اقتصاد

الكويت والسعودية تتسابقان... في الهند

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الكويت: تعيش صناعة تكرير النفط حالياً أياماً صعبة في أفضل الاوقات. اذ إن المشغلين يواجهون هوامش ربح ضيقة وتذبذباً في الاسواق وتضييق الخناق في مسألة مراقبة الانبعاثات. ومع انخفاض الطلب على الطاقة في العالم، فإن العديد من المصافي الغربية، تواجه خطر الاقفال .وقال ايلين جاميسون من مؤسسة "وود ماكينزي" المتخصصة في دراسات الطاقة "إن صناعة تكرير النفط في حالة لا يرثى لها اليوم" مضيفاً أن الهوامش ضعيفة جداً ومن المرجح أن تبقى كذلك في المستقبل المنظور. ومتوقعاً أن تشهد المصافي الاميركية والاوروبية الاقفالات في الفترة المقبلة. الا أن منطقة الشرق الاوسط تتلو قصة متناقضة تماماً في هذا المجال. فقد شهد الشهر الماضي نشاطاً محموماً، مع إصدار عدد من المناقصات ومنح العقود على مستوى صناعة تكرير النفط. كما أن أكثر من 60 مليار دولار مخصصة لانشاء مصافٍ جديدة أو لاجراء توسعات جديدة في هذا المجال في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها. وأكثر من ذلك، فإن هذه المصافي هي من بين الاكبر على مستوى العالم. اذ ستكلف المنشأة التي ستقام في منطقة رأس التنورة في السعودية نحو 20 مليار دولار لانشائها. فيما تقوم إمارة أبوظبي في الوقت نفسه بتوسيع مصفاتها في منطقة الرويس لاستيعاب 817 ألف برميل يومياً من النفط الخام، مايقارب ستة أضعاف معدل طاقة المحطات الاوروبية. غير أن التوقيت يبدو الى حد ماغريباً، فقد قامت وكالة الطاقة الدولية في يونيو الماضي بتخفيض توقعاتها للطلب على النفط بمقدار 3 مليون برميل يومياً لكل عام من 2009 الى 2013. ومع ذلك فإن محللي وكالة الطاقة الدولية تنازلوا عن فكرة أن يكون للحكومات الشرق أوسطية فوائد استراتيجية في مخالفتها لهذا النمط السائد. ورأى محلل صناعة التكرير في إحدى المؤسسات الباريسية الاستشارية دايفيد مارتن "اذا كان هناك من قدرة للنظر في المسألة للمدى الطويل، فإن الاستثمار في القطاع حالياً قد يكون وقتاًمناسباً". مضيفاً أن الاستثمار في مواجهة تقلبات الدورة الاقتصادية قد يكون خطو ة ذكية اذا ما سمحت بتقليص النفقات. الا أن سوق البناء الضعيف قد عمل لمصلحةالعملاء. فالتكلفة المقدرة لمصافتين متشابهتين في السعودية، في منطقتي الينبع والجبيل، قد خفضت من 12 مليار دولار لكل واحدة منها الى 9.6 مليار دولار في الأشهرالستة الماضية.

واعتبر جاميسون أن "اثنين من الفوائد التي تمتع بها مصافي تكريرالنفط في الشرق الاوسط هي الوفورات في الحجم والترف في الوقت" مضيفاً أن الحكومات يمكن أن تقود الأوقات الصعبة بطريقة يصعب على شركات القطاع الخاص الاميركية والاوروبية القيام بمثلها".
وتوقعت وكالة "وود ماكينزي" أن نحو 2.8 مليون برميل يومياً من القدرة التكريرية التي توازي إنتاج 20 مصفاة تكرير من الحجم المعتدل قد تضطر للاقفال في الولايات المتحدة وأوروبا في السنوات الستة المقبلة. وأشار جاميسون الى "أن النقص في الاستثمار سيعمل لصالح مصافي الخليج في نهاية الطريق". الا أن التوقيت هو جوهر الموضوع. وعلى سبيل المثال فإنه من المقرر أن تبدأ مصفاة الينبعالسعودية عملياتها في 2014. وهي السنة التي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يعودالطلب فيها الى مستويات العام 2008. وفي الوقت نفسه، فإن معظم المصافي الجديدةفي منطقة الخليج مصممة لانتاج كميات النفط التي تتلاءم وبصرامة مع المعايير البيئيةالاوروبية والاميركية، كما أنه من المتوقع أيضاً أن تصبح آسيا سوقاً مهماً أيضاً. فيما أشار مارتن الى أن "السعودية خصيصاً تأمل بتزويد المستهلكين في جميعأنحاء العالم، الا أنه بالنظر للمستقبل، فإن معظم النمو في الطلب العالمي سوف يقادمن قبل الصين والهند، وهما المكانان اللذان سينصب عليهما التركيز" .
ولدى الصين والهند صناعة تكرير النفط الخاصة بهما. ومن المتوقع أن يكون للصين طاقة إنتاجية بمعدل 2.4 مليون برميل بحلول العام 2014، فيما تخطط الهند لانتاج 13.9 مليار دولارعلى مدى السنتين المقبلتين لرفع المستوى وتوسيع مشاريعها. ويبقى هناك مجال واسعأمام المنتجين في منطقة الشرق الاوسط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف