دبي الجديدة تقود تحولاً في أسعار العقارات

دبي: شهد الطلب على شراء الوحدات السكنية الجديدة في إمارة دبي زيادة ملحوظة من قبل مشتري المنازل خلال الربع الثاني من العام الجاري، وذلك رغم الأزمة العالمية، فيما يعود السبب في ذلك بشكل رئيس إلى التراجع في أسعار المنازل والإيجارات، الذي بدأ في الربع الأول من العام الجاري، وكذلك إلى اكتمال عدد من المشروعات المهمة في "دبي مارينا" و"نخلة جميرا".

وأظهر التقرير الخاص بالعقارات السكنية والتجارية في دبي الذي صدر أمس عن "استيكو"، إحدى شركات الخدمات العقارية في الإمارات، أن سوق العقارات شهدت مزيداً من الانخفاض في ما يتعلق بسوق الإيجارات نتيجة للأزمة الاقتصادية.

وانخفضت أسعار بيع الشقق والفلل بمعدل وسطي بين 15 و13 % على التوالي، ما يعكس تراجعاً حاداً في نسبة النمو السلبي مقارنة بالتراجع الفصلي من الربع الأخير من العام الماضي إلى الربع الأول من العام الجاري.

تراجع الشقق
وتراجعت أسعار الشقق بشكل ملحوظ من 1.000 درهم للقدم المربع إلى 900 درهم، بينما تراجعت أسعار الفلل من 1.130 درهم للقدم المربع إلى 980 درهماً.

ونظراً إلى أن أسعار العقارات تميل إلى الاستقرار، بالتزامن مع انفراج في ضائقة التمويل، سجلت "نخلة جميرا" ارتفاعاً في أسعار بيع الفلل والشقق بنسبة 20 و7 % على التوالي في الربع الثاني من العام الجاري، ورغم ذلك، تراجعت الإيجارات في المشروع بنسبة 12 % للشقق و25 % للفلل.

وسجلت دبي الجديدة تراجعاً أقل في الأسعار، حيث يبحث الكثير من المشترين والمستأجرين عن وحدات سكنية فاخرة في مشروعات الإسكان المكتملة، ونتيجة لذلك، تشهد الأسعار في مشروعات مثل "داون تاون برج دبي"، و"دبي مارينا"، و"إيميريتس ليفينغ" بوادر استقرار.

ومع ارتفاع عدد المشروعات التي تم تسليمها، يمتنع ملاك العقارات عن البيع بأسعار مخفضة، ويعمدون بدلاً من ذلك إلى تأجير وحداتهم أو الانتقال إلى وحداتهم الخاصة لتوفير تكاليف الإيجار.

دبي الجديدة
وقال المدير التنفيذي لشركة "أستيكو" أندرو تشامبرز، "تحظى الوحدات السكنية في دبي الجديدة باهتمام متزايد من قبل الأشخاص الذين يعملون في أبوظبي، وذلك بسبب قربها من العاصمة، بينما يسعى المستأجرون وراء وحدات في المشروعات السكنية المتكاملة، حيث يتركز الطلب بشكل رئيس على الشقق ذات الغرفة الواحدة أو الغرفتين وعلى المنازل الريفية ذات الـ3 أو 4 غرف".

وكان تأثير تراجع الأسعار على المجمعات السكنية الجاهزة، مثل "جميرا بيتش ريزيدنس"، و"داون تاون برج دبي"، و"الينابيع" أقل منه على غيرها، بسبب تركيز المستأجرين المحتملين على هذه المجمعات، فيما شهدت "أستيكو" كذلك طلباً متزايداً على تأجير الشقق في مشروع "تيارا" السكني، الذي تم تسليمه أخيراً في "نخلة جميرا".

أما في الربع السابق، فقد كانت "نخلة جميرا" إحدى المناطق الرئيسة التي عانت هبوطاً حاداً في إيجارات الشقق، حيث تراجعت أسعار الإيجار بنحو 30 % مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.

ففي الربع الثاني من العام الجاري، تراجع متوسط إيجار الأستوديو في دبي إلى 45.500 درهم (من 61.500 في الربع السابق)، والشقة المؤلفة من غرفة نوم واحدة إلى 78 ألف درهم (من 93 ألف درهم في الربع السابق)، والغرفتين إلى 107 آلاف درهم (من 132 ألف درهم في الربع السابق)، والـ 3 غرف إلى 149.500 ألف درهم (من 185 ألف درهم في الربع السابق). وانخفض متوسط إيجار الفيلا المكونة من غرفتي نوم إلى 119 ألف درهم، و3 غرف إلى 176 ألف درهم، و4 غرف إلى 233.750 درهم، بينما انخفض متوسط إيجار الفيلا المكونة من 5 غرف نوم إلى 277 ألف درهم.

وفي الربع الثاني، استطاعت الشركات الباحثة عن مساحات مكتبية ممتازة في دبي أن تتحكم في عملية البيع، بسبب هبوط أسعار المكاتب بنسبة 24 %، حيث فضل معظم مالكي المساحات المكتبية الاحتفاظ بأصولهم على بيعها بقصد الانتفاع من الدخل الإيجاري الذي تدره على المدى الطويل.

انخفاض المكاتب
وشهدت أسعار بيع المكاتب انخفاضاً من 1.550 درهم للقدم المربع إلى 1.120 درهم، حيث تم تسجيل أكبر حالات الهبوط في أسعار البيع في "داون تاون برج دبي" (37 %) و"مدينة دبي الرياضية" (60 %)، بينما تم تسجيل انخفاض طفيف في "دبي مارينا"، و"داون تاون جبل علي"، و"واحة دبي للسيليكون".

وتسببت الأزمة أيضاً في هبوط الإيجارات التجارية بمعدل 20 %، مع بقاء شارع الشيخ زايد الأقل تضرراً، بعدما انتقلت إليه مكاتب كثيرة من مواقع غدت غير مرغوبة كثيراً، إثر الانخفاض الأخير في الإيجارات.

وتتوقع "أستيكو" لأسعار المكاتب في هذه المنطقة أن ترتفع في الأشهر المقبلة، مع بدء تشغيل مترو الأنفاق في سبتمبر.