قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قال بن برنانكي رئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) الجمعة ان افاق انتعاش الاقتصاد العالمي تبدو جيدة رغم الضغوط التي تتعرض لها الاسواق المالية، الا انه حذر من ان انطلاقة هذا الانتعاش قد تكون بطيئة. وقال برنانكي في كلمة في اجتماع لمسؤولي البنوك المركزية في قاعة جاكسون هول في وايومنغ انه "بعد ان انكمش النشاط الاقتصادي بشكل كبير خلال العام الماضي، يبدو انه بدأ يستقر، سواء في الولايات المتحدة او خارجها، وافاق العودة الى النمو على المدى القريب تبدو جيدة". واضاف انه رغم ان المخاوف من حدوث انهيار مالي قد تراجعت بشكل كبير، الا انه لا تزال هناك تحديات كبيرة يواجهها العالم مع الازمة الاقتصادية التي اوقفت النمو الاقتصادي. وتابع "لا تزال العديد من الاسواق المالية في العالم ترزح تحت الضغوط، وتواجه المؤسسات المالية خسائر اضافية كبيرة، والعديد من الشركات والعائلات لا تزال تعاني من صعوبات كبيرة في الحصول على ائتمانات". واضاف "ولهذه الاسباب وغيرها من العوامل، فانه من المرجح ان يكون الانتعاش الاقتصادي بطيئا نسبيا في البداية، مع انخفاض البطالة بشكل تدريجي من مستوياتها العالية". ويتوقع ان يسجل الاقتصادي الاميركي نموا ايجابيا في الفصل الثالث بعد فصلين من الانكماش. وتمكنت كل من المانيا وفرنسا، اكبر اقتصادين في اوروبا، من الخروج من الانكماش حيث سجلتا نموا في الربع الثاني بعد انكماش على مدى الفصول الثلاثية الاربعة التي سبقته. كما سجلت الصين واليابان نموا ويتم تسجيل انتعاش في دول اسيوية اخرى. وقال برنانكي في كلمته التي حملت عنوان "دروس من عام من الازمة" ان اثار الازمة المالية كانت تشير الى ان التدهور الاقتصادي العالمي كان من الممكن ان يكون اعمق واطول. الا انه اضاف انه "رغم اننا تمكنا من تجنب الاسوأ فانه لا تزال امامنا تحديات صعبة". وكان برنانكي اتخذ خطوات جذرية لاحتواء انكماش اكبر اقتصاد في العالم ومن بينها خفض معدلات الفائدة لتصل الى صفر تقريبا، وضخ مليارات الدولارات في النظام المالي. وقال "يجب ان نعمل معا للبناء على المكاسب التي حققناها لضمان انتعاش اقتصادي مستدام وكذلك البناء على اطار جديد للنظام المالي يعكس الدروس التي استفدناها من هذه الازمة ويمنع تكرار ما حدث خلال العامين الماضيين". ودعا المصرفيين في البنوك المركزية الى "التحرك بسرعة لمعالجة نقاط الضعف الهيكلية في النظام المالي وخاصة في الاطار التنظيمي لضمان عدم تحمل التكلفة الهائلة التي شهدناها خلال العامين الماضيين". وقال انه على سبيل المثال فان منح القروض قصيرة الامد في الاسواق المالية لا يزال يمثل مشكلة حتى مع ميل اسواق التمويل القصير المدى الى الاستقرار". واوضح ان "اسواق التمويل القصير المدى تعمل بشكل اكثر طبيعية، كما ان اصدار سندات الشركات كان قويا، وانتعش النشاط في بعض اسواق التوريق التي كانت متوقفة سابقا". وقال انه بشكل عام فان السياسات التي طبقت خلال الاشهر الاخيرة ساعدت على استقرار عدد من الاسواق المالية المهمة سواء في الولايات المتحدة او الخارج. واكد ان "اسعار الاسهم انتعشت جزئيا، وانخفضت معدلات الفائدة على الرهن العقاري في الولايات المتحدة بشكل كبير منذ الخريف الماضي". وقال برنانكي انه في الولايات المتحدة بشكل خاص، فقد انخفض استخدام تسهيلات السيولة الفدرالية بشكل كبير منذ بداية العام مما يعد "مؤشرا واضحا على ان ضغوط السيولة بدأت تخف كما بدأت ظروف السوق في العودة الى الوضع الطبيعي".