اقتصاد

الأردن: قصص نجاح لسيدات أنشأن مشروعاتهن الخاصة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


تحدثن عن نجاحهن في تحسين أوضاعهن وأسرهن بمساعدة المنظمات غير الحكومية
الأردن: قصص نجاح لسيدات أنشأن مشروعاتهن الخاصة

عصام المجالي من عمّان: تعمل المنظمات غير الحكومية على رفع مستوى معيشة المجتمعات المحلية وزيادة مشاركة المرأة وإنتاجيتها وتطوير الاقتصاديات المحلية للمجتمعات الأقل حظاً من خلال المشروعات الإنتاجية وتحفيز أبناء المنطقة على المشاركة الفاعلة في تطوير وتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية من خلال تشجيع أهالي المجتمع المحلي على إقامة مشروعات مدرة للدخل، وبالتالي تحقيق تنمية مستدامة تنعكس إيجابياً على أسرهم.

ويهدف برنامج "قدرات" إلى بناء قدرات منظمات المجتمع المحلي من جمعيات تعاونية ومؤسسات مختلفة، لتصبح تلك المنظمات قادرة على إدارة برامجها الإنتاجية والتنموية بفعالية، كما يهدف البرنامج كذلك إلى زيادة إنتاجية المواطنين وتحقيق آثار إيجابية مباشرة وملموسة على مستوى معيشتهم في كل محافظات المملكة، وخاصة في المناطق الأقل حظاً، حيث يتكون البرنامج من مكونين رئيسين، يتم من خلال المكون الأول تدريب وبناء قدرات المعنيين في هذه المنظمات من خلال دورات تدريبية متعددة تشمل مختلف مناحي عمل هذه الجمعيات من إدارية ومالية وفنية، في حين يتم من خلال المكون الثاني توفير منح لهذه الجمعيات لتنفيذ مشروعات إنتاجية مولدة لفرص العمل.

وسجلت صاحبات أعمال ريادية صغيرة قصص نجاح وحضوراً مميزاً في تأسيس مشروعاتهن التي ساهمت في إيجاد المزيد من فرص العمل للنساء وزيادة انخراط المرأة في النشاط الاقتصادي، ونجحت عشرات النساء في الأردن في تحسين أوضاعهن وأسرهن، فقد ساعد تبني بعض المشروعات التي نفذتها المنظمات غير الحكومية في تحسين دخل الأسرة والمساهمة في توفير بسيط لاستحقاقات المعيشة.

وساهمت سيدات المجتمع المحلي المستفيدات من برنامج "قدرات" الذي تنفذه مؤسسة نهر الأردن ومؤسسة نور الحسين وتشرف على إدارته وتمويله وزارة التخطيط والتعاون الدولي في عدد من محافظات المملكة، في صنع قصص نجاح عملية التنمية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية والتنموية والتربوية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على واقعها الاقتصادي والأسري وساهمت من خلال مشروعاتها في تشكيل الأيدي العاملة النسائية والرجالية.

وتوجد هذه المنظمات غير الحكومية في المناطق المستهدفة لتحسين الظروف المعيشية وبناء القدرات المؤسسية للمؤسسات الأهلية العاملة فيها. ومن أبرز هذه الهيئات مؤسسة نهر الأردن، ومؤسسة نور الحسين، ومراكز الإنماء الاجتماعي، والصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية، حيث يتم حالياً تنفيذ برنامجين محوريين، هما برنامج قدرات وبرنامج إرادة.

وأكدت ناشطات ورئيسات جمعيات تعاونية أهمية ما حققه قطاع الهيئات والمنظمات غير الحكومية في الأردن من إنجازات حقيقية ونتائج ملموسة، حيث تسعى المنظمات غير الحكومية في الأردن إلى استثمار قدرات المرأة وإمكانياتها في الاقتصاد الوطني وتوفير فرص اقتصادية للنساء لتسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية الوطنية وزيادة مشاركتها في عملية التنمية المستدامة كتأكيد على دعم القيادة الهاشمية والحكومة الأردنية للجهود الوطنية الهادفة إلى زيادة نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني.


