أزمة السيولة النقدية تلقي بظلالها قبل رمضان على سكان غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف صادق من غزة: يخبئ تجار غزة السيولة النقدية المالية من الفئات الصغيرة، و يبدأ الفلسطينيون بالتذمر. هذا الأمر ليس وليد العام، بل أصبح دارج منذ سنوات. فهؤلاء التجار خاصة مكاتب تبديل العملات وتجار السلع يبدؤون في تخزين كل فئات العملة الإسرائيلية الأقل من عشرين شيقلاً منذ هذا الوقت من كل عام، حتى إنتهاء شهر رمضان المبارك.ووقعت الطالبة هبة الفرا في حرج كبير، حينما كانت متوجهة بسيارة أجرة من خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إلى جامعتها في مدينة غزة، بينما أعطت السائق عملة من فئة 50 شيقلاً. وقالت لإيلاف "وكأنني أعطيته 100 دولار وتعمدت ذلك(..) لقد عنتني لكوني لم أملك سيولة أقل من ذلك".وتدرك الفرا أن الجميع يقع في نفس المشكلة والإحراج، خاصة وأن السيولة النقدية المالية (الفكة) تختفي تماماً، ويصعب على المواطن أن يقوم بصرف الفئات ما فوق الـ 50 شيقلاً، الأمر الذي يدخله في حرج كبير.
الأمر لم يقتصر عند هبه، فصديقتها ليلى لم تكن أفضل حالاً ووقعت في ذات المشكلة ونفس الحرج. وقالت ليلى لإيلاف "لا ننتبه للأمر، فأخرج من بيتي على الجامعة واخذ من والدي 50 شيقلاً أو عملة من فئة الـ 100 شيقل، وعندما أعطيها للسائق، تثار ثائرته ويبدأ بالشكوى والتأفف من ذلك".من جانبه حمّل مدير بنك فلسطين في خان يونس محمد زعرب إسرائيل مسؤولية نقص السيولة النقدية في قطاع غزة. وقال لإيلاف "تتعمد إسرائيل تأخير إدخال عملتها لغزة، وهذا الأمر بدأ منذ أكثر من سنتين".واعتبر أن تخزين التجار للعملة الأقل من 20 شيقلاً أمر لا يجوز. وقال "لا بد أن تسير الأمور عادتها كما باقي الأشهر، لكن التجار يخشون المعاناة والبحث عن سيولة من تلك الفئات، لهذا تجدهم يخزنوها حتى إنتهاء شهر رمضان.
وأشتكى السائق احمد أبو عمرة من عدم صرف محطات الوقود للعملة الإسرائيلية فئة الـ 100 شيقل. وقال لإيلاف "بالأمس أردت أن أعبئ بـ 20 شيقل سولار لسيارتي، وأخرجت مائة شيقل، حينما أمتنع الشاب عن تعبئة السولار وقال لي إذا لم يكن معك فكّة فلا أستطيع التعبئة لك".وأضاف أبو عمرة "هذا المر يؤثر علينا كثيراً، فنحن بحاجة دائمة إلى السيولة المالية القليلة خاصة وأن الركاب يدفعون فئات أكبر".لكن المشكلة ذاتها، بحسب الإعلامي الدكتور مبروك القدرة، تنتهي من الساعة الأولى لعيد الفطر المبارك، وهذا يعني أن الأزمة مؤقتة فقط. وقال لإيلاف "لا داعي لأن يقوم التجار بتخزين تلك العملات النقدية. ومن المفترض أن يتعاملوا مع شهر رمضان كباقي أشهر السنة".ولفت القدرة إلى أن إسرائيل حجبت دخول عملة النصف شيقل منذ أشهر، وهو ما أدى إلى أزمة بسببها، وبات الحرج عند الناس في هذا الأمر".
ومنعت إسرائيل عقب فوز حركة حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي، دخول الأموال لغزة، كورقة ضغط على فلسطينيي غزة الذين إنتخبوا حماس.وقال محمد وشاح، يسكن وسط قطاع غزة، أن فئة النصف شيقل باتت تسبب مشاكل بين سكان وسط قطاع غزة والسائقين. وقال "الأجرة المتعارف عليها هي ثلاثة شواقل ونصف من هنا إلى مدينة غزة، لكن معظم سائقي السيارات لا يملكون أنصاف شواقل، ويدخل الجميع في جدل بهذا الخصوص".وتبقى مشاكل الفلسطينيون كثيرة، في معظمها تتحمل إسرائيل الجزء الأكبر منها. لكن أزمة كالتي يعاني منها الفلسطينيون في أنواع السيولة للعملة مع بداية شهر رمضان، هي بأيدي فلسطينية خالصة.