اقتصاد

مطالبات بفتح أكبر لسوق الإنترنت في الجزائر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: يطالب كثير من الخبراء والمتعاملين في الجزائر بفتح أكبر لسوق الإنترنت هناك، التي لا تزال خاضعة لهيمنة مجموعة "الجزائرية للاتصالات" المتعامل التاريخي المملوك للحكومة، ويوعز الخبراء "أنيس بن مختار" و"سليم لعجايلية" و"أنيس نواري" في تصريحات خاصة بـ"إيلاف"، أنّ ارتفاع أسعار الشبكة العنكبوتية في الجزائر والبطئ الكبير لخدمات الإنترنت، مدعاة لفتح هذه السوق أمام متعاملين آخرين، بشكل يساعد على إخراج الاستثمار في ميدان الاتصالات من عنق الزجاجة. ويلاحظ الخبير "أنيس نواري" أنّه وعلى الرغم من وجود عدد كبير من مزودي خدمات الانترنت (حوالى 80 مؤسسة)، إلا أنهم جميعًا يعملون من خلال الجزائرية للاتصالات، وذاك يعترض بحسبه الانتشار الواسع لخدمات الانترنت في الجزائر، مشيرًا أيضًا إلى أسعار الهاتف الثابت التي شهدت ارتفاعًا ضخمًا خلال فترات وجيزة، أثرت سلبًا على مردودية وانتشار خدمة الانترنت.وهذه الأخيرة بقيت تعاني من هزال واضح يعاني منه أغلب المستخدمين في الجزائر، حيث أنّ السرعة القصوى لا تتجاوز 2 ميجابيت في أفضل الأحوال، بعيدًا جدًا عما يحدث في دول الجوار وأوروبا، وهو أمر دعا "الجمعية الجزائرية لممولي الدخول إلى شبكة الانترنت" للتنديد بما تسميه "احتكار" خدمات الانترنت على يد "الجزائرية للاتصالات" التي تبقى مسيطرة وحدها وتقدم أسعارًا مرتفعة في ظل غياب أي شركات منافسة، خصوصًا بعد انسحاب المجمّع المصري "لاكوم" قبل سنتين.

ويرى الخبير بسوق الاتصالات "أنيس بن مختار"، أنّ الجزائر في الحقيقة لم تمانع من فتح خدمة الأنترنت، بدليل وجود مجموعات خاصة على غرار "إيباد"، بيد أنّ الإشكالية تكمن في هيمنة الجزائرية للاتصالات على الخطوط الهاتفية، ما جعلها تفرض أسعارها على المتعاملين الخواص، ما أدى إلى إفلاس أغلبهم، عندما قرر الوزير السابق لتكنولوجيات البريد، تخفيض أسعار خدمات الأنترنيت إلى النصف، ويرى بن مختار أنّ المشكل العالق منذ ثلاثة أشهر بين الجزائرية للاتصالات وإيباد، ولجوء إدارة الأولى إلى قطع التموين بالخدمة، راجع بالأساس إلى الواقع المفروض.


كما يرى "محمد بن حمو" رئيس لجنة الاتصالات السلكية و اللاسلكية على مستوى البرلمان الجزائري، أنّ فتح سوق تكنولوجيات الإعلام و الاتصال في الجزائر "أكثر من ضروري" بالنسبة إلى تنمية الاقتصاد المحلي، فيما يسجّل الخبير "سليم لعجايلية" أنّ خدمة الإنترنت في الدول المتقدمة تكاد تكون مجانًا، بينما في الجزائر تكلفتها باهظة، وهذا ما يعيق مجال الابتكار برأيه، كما يتصور لعجايلية أنّه وبسبب الغلق المبرمج لسوق الاتصالات، فإنّ الجزائر وبعدما كانت السبّاقة مغاربيًا، صارت متخلفة جدًا عن المغرب وتونس، وضمان خدمة سريعة في أي بلد يتوقف على شراء معدات حديثة، وكذا إعداد استيراتجية متكاملة من شأنها تطوير هذا القطاع. ويعيش الجزائريون عديد الإنقطاعات والاضطرابات التي صارت تطبع حركية شبكة الإنترنت هناك، وما نجم عن ذلك من أعطال ووجع رأس بين مختلف مستعملي الشبكة العنكبوتية، ويعاني كثيرون الأمرّين في سبيل الإبحار بشكل طبيعي في مختلف مواقع الإنترنت، وهو ما تبرره الدوائر المختصة إلى اختلالات تقنية في كل مرة، علما أنّ هذه الأعطال تتسبب في تجميد حركية البنوك ومراكز البريد وعموم المؤسسات، ولها تبعاتها أيضًا على مختلف المتعاملين.


وتشير تقارير رسمية إلى أنّ عدد مستعملي الإنترنت في الجزائر انتقل من عشرة آلاف شخص سنة 2000 إلى 4.5 ملايين شخص بنهاية العام الماضي بما يمثل 14 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 35 مليون نسمة، بينما ارتفع عدد المزودين بالانترنت إلى 80 متعاملاً، تمامًا مثل عدد مقاهي الانترنت التي صارت تقارب السبعة آلاف مقهى، وتراهن السلطات على بلوغ 5 ملايين مشترك قبل العام القادم، و60 مليون مشترك في آفاق العام 2025، في حين تقول دراسة متخصصة نشرت العام الماضي أنّ الجزائر تحتل المرتبة العاشرة في إفريقيا من حيث انتشار الإعلام والاتصالات، وأرجعت الدراسة أهم أسباب هذا التأخر التكنولوجي إلى غياب ثقافة نشر التكنولوجيا المعلوماتية بين أفراد المجتمع ما يجعل المواطن لا يلجأ لاستخدام هذه التكنولوجيا إلاّ في حالة الضرورة الحتمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف