اقتصاد

السياحة في غزة.. بين مطرقة حصار إسرائيل وسندان حكومة حماس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأحداث الساخنة ألقت بظلالها

السياحة في غزة.. بين مطرقة حصار إسرائيل وسندان حكومة حماس

يوسف صادق من غزة: لعبت الأحداث الساخنة في غزة منذ عام 2000، إندلاع إنتفاضة الأقصى، دوراً هاماً في تراجع السياحة بقطاع غزة. لكن السنوات الثلاثة الخيرة، بعد فوز حركة حماس في إنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني أوائل عام 2006، أدى إلى حصار إسرائيلي على غزة بشكل أوسع، خاصة وأن معظم قيادات حماس تتواجد في غزة فضلاً عن رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي شكل حكومة فلسطينية معظمها من حماس، كون حركته أخذت الأغلبية النيابية. وأنهت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، كافة آمال وطموحات أصحاب الفنادق المنتشرة على طول ساحل بحر غزة، وبدت أحوالهم المادية تزداد سوءً، في ظل عجزهم عن دفع رواتب موظفيهم، الأمر الذي حذا بغالبية الفنادق للإستغناء عن أكثر من 550 موظفاً، مما زاد من تفاقم وضع تلك الفئة، بالتزامن مع إزدياد البطالة التي وصلت لأعلى مستوياتها على الإطلاق.وقال مهدي ديب الحلو، مدير فندق القدس الدولي، إن الوضع السياحي والفندقي تحديداً في غزة يزداد سوءً. وأضاف لإيلاف "أضطررت لأن أستغني عن 37 موظفاً كانوا يعملون داخل الفندق".

واعتبر الحلو فترة تواجد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "من أجمل فترات السياحة الفندقية في غزة. وقال لإيلاف "كانت تأتي الوفود العربية والدولية الرسمية، على غزة بإستمرار، لكن بعد فوز حركة حماس وحصار إسرائيل لغزة، لم نعد نرى إلا نادراً من وفود شعبية أو نقابية(..) لقد تأثرت الفنادق بشكل كبير جداً في هذه المرحلة". وقدر مبلغ الديون المترتبة على المنشآت والمطاعم والفنادق السياحية في قطاع غزة بـ 16 مليون دولار أميركي.ويوجد في غزة إثنى عشر فندقاً سياحياً، يحتوي في مجموعهم على 423 غرفة جاهزة لاستقبال النزلاء. بينما يوجد 25 مطعماً سياحياً. أصبحت جميعها تعتمد على سكان غزة المحليين الذين يفضلون الإستراحات الشعبية بسبب وضع الأسر الفلسطينية الفقير.

وقال محمود سليم، موظف يعمل في احد الفنادق أن السياحة مهمة جداً لأي دولة، فالدول تعتمد بشكل كبير في ميزانيتها العامة على السياحة. وأضاف لإيلاف "السياحة صناعة خدمية، ومرتبطة بصناعات كثيرة، وبالتالي فهي مكملة للعديد من المرافق والصناعات داخل الدولة".وأوضح سليم أن معظم رواد المطاعم الآن هم من الفتيات والشباب العاملين وكذلك طلبة الجامعات في غزة. وقال لإيلاف "لكنهم لا يطلبون إلا فنجان قهوة أو فنجان شاي مع نرجيلة، في حال كان الشاب من المدخنين لها، وتكاد تنعدم طلبات الغداء أو العشاء".

وتعتمد الفنادق والمطاعم الفاخرة في غزة على السياح أو العاملين الأجانب، الذي غادروا غزة في الأيام الأولى من الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة أواخر ديسمبر من العام الماضي، فضلاً عن سياحة الفلسطينيين أنفسهم القادمين من الدول العربية والغربية لزيارة ذويهم في غزة، خاصة في فصل الصيف.وأكد مدير فندق القدس الدولي، الموجود على شاطئ بحر غزة، إن حركة غرف الفنادق إنتعشت قليلاً لمدة 17 يوم فقط بعد الحرب الإسرائيلية الخيرة على غزة. وقال لإيلاف "جاء العديد من الوفود والصحافيين الأجانب أو العرب للوقوف عن كثب حول ما جرى من دمار في غزة ألحقته الآلة العسكرية الإسرائيلية. فإستفدنا قليلا من وجودهم في غزة. لكنها لم تنعش السياحة بشكل كبير، بل حاولنا أن نسدد شيئاً من ديوننا المتراكمة علينا".

وأكد الحلو أن المواسم الصيفية سواء فصل الصيف أو الشتاء، لم يؤثر في حركة غرف الفنادق. وقال "الفنادق ليست على غرار الإستراحات المنتشرة على شواطئ بحر غزة، فهي تعتمد عادة على فصل الصيف، لكننا كفنادق نعتمد على الوفود الرسمية والسائحين، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، وهو الإعتماد الذي لن يحقق إنتعاش الوضع عندنا في الوقت الحالي".وعلى الرغم من لعب السياحة دوراً هاماً وبارزاً في اقتصاد الدولة، إلا أن الأمر في غزة يختلف كثيراً. فنتيجة للحصار والحرب الأخيرة، أصاب القطاع السياحي شلل كامل، بينما أوشكت شركات ومكاتب السياحة والسفر، البالغ عددها 39 شركة و مكتب، على الإفلاس نتيجة إغلاق المعابر وعدم حرية سفر الفلسطينيين بشكل طبيعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ربما الصهاينة أرحم..
الحالم الفقير -

مهما قلنا فلو كانت فلسطين محتلة من طرف بلد عربي أو يحكمها حاكم عربي مستبد لأتى على الأخضر واليابس فيها ولما وجدنا أثرا لمثل الصورة أعلاه رغم أن البلد يعيش تحت الحرب والإبادة الممهنجة والحصار..

ربما الصهاينة أرحم..
الحالم الفقير -

مهما قلنا فلو كانت فلسطين محتلة من طرف بلد عربي أو يحكمها حاكم عربي مستبد لأتى على الأخضر واليابس فيها ولما وجدنا أثرا لمثل الصورة أعلاه رغم أن البلد يعيش تحت الحرب والإبادة الممهنجة والحصار..