رفع مستوى إنتاجية المرأة
يوفر برنامج "قدرات" الفرصة العادلة والمتكافئة لمشاركة النساء والرجال في البرنامج، حيث إن دورات بناء القدرات والإدارة كافة التي عقدت تم عقدها بمشاركة متساوية بين الرجال والنساء.
ولم يركز البرنامج على المشاركة الفاعلة للنساء والرجال من المجتمع المحلي فقط، إلا انه يهتم ويركز على الأثر الذي سيتركه البرنامج على هؤلاء المشاركين وعلى المجتمع المحلي، كما إن أثر البرنامج لم ينحصر على بناء قدرة المشاركين ورفع مهاراتهم فقط، إلا انه ترك أثراً وبصمة واضحة على حياة العديد من الأفراد، وخصوصاً السيدات المشاركات في البرنامج ومن نواحي عدة.

فجميع النساء المشاركات في البرنامج اكتسبن مهارات الاتصال والتفاوض ومارسن المزيد من التنقلات والتشبيك مع عدد من الجهات الفاعلة والمختلفة في المجتمع، كما وتعرفن إلى مجموعات مختلفة من الأفراد والموارد والمعارف، إضافة إلى اكتسابهن المهارات الإدارية والتنظيمية والتقنية المختلفة، مما أدى إلى تعزيز ثقة النساء بأنفسهن وأصبحن أكثر قدرة على التواصل والتعامل مع الآخرين، وأكثر جرأة للتعبير عن أنفسهن في شتى الطرق ومختلف المجالات.

توفير فرص عمل
وقالت رئيسة جمعية نساء مخيم حطين في محافظة الزرقاء صباح العناتي إن برنامج "قدرات" عزز من خلال الدورات التدريبية وورش عمل من مهارات الفتيات المشاركات اللواتي تلقين تدريباً على مهارات الحاسوب، ما ساعد على توفير فرص عمل لهن وبالتالي تحقيق أحد أهم أهداف الجمعية. وأكدت العناتي إن برنامج "قدرات" ساهم في تعزيز روح القيادة لدى القائمات على إدارة الجمعية وقضايا التطوير الإداري وإعداد التقارير والمراسلات الإدارية والبناء المؤسسي وتنمية الموارد المالية والبشرية وتعزيز القدرة في توفير كادر مؤهل قادر على تنفيذ مشروعات اقتصادية إنتاجية ناجحة، حيث تلجأ المهتمات للجمعية للاستفادة من خبرات الجمعية في هذا المجال.

تعزيز الثقة بالنفس
ومن أبرز نتائج البرنامج، كما تؤكد رئيسة جمعية المرأة الريفية التعاونية، مثايل الحويان، تعزيز الثقة بالنفس وتحسين صورة قطاع العمل التطوعي الأردني والتشبيك ما بين كل المؤسسات العاملة في هذا المجال، وذلك استعداداً لتنفيذ مشروعات استثمارية مستدامة بمشاركة المجتمع المحلي والانتقال من الاعتماد على المساعدات إلى التنمية الشاملة والمستدامة، وذلك تماشياً مع رغبة الحكومة في تحسين مستوى معيشة المواطن والحد من الفقر والبطالة في المجتمعات الأقل حظاً.

ويتوجه البرنامج الذي يعكس التزام الحكومة في الحد من الفقر والبطالة في المناطق الأقل حظاً في المملكة إلى توفير قاعدة اقتصادية وفرص عمل تعمل على الحد من الهجرات الداخلية من هذه المناطق وتوفير سلع وخدمات منتجة محلياً بسواعد أردنية معطاءة ومدربة، في الوقت الذي يشكل فيه برنامج قدرات نموذجا اقتصادياً فاعلاً لدور جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

زيادة ثقة المجتمع المحلي بالنساء
وأكدت رئيسة جمعية سيدات الأنباط التعاونية في وادي موسى فوزية الحسنات التي تنفذ مشروع مصنع الحلي الفضية منذ عام 1996 بدعم من برنامج "قدرات" زيادة ثقة المجتمع المحلي بالنساء القياديات والفاعلات في المجتمع من خلال استفادتهن من برنامج "قدرات" ما أدى إلى تغيير مكانة المرأة ومستواها الاجتماعي في المجتمع وتغيير النظرة تجاهها، الأمر الذي أدى إلى إيجاد المزيد من الفرص أمامها في مختلف المجالات في حياتها الاجتماعية.

