اقتصاد

لبنانيون جنوبيون ضاعت أموالهم يشكون لـ"إيلاف": هذا نصيبنا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


علي حلاوي من بيروت: لا يزال صيت المتموّل الجنوبي صلاح عز الدين "ابن الخير والآدمي" يشفع له في الدوائر القضائية اللبنانية، فبحسب مصادر قضائية، لم تسجل المخافر وقصور العدل على امتداد لبنان أي دعوى قضائية في حقه من آلاف المودعين المتضررين، الذين ما زالوا يعيشون هول الصدمة، بعد انتشار خبر إفلاس الملياردير اللبناني الجنوبي، رغم أن بعضهم نقلوا إلى المستشفيات لإصابتهم بنوبات قلبية حادة، وحتى بـ " الفالج".

مدينة صور عاصمة القضاء المصاب بالخسارة المالية

والمؤكد أن عز الدين (47 عاماً) "ابن بلدة معروب الجنوبية، المعروف بقربه من "حزب الله"، والوسط الديني الشيعي بفضل تأسيسه "دار الهادي للنشر"، وكذلك "حملة باب السلام" للحج والعمرة والزيارة، سلّم نفسه طواعية وبملء إرادته إلى النيابة العامة التمييزية في قصر العدل في بيروت، معترفاً بعجزه عن تسديد المبالغ المستحقة لأصحابها، وتوقّع كثيرون ارتدادات غير محمودة على الوسط الجنوبي لإفلاس عز الدين، حتى أن بعض نواب أعضاء كتلة "التنمية والتحرير" التي يترأسها الرئيس نبيه بري، وهم من قضاء صور، وصفوا الضرر الذي تسبب به هذا الإفلاس بأنه" يوازي الأضرار الاقتصادية، التي لحقت بأهل الجنوب، عقب الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف الـ 2006".

ورغم مرور أكثر من خمسة أيام على شيوع الخبر، إلا أن الأسباب الحقيقية لذلك الانهيار السريع لشركات واستثمارات رجل الأعمال الجنوبي بقيت غامضة حتى الساعة، وكل ما يُتداول "أن عز الدين لجأ في السنوات الخمس الأخيرة إلى الاستثمار في مجال الطاقة والحديد، بعدما ارتفعت الأسعار في شكل قياسي، ودخل في صفقات ضخمة بمئات ملايين الدولارات مع بعض رجال الأعمال الخليجيين، وتحديداً من دول الكويت، وقطر والبحرين، وإن المضاربة جعلته أخيراً ضحية إحدى الصفقات الضخمة، التي بلغت خسائره فيها أكثر من 500 مليون دولار".

ومثلما قضت تلك الخسارة على مؤسسات عز الدين وشركاته الكثيرة، فهي قضت كذلك الأمر على آمال آلاف المودعين الجنوبيين الذين كان عز الدين "يُشغّل أموالهم"، ويتقاضون مقابل ذلك أرباحاً تصل إلى حدود الـ 20 % كل ستة أشهر. ولم تستثن ما بات يعرف بـ "كارثة عز الدين" مدينة أو قرية في جنوب لبنان، وخاصة في قرى قضاء صور، ومنها بلدته معروب، يارون، دير قانون النهر، صريفا، جويا. ومن بين المودعين أموالهم أيضاً في مشاريع عز الدين، بحسب مقربين منه، "نواب ورجال أعمال وسياسة لبنانيون وعرب، ومؤسسات تجارية، وجمعيات ذات طابع ديني".

ويروي لـ "إيلاف" (م. قصير) من بلدة دير قانون النهر، وهو يملك متاجر في صور، أنه تعرّف إلى صلاح عز الدين قبل ثلاث سنوات فقط، عبر أحد أصدقائه، الذي كان "يشغل أمواله عنده". ويشير إلى أن صديقه نصحه بذلك، لأن الأرباح التي سيتقضاها لا تتوافر من خلال فوائد البنوك. ويضيف: "أودعت لديه 100 ألف دولار، وهو جنى العمر، وكنت أتقاضى عليه كل ستة أشهر ربحاً يصل إلى 7 آلاف دولار، بدا لي ذلك مشجعاً".

