السعودية: قصر حق التصويت لمرشح واحد في انتخابات الغرف التجارية

جدة: لن يتمكن التجار والصناعيون "المخضرمون"، اعتبارا من انتخابات غرفة جدة المقبلة،من الاستمرار في تشكيل تكتلات تضمن استمرارية عضوياتهم في مجالس الغرف التجارية السعودية. وعلمت "الوطن" أن وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل أصدر أمس، قرارا رسميا يقضي بتعديل نص المادة 32 من اللائحة التنفيذية لنظام الغرف التجارية والصناعية، لتعطي للناخب حق ترشيح شخص واحد من مجموع المرشحين لعضوية مجالس الغرف، وهو التعديل الثاني للمادة في هذا العام، حيث عدلت قبيل انتخابات غرفة مكة مطلع العام، من أحقية ترشيح الثلثين إلى أحقية ترشيح اثنين فقط، حتى تم التعديل الجديد أمس. ويستهدف التعديل الجديد، الذي يأتي قبل فترة محدودة من إعلان انتخابات غرفة جدة للدورة العشرين، المرتقب إجراؤها مطلع أكتوبر المقبل ، إلى القضاء على التكتلات فيما بين رجال الأعمال المرشحين لعضوية مجالس الغرف بعمومها، ومجلس غرفة جدة أقدم الغرف السعودية بشكل خاص، والتي شهدت مجلسها الحالي الذي تنتهي أعماله في 24 أكتوبر المقبل، فصولا وأحداثاً دراماتيكية، نتج عنها ثلاثة رؤساء لدورة واحدة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة التجارة، إن وزير التجارة يخصص هذه الأيام الكثير من الوقت والجهد لمراقبة وتنظيم الاستعدادات لانتخابات غرفة جدة، والإشراف بشكل مباشر على خطط اللجان العاملة عليها، والمنتظـــر أن تعلنهـــا مراحلهــــا التفصيلية؛ من مواعيد قبول طلبات التشريح ومواعيد الانتخاب خلال الفترة القريبة المقبلة"، موضحاً "أن القرار الجديد يستهدف، بالإضافة إلى القضاء على التكتلات، فتح المجال أمام رجال الأعمال الشباب والحد من استمرار الأعضاء القدماء".
أمام ذلك رحب رئيس الغرف التجارية رئيس غرفة جدة محمد الفضل بالتعديل الجديد لوزارة التجارة، موضحاً أن عدد الأعضاء المنتسبين إلى غرفة جدة بفروعها المختلفة يصل إلى نحو 40 ألف منتسب، يحق انتخاب من يرونه مناسباً من الأعضاء المعتزمين تقديم طلب التشريح عند الإعلان عن تفاصيل مراحل الانتخابات المنتظرة.
وحول التكتيكات الجديدة التي يمكن أن ينتهجها رجال الأعمال لكسب الأصوات، أشار الفضل إلى الهدف المفترض أن يكون الهدف الموحد بينهم خدمة المجتمع الاقتصادي بعيداً عن الأهداف الفردية، متمنياً أن يدفع النظام الجديد بوجوه شابة من جيل رجال الأعمال، موضحاً في نفس الوقت أن التعديل سيقلص العدد الكافي للفوز بأحد المقاعد المنتخبة، تبعاً للتغيير الجديد.
وينتظر أن يغير رجال الأعمال الراغبون بترشيح أنفسهم لعضوية مجلس غرفة جدة، من خططهم والتي نسجوها خلال الفترة الماضية، بناء على آخر تعديل والمعطي للناخب حق ترشيح اثنين سواء تجار أو صناع، بما يتناسب مع التعديل الجديد.
و يشير مراقبون لانتخابات الغرف السعودية، إلى أن التعديل سيجعل من عملية السيطرة على مجالس إدارات الغرف أمرا غير ممكن كما كان الوضع طوال الـ30 عاماً الماضية، لافتين إلى الطريقة الجديدة التي يمكن أن يسلكها رجال الأعمال خصوصاً المخضرمين إلى الاعتماد على عملائهم وشركائهم من أصحاب المؤسسات الصغيرة، لضمان كسب أصواتهم.