الصانعات التقليديات في المغرب يتحدين الأزمة المالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المكناسي لـ "إيلاف": أخرجنا النساء من منازلهن للرفع من قدراتهن
الصانعات التقليديات في المغرب يتحدين الأزمة المالية
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: يمر قطاع الصناعة التقليدية المغربية، الذي يعد ثاني أكبر مشغل لليد العاملة في المملكة بعد الفلاحة، بفترة صعبة، بعدما فقد الآلاف من مناصب الشغل بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وتشير آخر الأرقام إلى أن هذا القطاع فقد 60 ألف منصب شغل، أي بتراجع حجم التشغيل في هذا القطاع بنسبة 4.5 %،
واتخذت الوزارة الوصية إجراءات عدة تهدف إلى تحسين ظروف عمل وعيش الصناع التقليديين، وتحسين تقنيات إنتاجهم، وتوفير وتثمين البنيات التحتية للإنتاج والبيع، في إطار استراتيجية 2015 الرامية إلى النهوض بالقطاع.
وفي سياق الاستراتيجية نفسها، جرى إنجاز المخططات المديرية للتكوين المهني، والتوقيع على 24 اتفاقية للتدرج المهني مع غرف الصناعة التقليدية، التي تندرج ضمن هدف تكوين 60 ألف صانع في أفق 2015، بغلاف مالي يبلغ360.7 مليون درهم.
وقالت منسقة شبكة الصانعات التقليديات في المغرب، فوزية المكناسي، "أخذنا صانعات من منازلهن، وأطرناهن ووجهناهن، وحققنا إلى الآن نتائج جد مهمة"، مشيرة إلى أنهن "كنا مختبئات في بيوتهن، وأخرجناهن للعمل في ظروف حسنة".
وأكدت المكناسي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "الشبكة تضم حاليا 500 صانعة تقليدية، تم تأطيرهن وتكوينهم وتحسين وضعيتهن المادية، إذ يصل الدخل الشهري لكل واحدة منهن إلى حوالي 4 آلاف درهم (500 دولار)".
وذكرت فوزية أن "هدف الشبكة هو الرفع من قدرات الصانعات التقليديات، والمساعدة على مستوى تسويق إنتاجهن"، مضيفة أنه "في ظرف سنة واحدة تمكن من تحقيق الاستقرار المادي لديهن".
واعتبرت أن الأزمة المالية العالمية كان لها تأثير، غير أنه يظل نسبياً، وليس بالكبير جداً، مبرزة أن "المقاربة التي نعتمدها تجنبنا أن تكون تداعيات الأزمة أكثر وقعاً على مشارعنا".
وأضافت منسقة شبكة الصانعات التقليديات "لقد حققنا نتائج طيبة، ونسير بسرعة التقدم حتى نبلغ أهدافنا المنشودة".
من جانبه، أوضح لعربي بوشعيبي، صانع خزف في المدينة القديمة في الدار البيضاء، أن "الأزمة بدأت تلقي بظلالها على القطاع، لتضاف إلى المعاناة الكبيرة التي نتكبدها في مواصلة إمتهان هذه الحرفة".
وأشار لعربي، في تصريح لـ "إيلاف"، إلى أنه "ما زال التأثير مذبذباً، وننتظر أن تعرف فترة الصيف ازدهاراً في المبيعات، خاصة مع توافد السيّاح على المغرب، إلى جانب أفراد الجالية المقيمين في الخارج".
وكانت الشريفة للا أم كلثوم، كريمة الأميرة الراحلة للا فاطمة الزهراء، أشرفت، أخيراً، على افتتاح "معرض دار المعلمة 2009" لمنتجات الصناعة التقليدية الوطنية، حيث قامت بجولة في مختلف الأروقة المقامة بهذا المعرض.
وترأست، خلال هذه المناسبة، حفل تسليم جوائز تكريمية وتشجيعية على مجموعة من الصانعات التقليديات، بمناسبة افتتاح "معرض دار المعلمة 2009" لمنتجات الصناعة التقليدية.
وجرى أيضاً توزيع مجموعة من الجوائز التقديرية والتشجيعية على صانعات تقليديات تألقن في مجال اشتغالهن.
وشاركت في هذا المعرض، الذي يهدف إلى إبراز قدرات الصانعات التقليديات المغربيات على التجديد والتلاؤم مع متطلبات السوق وتقوية قدراتهن الاقتصادية وأوضاعهن الاجتماعية، صانعات من 38 مدينة وقرية من مختلف جهات المملكة، يمتهن حرفاً تقليدية متنوعة تشمل صناعة الزرابي، والفخار، والمجوهرات، والأثاث، واللباس التقليدي، والنسيج وغيرها من منتوجات الصناعة التقليدية الوطنية.
وجرى خلال حفل الافتتاح الإعلان عن إطلاق موقع إلكتروني لدار المعلمة بهدف تسويق وترويج المنتجات التقليدية على نطاق واسع، تحفيزاً للصانعات التقليديات على مزيد من الابتكار والتجديد في هذا المجال.
يذكر أن شبكة الصانعات المغربيات التي تحمل اسم "دار المعلمة" أنشئت سنة 2008، بهدف تعزيز الاستقلالية المادية للمرأة الصانعة.