لبنان : عزالدين أفلس ومن دائنيه

ولا يخفي قصير تأثره، ويكاد يختفي صوته عند الحديث معه من شدة التأثر، ولكنه يردد " شو بدنا نعمل؟ هيدا نصيبنا من هالحياة، ولنا أسوة بغيرنا". ويرفض التعليق على ما حصل لعز الدين قائلاً "الله بيعلم شو صار معو"، ولننتظر الأيام الآتية لنعرف".

بدوره (ح. عواضة) من جويا، لا يصدق ما يسمع ويقرأ عن عز الدين في وسائل الإعلام. فكل شيء كان وارداً عنده في هذه الدنيا "إلا أن يفلس هذا الرجل". ولا يحبذ عواضة تصنيفه في إطار المودعين أموالهم عند الملياردير فـ "أنا نقطة ببحر غيري، لا يتجاوز المبلغ الذي أودعته عنده الـ 5000 دولار، وضعتها كي أجرّب حظي"، يقولها ضاحكاً، ومحاولاً إخفاء خيبته. ومع ذلك، فلا ينطق لسانه بأي كلمة "في غير محلها" على صلاح عز الدين "فخيره كان بحجم البلد، ولا نستطيع أن نحكي شيئاً، قبل أن نعرف ما الذي حصل له بالضبط".

ولا معلومات دقيقة عن صلاح عز الدين، سوى ما نشر في بعض الصحف في الأيام الماضية، فجميع عارفيه من قرب يلزمون الصمت التام في كل ما يتعلق به. ومن المعلومات، يتبين أنه قريب من "حزب الله"، من مواليد بلدة معروب عام 1962، كبير إخوته الثمانية، هم أربعة شبان توفي أحدهم، وأربع فتيات. حاصل على إجازة في العلوم السياسية. عمل في بداياته ناظراً في "مدرسة النجاح" في الشياح، وكان يساعد والده في محل التنجيد. متزوج منذ منتصف الثمانينات، وله أربعة أولاد. عندما ذهب إلى الحج نهاية الثمانينات، سأل عن كلفة تنظيم رحلات الحجّ، وقدّر أرباحها، فأغراه المشروع، وقرّر أن يؤسس عملاً خاصاً به.
تقول سكرتيرته، التي تعمل معه منذ 14 عاماً، إنه استدان ليؤسس، مع شريك له، "حملة السلام الحج". وفي منتصف التسعينات، انفصل عن شريكه، وأسس "حملة باب السلام"، التي يصفها كثيرون في الضاحية بأنها "حملة 5 نجوم". فهي توفر للراغبين في الحج، رحلة ترتقي خدماتها إلى فنادق 5 نجوم. وعلى الرغم من ارتفاع كلفتها إلى نحو 7 آلاف دولار، يؤكد قيّمون عليها أنها لم تكن تربح.

لا تاريخ دقيقاً يقدّم لبدء عمله في استثمار أموال الآخرين، لكنه يعود بضع سنوات فقط إلى الوراء. ويقال إن الحاج صلاح لم يكن يوافق على استثمار الأموال من أيّ كان، "كان الأمر يحتاج إلى واسطة أحياناً، وخصوصاً أنه يتعامل بمبالغ كبيرة" يروي تاجر على إطلاع على بعض أعمال عز الدين، مقدّراً أن يكون ما حصل ضربة كبيرة ناجمة عن سوء تقدير لأرباح مشروع معين. لكنه يستبعد الرقم الذي ذكر في وسائل الإعلام، ويتجاوز الملياري دولار، ويقول "لا أعتقد أن الرقم يتجاوز الـ650 مليون دولار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رسالة الامارات
خليفه لوتاه -

رمضان كريم والتجارة باب ونصيب

حاسبوا ولا تتتخاذلوا
محمود فواز-الخيام -

هو قريب من حزب الله ومن الاوساط الدينية الشيعيةكما يقول الخبر,ومن يكسب ثقة والمحدودي الثقافة غير هؤلاء الاشخاص؟الى متى سيبقى ابناء ديننا يتبعون هؤلاء ........باسم الدين وبعباءة الائمة؟والى متى سيبقى هذا الحزب ;حزب الله يجر الويلات على رؤوس الشيعة؟الم يحن الوقت للتمرد؟ والمحاسبة؟وعدم دفن الرؤوس بالرمال؟