وقالت إن السيدات من خلال مشاركتهن بالبرنامج أصبحن أكثر فهماً لاحتياجات المجتمع المحلي وأكثر وعياً لمتطلبات المشروعات المدرة للدخل، مما أدى إلى إتاحة فرص أكبر للمجتمع المحلي للمشاركة في المشروع المدر للدخل.

وأوضحت الحسنات أن برنامج "قدرات" ساهم في تدريب 500 سيدة في المنطقة، ما ساهم في توفير فرص عمل لهن في المصنع وفي أماكن صياغة الحلي في وادي موسى، حيث يتم صناعة الحلي التراثية التي تستقطب اهتمام السياح الوافدين لزيارة البتراء.


رفع دخل الأسرة
وتؤكد رئيسة جمعية سيدات عبين عبلين التعاونية آمال القواسمي أن مشاركة المرأة في المشروع المدر للدخل كمديرة للمشروع أو عاملة أو متدربة أدى إلى التخفيف من ظاهرة البطالة بين السيدات في المناطق التي أقيمت فيها مشروعات البرنامج، كما أدت إلى رفع دخل الأسرة. وأوضحت أنها حصلت على منحة من المرحلة الثانية من برنامج "قدرات" لإنشاء مطحنة ومحمص أزاهير حيث يعد المشروع الأول من نوعه في محافظة عجلون التي كانت تفتقر لمثل هذا المشروع.

وحول النتائج الايجابية التي حققها المشروع، أوضحت القواسمي أن المشروع وفر عدداً من فرص العمل لعدد من الفتيات والسيدات، كما ساهم المشروع في سد النقص من مادة البهارات والتوابل في محافظة عجلون، حيث تقوم المطحنة بتزويد المؤسسة الاستهلاكية العسكرية، كما تم إبرام عقد مع أحد الموزعين لتوزيع منتجات المطحنة في مختلف محافظات المملكة.

مشروعات سياحية
وتؤكد رئيسة جمعية عراق الأمير التعاونية أنعام السكارنة أن تأسيس الاستراحة السياحية التابعة للجمعية بدعم من برنامج "قدرات" ساهم في توفير فرص عمل لحوالي 20 فتاة قاطنات في المنطقة، إضافة إلى تسويق منتجات المشاغل الحرفية الأربعة التي تديرها الجمعية وتصنع المنتجات النسيجية والتراثية وورق ألياف النباتات التي تساهم في المحافظة على البيئة.
وبحسب أنعام فإن الجمعية هي مورد الرزق الوحيد الذي تعتاش منه النسوة، إضافة إلى أن الجمعية تشكل مكاناً للتعلم والإبداع.

ويعتمد المشغل التابع للجمعية المعايير البيئية ويحافظ عليها من خلال إعادة تصنيع مخلفات النباتات وتحويلها إلى أوراق بطريقة يدوية. حيث يتم تصنيع مخلفات الحلفا والباميا والورد والموز والنخيل والنباتات والأعشاب البرية إلى أوراق بأحجام وألوان مختلفة يتم بعدها استعمالها للرسم أو تصنيع بطاقات المعايدة والأكياس القرطاسية والبومات الصور والعديد من التصاميم.
كما تقوم الجمعية بصناعة الصابون اليدوي من زيت الزيتون، ويصنع بالطرق التقليدية وبألوان مميزة وحسب الطلب. ويتم أيضاً إنتاج قطع خزفية بطرق عدة، كالدولاب والبناء اليدوي ويركز المشغل الخاص بالخزف على اختيار التصاميم المستوحاة من البيئة وتاريخ المنطقة. وقد نجحت مثل هذه المشروعات في فرض أنماط سلوك إيجابية في المجتمعات المحلية، وفي تعزيز استقلالية المستفيدين وثقتهم بأنفسهم. إضافة إلى ذلك، فقد كان المشروع ناجحاً في تشجيع التعلم والدراسة وفي دعم النساء في سعيهن إلى تعزيز دورهن الاجتماعي.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف