حماسة طيران الخليج

نزيهة سعيد: منذ فترة ليست بالبعيدة، كان السفر على رحلات طيران الخليج تجربة لا تنتهي عادة بسلام ورضا المسافرين، لتعود الشركة على تأخير رحلاتها، وسوء صيانة طائراتها، مما يعكس فشلا واضحا في إدارتها ومواكبتها لركب انتعاش سوق الطيران في الخليج والمنطقة والعالم.إلا أن رجوع ملكيتها للبحرين بالكامل بعد انسحاب الدول الخليجية بدءا من قطر في مايو (أيار) 2002، وأبوظبي في سبتمبر (أيلول) 2005، وأخيراً سلطنة عمان في مايو(أيار) 2007، أصبحت تملكها مملكة البحرين بالكامل ممثلة في شركة ممتلكات البحرين القابضة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، جعل من الأمر مصيريا بالنسبة إلى الحكومة البحرينية، التي رأت فيها مشروعا ذا جدوى اقتصادية جيدة واستثمارا مربحا بعد تخطيها مرحلة الخطر والتطوير التي وضعت من أجلها. فبعد أن كانت مملوكة لأربع حكومات خليجية منذ تأسيسها في العام 1950، هي إمارة أبوظبي ممثلة عن الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، وعمان، بدأت الانسحابات تثقل كاهل الشركة.
على منصة نادي طيران الخليج، وقف بكل حماسة ونادى العاملين في الشركة للعمل معه كفريق واحد، وأن يعيشوا العصر الحاضر بتفاؤل، وأن تكون هذه الشركة بيتهم الذي يعملون لنجاحه.

عبر لهم عن تأكده من نجاح خطط الإنقاذ التي وضعتها "ممتلكات" على رأس أجندتها، ومجلس إدارة طيران الخليج.هكذا ارتجل طلال الزين الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات القابضة ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الخليج كلمته في حفل لتكريم الموظفين القدامى في الشركة، ليشعل حماستهم للعمل على إنقاذ الشركة وتوفير البيئة المناسبة للنهوض بها. هذه الشركة التي أصبح شعارها مألوفا لدى البحرينيين منذ نعومة أظافرهم خلال العقود الأخيرة، إلا أنها وطوال 59 عاما راكمت خسائر بلغت بنهاية العام 2007، ما قدره 563.2 مليون دينار (1.49 مليار دولار)، أي ما يعادل نسبة 7.8% من مجموع مصروفات الدولة.وهو ما جعل الكثيرين يفقدون الأمل في جدواها الاقتصادية وقدرتها على المضي قدما في ظل شركات الطيران الخليجية والعالمية العملاقة، ومنافسة شركات الطيران الاقتصادية، وفي ظل أزمة اقتصادية تضرب العالم.

وأبدى الزين امتعاضه من محاربة البعض من أبناء البحرين في المجلس الوطني، وفي الصحافة ومن العاملين في الشركة لخطط الإنقاذ التي وضعت للنهوض بالطيران الوطني من مأزق الديون وتطوير عمله وجعله منافسا على الساحة الخليجية والإقليمية والعالمية.لا أعلم إذا استطاع الزين أن يشعل الحماسة في موظفي الشركة التي قبِل تحدي رئاسة مجلس إدارتها، ولكنه استطاع أن يرجع لي الأمل بأن هذه الشركة مشروع وطني، وبالتكاتف والعمل الجاد ومع الوقت ستستطيع تحقيق ما تصبو إليه وتصبح استثمارا مهما يتدفق في ناتج البحرين القومي في نهاية كل عام.