رجل الأعمال البحريني راشد الزياني في ذمة الله

قصة كفاح رجل من الصفر إلى خطف الأضواء

رجل الأعمال البحريني راشد الزياني في ذمة الله

إيلاف من المنامة:شيع الآلاف في البحرين اليوم رجل الأعمال البحريني البارز عميد عائلة الزياني الوجيه راشد بن عبدالرحمن الزياني، والذي أسهم بدور ريادي في نهضة البحرين الحديثة واشترك في العديد من المجالس الحكومية والأهلية وشغل منصب عضو في المجلس التأسيسي الذي وضع دستور البحرين. الصحف البحرينية نعت رجال الأعمال عبر تعازيها لأسرته والأسرة التجارية في البحرين ، وفي تقرير نشرته صحيفة الأيام للكاتب الصحفي طارق العامر أن الزياني لم يشغله المال والتجارة عن الهم الأكبر وهو خدمة الوطن ، مشيرا إلى ان القدر اختطف القدر ابنًا من أبناء الوطن البارين، وواحد من رجاله المخلصين والذي أسهم في وضع اللبنات الأولى للبحرين والذي قدم الكثير في سبيل خدمة الوطن تاركا سيرة عطرة صالحة، وذرية صالحة تواصل العطاء وخدمة الوطن من بعده.

ويؤكد التقرير ان الفقيد يُنشد عنه دماثة الخلق والتواضع الجمّ، ومثالاً للرجل العصامي، الذي كلل مثابرته بعد تغلبه على مصاعب الحياة بالجهد والعمل الدؤوب، والذي أسس من خلاله لرجل الأعمال الوطني الناجح، وقد يكون سبب ذلك كونه من عائلة كان لها دورها الرائد في مجال العلم وأعمال التجارة. نسبه ينتمي إلى قبيلة (الزياينة)، إحدى القبائل العربية التي تنتمي بنسبها إلى بني عدوان، وقد قدمت إلى البحرين من بلدة (الزيانة) في مكان قريب من مكة المكرمة ، قبل أكثر من مائتي عام . الزياني رجل علم ساهم في إدخال التعليم النظامي في البحرين بإنشائه لأول مدرسة نظامية أهلية وهي مدرسة الزياينة بالمحرق عام 1917. ونظراً لجهوده المتواصلة في التشجيع على التعليم فقد تم اختياره لتولي منصب نائب رئيس مجلس المعارف المكون من عدد من الوجهاء، وكان برئاسة الشيخ عبدالله بن عيسي آل خليفة وزير المعارف آنذاك.

ولد الفقيد في المحرق في أوائل العشرينات ، وبدأ دراسته الابتدائية بمدرسة الهداية الخليفية ثم ابتعثت الى الجامعة الأمريكية عام 1928 ضمن أول بعثة تبتعث من البحرين للدراسة في الخارج، ولما عاد وجد الديون وقد تراكمت على والده وليس لها مقابل لتسديدها . بحث عن مورد مالي للمعيشة ولم يجد سوى وظيفة مدرس رياضيات فعمل لمدة عام واحد فقط في مدرسة الهداية، وكان يتقاضى خلالها خمسة دنانير (دولار ونصف) شهرياً، بعدها استقال من عمله ليباشر عمله التجاري مهنة آباءه وأجداده، ثم انتقل بعدها للعمل في ديوان الحكومة الذي يرأسه تشارلس بلجريف مستشار حكومة البحرين، واستمر بالعمل هناك ثماني سنوات، بعدها استقال من عمله ليباشر عمله التجاري مهنة آبائه وأجداده.

بدءاً من فتح محل تجاري في بغداد، الى الحصول على وكالات السيارات والوكالات التجارية الأخرى في البحرين، إضافة الى مشاريع وأعمال تجارية أخرى منها تأسيس فندق دلمون في أوائل الستينيات، وكان يعمل في ديوان الحكومة صباحا ويباشر عملة مساء في تجارته.

وخلال عمله كرس جهوده على تعلم الترجمة والطباعة العربية والإنجليزية حتى زاد راتبه إلى 12 دينارا، تمكن إثر ذلك من توفير مبلغ 80 دينارا دخل بها في صفقة تجارية محسوبة وتحول المبلغ إلى 200 دينار، بعد مرور عام تضاعف المبلغ ست مرات ليصل إلى 1200 دينار وكان في ذاك الوقت يعتبر ثروة، حينها اتخذ القرار الذي غير مجرى حياته ، حيث استقال من الوظيفة ليتفرغ للعمل التجاري رغم إغراءات الوظيفة الآمنة. مضت السنون تباعاً وعمله ينمو ويتطور ، حيث تدرج من بيع المواد الاستهلاكية إلى القرطاسية (الأدوات المكتبية) إلى الأحذية إلى الأثاث. ثم دخل مجال السيارات والمعدات ليحوز على وكالات الأوستن-الروفر-الرولزرويس-الكريسلر-البي ام دبليو والميتسوبيشي. وانتشرت الفروع في كافة دول الخليج ، إضافة الى مشاريع وأعمال تجارية أخرى منها تأسيس فندق دلمون في أوائل الستينيات. إسهاماته ساهم في نهضة البحرين الحديثة من خلال تواجده في العديد من المجالس المهمة التي أنشئت ، ومنها مجلس التجارة والغوص، ، ومجلس المعارف، ومجلس الهجرة والجوازات، ومجلس بلدية المنامة.

