اقتصاد

المصارف الإيطالية تحافظ على صلابتها القديمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في ظل أزمة عالمية طاحنة

المصارف الإيطالية تحافظ على صلابتها القديمة

طلال سلامة من روما: لم تخطيء المصارف الايطالية الأبرز في التباهي بين الجميع بصلابتها! ويبدو أن التقرير الصادر عن شركة (Ramp;S-Mediobanca) القابضة، المملوكة لمصرف "ميديوبنكا"، التي حصلت صحيفة "ايلاف" بروما على نسخة منه، حول عمالقة الائتمان العالميين، يصطف الى جانب هذا الفخر المصرفي الإيطالي الذي يحتوي، على الأقل، على مصرفين هما الأكبر هنا، أي "يونيكريديت" و"اينتيزا-سان باولو". في نهاية العام الماضي، كانت جميع مؤشرات القدرة على تسديد الديون ترى المصارف الايطالية الأخيرة، أوروبياً. بعد عملية إعادة رسملتها، رست نسبة القدرة على الأفاء (Solvency Ratio) لدى مصرف "يونيكريديت" على 10.1 في المئة. في حين كانت تلك المنسوبة الى مصرف "اينتيزا-سان باولو" ترسو على 9.5 في المئة فقط. مع ذلك، فان المؤشرات المتعلقة بالمديونية والأصول المصرفية لم تكن الآلية الأنسب لقياس درجة موثوقية المصارف. وإلا، فكيف بإمكاننا تفسير لجوء مصرف "يو بي اس" السويسري الى طلب مساعدات مالية غير بسيطة من حكومة "بيرن" برغم أن آخر التحاليل المصرفية أشارت الى وضع داخلي "سليم" بصورة كافية جعله يتألق أوروبياً! كما نذكر كذلك شركة "واشنطن موتشوال"، التي رست نسبة القدرة على الأفاء، قبل عام، على 13.9 في المئة إنما اضطرت إدارتها لخوض معارك قضائية في شهر سبتمبر(أيلول) الماضي.

في الحقيقة، لا يكفي اليوم النظر الى نسبة كفاية رأس المال في رأسمال الشريحة الأولى (Tier 1)، في القطاع المصرفي، التي يعتبرها جميع المحللين جيدة للأوقات الطبيعية الخالية من الأزمات. إذ علينا اليوم النظر الى ما يجري حول كل مصرف، على حدا. على سبيل المثال، يقوم المحللون الإيطاليون دورياً بتقويم نسب الرافعة المالية(نسبة الاقتراض)، وهي نسبة مجموع الالتزامات إلى مجموع الأصول. وتبين هذه النسبة قدرة الشركة أم المؤسسة المالية أم المصرف على الوفاء بالتزاماتها، قصيرة وطويلة الأجل. في عام 2007، رست هذه النسبة على 80 لدى مصرف "يو بي اس" السويسري(مع ذلك لم يفهم الجميع أن ثمة شيء "شاذ" طرأ على موازنة هذا المصرف). كما كانت أوضاع مصرف (Hypo Real Estate) الألماني أسوأ من ذلك(رست هذه النسبة على 112). في ما يتعلق بموازنات المصرفين الإيطاليين فان هذه النسبة كانت أخف وطأة بكثير كونها رست على 25.5 مرة، لدى مصرف "يونيكريديت"، و19.5 لدى مصرف "اينتيزا-سان باولو". على صعيد الأصول، نستطيع القول ان هذين المصرفين الإيطاليين لديهما رأسمال صافي يمثل 7.2 في المئة من القوة المالية التي يتم تشغيلها حالياً مقارنة ب8.2 في المئة لدى المصارف الأميركية العملاقة. تجدر الإشارة الى أن المعدل المصرفي الأوروبي للرأسمال الصافي يبلغ 3.9 في المئة. الى جانب ذلك، نلاحظ أن هذين المصرفين يتألقان أوروبياً لناحية الأنشطة الكلاسيكية. فالمبالغ الائتمانية المقدمة للعملاء تمثل 58.6 في المئة من القوة المالية المشغلة مقارنة ب41.5 في المئة، لدى المصارف الأوروبية المنافسة، و49.2 في المئة لدى المصارف الأميركية.

صحيح أن الأزمة المالية وضعت جميع المصارف قيد الاختبار. كما لم يتأخر مصرفا "يونيكريديت" و"اينتيزا-سان باولو" في الإقبال على شراء السندات الإنقاذية التي هندسها "جوليو تريمونتي"، وزير الاقتصاد الحالي. لكنهما لم يرفعا أبداً العلم الأبيض الاستسلامي كما فعلت مصارف بريطانية وأميركية، تبين، في النهاية، أنها كانت واقفة على منصات من الطين وتمكنت من الإفلات بأعجوبة من براثن الأزمة المالية على حساب دافعي الضرائب!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف