هل تستغني "طيران الخليج" عن موظفيها لمواجهة العثرات المالية؟

نزيهة سعيد من المنامة: في الوقت الذي أكدت فيه بعض الصحف البحرينية نية شركة طيران الخليج في الاستغناء عن العمالة غير المُنتجة، التي تكلف الشركة عن تدريبها خسائر تكبر مع مرور الأيام، نفى رئيس مجلس إدارة الشركة طلال الزين نيّة الشركة تسريح 272 من موظفيها، قائلاً إن هذه المعلومات غير دقيقة وعارية تماماً من الصحة.

وأكد الزين أنّ "أي وظيفة زائدة عن حاجة الشركة أو ناجمة من حركة دوران الموظفين الطبيعية (كالتقاعد، أو ترك العمل لأسباب شخصية) أو التخلي عن الموظف لسوء سلوكه، لن يتم استبدالها من قبل الشركة"، و"لن يتم الإعلان عن أي خطط في ما يتعلق بمجالات أعمال الشركة كافة في الوقت الحالي، حتى تتاح الفرصة للرئيس التنفيذي الجديد سامر المجالي فهم أبعاد الشركة والعمل بشكل واضح".

وكانت نقابة عمال الشركة قد تحدثت لوكالة "فرانس برس" عن وجود نية للاستغناء عن نحو 272 عاملاً من البحرينيين والأجانب في الشركة بدأت قبل ستة أشهر، حتى نهاية أكتوبر المقبل. وأظهرت تقارير رسمية أخيراً أن خسائر شركة طيران الخليج تزيد عن كل مصروفات وزارة الصحة المتكررة ومصروفات المشاريع منذ عام 2005 إلى 2008، بواقع 800 ألف دينار (2.15 مليون دولار).

فبمقارنة هذه الخسائر للسنوات 2005 إلى 2008 من خلال مصروفات الدولة تشير إلى أن خسائر شركة طيران الخليج تعادل 7.8% من إجمالي مصروفات الدولة، أو نسبة 10.4% من مجموع المصروفات المتكررة للدولة.

ويبلغ مجموع الإنفاق السنوي للشركة في الاقتصاد البحريني حوالي 400 مليون دينار (1.06 مليار دولار)، بواقع 246 مليون دينار (650 مليون دولار) كإنفاق السنوي المباشر للشركة، و153 مليون دينار (405 مليون دينار) إنفاق غير مباشر، وبمقارنة هذا المبلغ بحجم الناتج المحلي لعام 2008 فإن مجموع مساهمة الشركة في الاقتصاد البحريني تبلغ نحو 4.8 % من الناتج المحلي.

وتبين التقارير المالية أن الشركة منيت بخسائر بلغ مجموعها من 2005 إلى 2007 395 مليون دينار (1.04 مليار دولار)، لتبلغ الخسائر المتراكمة بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2007 مبلغ 563.2 مليون دينار (1.49 مليار دولار).
وفي الوقت الذي بلغ مجموع خسائر الشركة خلال السنين الأربع الماضية (2005-2008) تعادل نسبة 7.8 % من مجموع مصروفات الدولة، أو ما يعادل مجموع مصروفات وزارة الصحة خلال أربع سنين، أرسى مجلس المناقصات 44 مناقصة خلال العام 2008 بلغ مجموع قيمتها 28.8 مليون دينار.
كان أكبرها مناقصة عقد تكلفة صيانة منضدة الكشف (ج) على شركة أي آر تكنيكس بقيمة 5.61 مليون دولار أميركي (2.01 مليون دينار) لثلاث سنوات.

يذكر أن شركة طيران الخليج تأسست العام 1950، ثم انتقلت ملكيتها إلى أربع حكومات هي الإمارات العربية المتحدة (إمارة أبوظبي تحديداً)، والبحرين، وقطر، وعمان في العام 1974، وانسحبت دولة قطر في مايو (أيار) 2002، وأبوظبي في سبتمبر (أيلول) 2005، وأخيراً سلطنة عمان في مايو 2007، وانتقلت ملكيتها إلى مملكة البحرين ممثلة في شركة ممتلكات البحرين القابضة بتاريخ 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007.