اشترك في العديد من المجالس الحكومية والأهلية وشغل منصب عضو في المجلس التأسيسي الذي وضع دستور البحرين وتولي سكرتاريتها لعدة سنوات ، كما ساهم في عام 1936 في تأسيس نادي البحرين، وكان أول أمين لسر النادي وهو من اقترح تسميته بنادي البحرين ، ثم وتولي رئاسته لعدة سنوات.

شغل منصب عضو في المجلس التأسيسي الذي وضع دستور البحرين. كما ساهم في تأسيس غرفة وتجارة البحرين وتولي سكرتارياتها لعدة سنوات، وعين في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في أول مجلس للشورى رئيساً للجنة المالية والاقتصادية لفترتين متتاليتين.

وساهم في تأسيس شركة عبدالرحمن الزياني وأولاده، وتأسيس شركة الخليج للتجارة والهندسة، وإنشاء مصانع بلاستك الخليج. وساهم في تأسيس بنك البحرين والكويت وتولي رئاسته لمدة 28 عاما، وبنك اليوباف العربي الدولي، وشركة التسهيلات التجارية، وبورصة البحرين، واستثمارات الزياني، ومستشفي البحرين التخصصي وانتخب رئيسا له منذ افتتاحه في أكتوبر 2002.

كما اهتم راشد الزياني بكتابة التاريخ وكرس جل وقته لتوثيق جزء من تاريخ مملكة البحرين الحديث والمعاصر. وكانت له منهجيته الخاصة في الكتابة. أصدر أول كتاب له في عام 1995م بعنوان ذكريات وتاريخ تناول فيه محطات مختلفة من سيرة حياته باعتباره شاهدا علي عصره.

وبنفس النمطية والأسلوب أصدر كتابه الجديد الغوص والطواشة وقسمه الى سبعة عشر باباً، وفي عام 2004م طالعنا المؤرخ راشد عبدالرحمن الزياني بكتابه الثالث بعنوان (البحرين بين عهدين - الحماية والاستقلال) الذي يعد من أهم المراجع التي صدرت عن تاريخ البحرين.

سيرة الفقيد الذاتية:

- من مواليد العام 1912، في مدينة المحرق.

- عميد عائلة الزياني.

- درس في مدرسة الهداية الخليفية.

- كان ضمن أول بعثة بحرينية جامعية إلى الخارج.

- التحق بالجامعة الأميركية في العاصمة اللبنانية (بيروت) .

- عمل في التدريس بعد عودته.

- عمل بعدها في مكتب المستشار تشارلز بلغريف، ولمدة 7 سنوات.

- في العام 1947، أسس شركة عبدالرحمن الزياني وأولاده.

- ساهم في تأسيس بنك البحرين والكويت في العام 1971.

- ترأس مجلس إدارة البنك لغاية منتصف التسعينيات.

- تم تعيينه في المجلس البلدي الذي كان يترأسه رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.

- عضو المجلس التأسيسي، الذي وضع دستور العام 1973.

- عضو مجلس الشورى، في أول دورتين بدءاً من العام 1992.

- أسس وترأس مجلس إدارة مستشفى البحرين التخصصي.

- له مساهمات كثيرة في قطاع الأعمال والتجارة.

- عضو سابق في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين.

- ساهم في الكثير من المشاريع الخيرية داخل البحرين وخارجها.

- اشتهر بمساعدته للفقراء، وبناء المساجد، ومنها إعادة بناء مسجد الشيخ عبدالوهاب الزياني في المحرق وتوسعته.

- آخر أعماله الخيرية كانت تأسيس مبرة راشد عبدالرحمن الزياني والتي أُشهرت في الشهر الماضي، برأس مال مدفوع قدره نصف مليون دينار.

- قلده جلالة الملك وسام البحرين من الدرجة الأولى، وذلك لأعماله المجتمعية ولخدمته للوطن.

- له 3 أولاد (خالد، حامد، وزايد) و6 بنات. بعد أن توفي ولده الرابع.