دراسة: الإنتعاش الاقتصادي يسير ببطء في منطقة اليورو

أسوأ موجات ركود تمر بها القارة الأوروبية

دراسة: الانتعاش الاقتصادي يسير ببطء في منطقة اليورو

أشرف أبوجلالة من القاهرة: خلصت دراسة مسحية أجريت مؤخرًا إلى أن الانتعاش الاقتصادي يمضي قدمًا على نحو بطيء في منطقة اليوروزون خلال هذه الأثناء، وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادرأمس الثلاثاء أن تلك الدراسة سلطت الضوء كذلك على حقيقة حالة الهشاشة والضعف التي تمر بها التحولات الأخيرة الخاصة بآفاق النمو. كما كشفت الدراسة عن أن مؤشرات مديري المشتريات لشهر يونيو بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي الست عشرة، المنضمة إلى العملة الموحدة اليورو، قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في تسعة أشهر، ما يشير إلى أن أسوأ موجات الركود التي تضرب القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية سوف تستمر في فقدان ضراوتها.

لكن الدراسة عادت لتشير إلى أن معدل التحسن كان أقل مما هو متوقع، وذلك بعد أن تعرض لتراجع نتيجة لضعف الأداء في قطاع الخدمات، وما زالت تشير المؤشرات إلى حدوث تقلص كبير في النشاط الاقتصادي خلال الربع الثاني من العام. أما الصحيفة فقد قالت من جانبها إن النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسة المسحية الحديثة، وهي أقل من المتوقع، سوف تثبط من آمال عودة دول الاتحاد الأوروبي المنضمة إلى العملة الموحدة "يورو" إلى النمو خلال العام الجاري، لكنها اتفقت مع آراء كثير من المتنبئين، ومن بينهم المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي، بأن الاقتصاد سوف يبدأ في الانتعاش مرة أخرى خلال عام 2010.

هذا وقد تعرض اقتصاد منطقة اليوروزون لضرر شديد بسبب الانهيار الذي تعرضت له الثقة العالمية في أعقاب انهيار مصرف ليمان برازرز الاستثماري في سبتمبر / أيلول الماضي. كما تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.8في المئة في آخر ثلاثة أشهر من عام 2008 وبنسبة أخرى قدرها 2.5في المئة خلال الربع الأول من هذا العام - بشكل أسرع بكثير مما يحدث في الولايات المتحدة وبريطانيا. من جانبه، قال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في مؤسسة ماركيت، التي تقوم بإنتاج مؤشرات مديري المشتريات، أن قراءات شهر يونيو تشير إلى حدوث تقلص بنسبة 0.5 أو 0.6في المئة تقريبًا في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو خلال الربع الثاني.

وتابع ويليامسون حديثه بالقول : " لقد فقد معدل التخفيف زخمًا كبيرًا قرب نهاية الربع الأول، وبخاصة في قطاع الخدمات، حيث يبدو أن الطلب قد أضير نتيجة لارتفاع معدلات البطالة". أما دومينيك بريانت، الخبير الاقتصادي في بنك بي.ان.بي باريبا، فقد استبعد من جانبه إمكانية حدوث انتعاش قوي عما قريب، وقال إنه يتوقع أن يكون الاقتصاد أكثر أو أقل اتساعًا خلال الأربع فترات المقبلة. وأضاف بريانت حديثه قائلاً: "وسوف يعكس هذا الأداء الضعيف عند مقارنته بما يحدث في الولايات المتحدة وبريطانيا أن الساسة وصناع القرار في منطقة اليوروزون ينتهجون إجراءات أقل عدوانية في مجالات السياسة النقدية، والسياسة المالية، ودعم القطاع المصرفي".

ومع هذا، فلا زالت تتوقع مؤشرات مديري المشتريات إمكانية حدوث تحسينات أخرى خلال الأشهر المقبلة. حيث أظهرت أن نسبة التعاقدات ( الطلبيات ) الجديدة لقوائم الجرد في قطاع الصناعة التحويلية، التي كانت تعمل في الماضي كدليل لاتجاهات الإنتاج في المستقبل، قد ارتفعت بصورة حادة هذا الشهر وهو أعلى ارتفاع لها في تسعة عشر شهرًا. وفي غضون ذلك، ارتفعت التوقعات الخاصة بأنشطة قطاع الخدمات لأعلى مستوياتها منذ 23 شهرًا. كما ارتفع المُركِب الخاص بمؤشر مديري المشتريات، الذي يقوم بتغطية الصناعة التحويلية والخدمات، من 44.0 في مايو / آيار إلى 44.4 في يونيو / حزيران. ويعتبر أي رقم يقل عن حد الـ 50 إشارة تدل على حدوث تقلص في الأنشطة. وارتفع أيضًا بشكل كبير مؤشر قطاع الصناعة التحويلية، من 40.7 في مايو إلى 42.4 لكن مؤشر قطاع الخدمات انخفض من 44.8 في مايو إلى 44.5.