يد المساعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مع ارتفاع الطلب على الاراضي الصناعية
الصناعة شرق السعودية تختنق بامتياز ارامكو وتطلب يد المساعدة
مشعل الحميدي من الخبر: تعتبر المنطقة الشرقية شرق السعودية عاصمة للصناعات الخليجية كما أطلق عليها أميرها محمد بن فهد وذلك لما تحتويه من صناعات جبارة ضخمة لا تتوفر في مناطق أخرى بالسعودية ، ولكن ورغم هذه التسمية إلى أنها تعتبر من اقل مناطق السعودية تخصيصا للأراضي والمدن الصناعية، إذ يبلغ عدد طلبات أراضي المصانع الجديدة التي تنتظر تخصيص أراض صناعية في مدينة الدمام ما يقارب 370 طلبا بناء على أخر الإحصائيات، بالإضافة إلى أن المنطقة تعيش أزمة سكنية لم تشهدها بالسابق وذلك أيضا ًبعدم توفر الأراضي لقيام المخططات عليها حيث أن اخذ ترخيص بيع المساهمات مشترط بموافقة ارامكو السعودية عليه وذلك بناء على بناء على قرار مجلس الوزراء والذي يقضي بحق أرامكو في تملك الأراضي بالمنطقة وذلك من أجل التنقيب والبحث عن البترول، وهذا يعد شرط أساسي ومهم لقيام أي مساهمة عقارية بالمنطقة وهذا سبب أزمة غير مسبوقة لان ارامكو تستحوذ على الأراضي الفضاء الموجودة بالمنطقة بما يتجاوز 63 بالمائة وتلك الأراضي هي الملجئ الوحيد لقيام المخططات السكنية عليها مما سيصبح عائقاً أمام استثمارات تقدر بملياري ريال وهجرة عقاريين للاستثمار خارج المنطقة و إلى وصول الأسعار إلى مستويات مرتفعة عن المستوى الحقيقي .
وقال رئيس هيئة المدن الصناعية السعودية الدكتور توفيق الربيعة أنه يوجد في السعودية حوالي 14 مدينة صناعية قائمة وأربع مدن صناعية جديدة تحت التطوير، مؤكدا توافر الأراضي الصناعية في كافة المدن السعودية باستثناء الدمام، حيث لا يوجد لدينا أراض إضافية ولذلك نحن نواجه تحديا كبيرا في هذا الجانب، ولدينا نقاش مع شركة ارامكو السعودية وأمانة المنطقة الشرقية للحصول على أراض إضافية لإقامة مدن صناعية أخرى .
وقال عدد من الصناع بالمنطقة التقت بهم "إيلاف " أن معوقات الصناعة بالمنطقة تتركز في عدم توفر الأراضي للمصانع والتقنية والتمويل ومشاكل التيار الكهربائي , بالإضافة إلى العديد من الأنظمة المنظمة لحركة الصناعة وان يعاد النظر فيها للمساهمة في دفع القطاع نحو آفاق أرحب ، مشيرين بالوقت نفسه إلى أن المنطقة بحاجة ماسة إلى أربع مدن صناعية إضافية في كل من الخفجي وحفر الباطن والنعيرية والصناعية الثالثة في الدمام .
ومن جهة أخرى ورغم تلك المطالبات التي أوقعت الجهة المسئولة عن توفير الأراضي بالمنطقة وهي الأمانة في موقف لا تحسد عليه فهي بين مطرقة امتياز أرامكو وسندان المواطنين الذي يطالبون بمنح من جهة ومن عدم توسع النطاق العمراني للمنطقة من جهة أخرى ، حيث ذكر أمين المنطقة الشرقية ضيف الله العتيبي في تصريحات سابقة عن أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تحول دون توفير العدد الكافي من قطع الأراضي من أجل استخدامها في برامج المنح للمواطنين ، بعد أن تقلصت المنح منذ نحو عشر سنوات حيث عزى سبب توقف المنح إلى عدم وجود أراضٍ مخصصة لها في المنطقة، على رغم وجود الكثير من الأراضي الخالية، مشيرا ً إلى أن غالبية تلك الأراضي في حوزة شركة "أرامكو السعودية"، التي قد تبادر في أي وقت تراه إلى التنقيب عن النفط فيها ، مما دفع أصحاب طلبات المنح إلى تحويل الطلبات إلى مدن أخرى في المنطقة، تتوافر فيها أراضٍ شاغرة، مثل بقيق والنعيرية والخفجي وحفر الباطن ، مضيفا ً أن ارامكو لديها مسؤولية وصلاحية للتنقيب عن البترول والبحث عنه وفي نفس الوقت لديها مناطق كثيرة في الشمال والجنوب والشرق والغرب وامتياز بالمنطقة كلها بينما نحن لدينا شح في الأراضي ، مشيرا ً إلى أن الأمانة حاولت مع العديد من الإدارات الحكومية مثل وزارة الزراعة ولم تحظى بأي تنازل من أية إدارة عن أراضيها.
وفي النهاية يقول العتيبي أن الأمانة ليس في يدها سوى أن تطلب من ارامكو أراضي بدلا أن تعطيها حيث انقلبت المعادلة وأصبحنا نحن الذين نطلب. ورغم أن كل الأنظار تصب أن ارامكو هي السبب في تقليص الأراضي بالمنطقة إلى أن بعض العقاريين يتهمون الأمانة بالمشاركة بذلك عن طريق عدم زيادة مساحة النطاق العمراني للمنطقة لكي تتاح الفرصة للمواطنين الذي يملكون أراضي خارج النطاق العمراني بالسماح لهم بالبناء بالإضافة إلى أن ذلك يعطي الفرصة للأمانة بتوفير،إعداد كبيرة من قطع الأراضي للأمانات والبلديات لمنحها للمواطنين الذين ينتظرون منذ سنوات دورهم للحصول على منح أراض ، مما سيكون له الأثر الكبير على أسعار الأراضي في الوقت الحالي .