اقتصاد

دعوات إلى ترقية السياحة الحموية في الجزائر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: تتزايد دعوات متعاملين ومستثمرين ومراقبين في الجزائر، مطالبة بترقية السياحة الحموية هناك، من خلال استغلال وتثمين أزيد من مئتي حمام معدني ومنبع مائي طبيعي يقصدها مئات الآلاف على مدار أشهر العام، وتبعًا للاهتمام الكبير الذي تحظى به من لدن جمهور المستثمرين، ترتفع دعوات لتوسيع نطلق السياحة الحموية وجعلها مصدرًا لخلق الثروة وفتح فرص عمل جديدة، بالنظر إلى المؤهلات الطبيعيّة العالية التي تمتلكها البلاد. وتبرز معالم هذا القطاع الحيوي المهم، في مقام خاص، بما تزخر به محافظة معسكر (600 كلم غرب) من خامات جعلت من حماماتها المعدنية ركيزة أساسية لاقتصاد المنطقة، حيث تتموقع هذه المنطقة كقطب سياحي متميز، زادته قوة قدرات الاستقبال، إذ تتوفر حاليًا على 44 فندقًا، ويقصد المعسكر سنويًا أكثر من 150 ألف سائح يأتون للاستحمام والتداوي بالمياه الساخنة لحمام بوحنيفية الشهير.


وسمحت استثمارات السياحة الحموية في مدينة معسكر لوحدها باستحداث مئات مناصب الشغل الدائمة، علمًا أنّ قطاع الحمامات المعدنية في هذا المكان مرشّح لمزيد من الاتساع مع أشغال إنجاز 22 فندقًا جديدًا، مع إعادة تأهيل ثلاثة عشر هيكلاً آخر لدعم استغلال المنابع الحموية. ويقول "مصطفى بوصبيع" أمين الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أنّ المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين في قطاع السياحة رفعوا جملة مقترحات لتطوير النشاط السياحي الحموي، عبر تهيئة مرافق الاستقبال وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبائن، إلى جانب فتح محلات لبيع منتجات الصناعة التقليدية واستحداث وكالات بنكية، كما أشار بوصبيع إلى أهمية أخذ القدرة الشرائية لمواطنيه بالاعتبار، لتكون السياحة في متناول جميع الشرائح الاجتماعية التي تتهافت على هذه الحمامات، خصوصًا مع ما تتوفرفيه من مزايا فيزيائية وكيمائية وعلاجية بمعدل حراري لا ينزل تحت سقف 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لترًا في الثانية.


ويرى "أنيس بن مختار" أنّ الارتفاع بنوعية السياحة الحموية يتناغم مع نظرة الحكومة لحعل موارد السياحة كـ"اقتصاد بديل" في بلد يقوم حراكه الاقتصادي على 98 في المئة من المحروقات، وينادي بن مختار بإعادة تنظيم النشاط السياحي في الجزائر، بما يكفل "تطوير الرأسمال السياحي"، من خلال ترقية قرى ومجمعات سياحية كبرى مبنية على "النوعية والامتياز والجودة" وذلك عبر الجهات الأربع للبلاد، بما سيؤدي بحسبه إلى تفجير (ثورة سياحية) في السنوات القليلة القادمة، من خلال تجهيز عدد من مواقعها السياحية والتعريف بها، تمهيدًا لأخذ حصتها من لسياحة العالمية بعدما ظلت "مركزًا سياحيًا بلا سياح". ومن محافظة البليدة شمالاً إلى عين الدفلى وتلمسان غربًا، والمسيلة وقالمة شرقًا، تترامى حمامات معدنية لها أهميتها كحمام دزاير وحمام ملوان وحمام ريغة وحمام الضلعة وحمام دبّاغ، ويمكن في حال استغلال جميع المنابع المائية المهملة، أن يصل رقم أعمال السياحة الحموية في الجزائر إلى مستوى مضاعف.


وتسعى الجزائر رفع عائداتها السياحية إلى 900 مليون دولار بحلول العام 2015، أي ما يمثل 3 في المئة من الناتج الداخلي للجزائر، علمًا أنّ الأخيرة لم تحقّق سوى 140 مليون دولار كعائدات سياحية في العام الأخير، في حين تجاوزت تونس والمغرب عتبة الست مليارات دولار، ما جعل الجزائر تتدحرج إلى المركز الأخير عربيًا والمرتبة 93 عالميًا، من طرف المنتدى الاقتصادي العالمي. ويربط خبراء إنعاش المنظومة السياحية في الجزائر بتحسين مستوى ونوعية الخدمات، وإنشاء بنك للاستثمار السياحي، يتكفل بضمان تمويلات لمختلف المشاريع السياحية، بغرض اعطاء دفع جديد للشراكة والاستثمار في المجال السياحي بالجزائر، ضمن خطة بعث السياحة في آفاق سنة 2025، وتقوم الخطة على تجهيز مواقع الجزائر السياحية وهياكلها الفندقية، لاستقبال أربعة ملايين سائح نصفهم من الأجانب، بمعدل خمس ليال لكل سائح، أن يبلغ العدد عشرين مليون ليلة، لكن ذلك يتطلب بحسب خبراء، ضرورة اقناع 1،4 مليون جزائري بعدم قضاء عطلهم في الخارج وتوفير مبالغ كبيرة من العملة الصعبة.


وأقرت السلطات الجزائرية مؤخرًا مرسومًا يحدد اجراءات التنازل أو بيع أو استثمار الأراضي في 172 منطقة خصصت للنهوض بالسياحة في البلاد، ومن شأن المرسوم إياه أن يسهل الاستثمار الأجنبي في هذه المناطق، علمًا أنّ هناك أكثر من 700 طلب لمستثمرين جزائريين وأجانب.
وتعاني الجزائر من محيط لا يستدرج السياح، بسبب ضعف منظومة العرض السياحي الجزائري، حيث لا يتجاوز عدد الفنادق من الطراز الدولي العشرة، بجانب غياب برامج مغرية في صورة: قلة المهرجانات- تدني نوعية الخدمات- انعدام العروض السياحية التي تجمع بين الإقامة والتنقل والتسلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف