الرسوم الأميركية على الإطارات تؤجج التوترات مع الصين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: من شأن قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية خاصة على الإطارات الصينية أن يفتح الباب أمام مجموعة من الشكاوى التجارية ضد المنتجات الصينية، التي قد تثير التوترات، في الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية إلى كسب دعم الصين في اجتماع مجموعة العشرين.
وجاء رد الصين سريعاً على إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الجمعة بفرض رسوم على الإطارات المستوردة من الصين، وقالت اليوم الاثنين إنها ستطالب بإجراء مشاورات، في إطار منظمة التجارة العالمية مع الولايات المتحدة بشأن تلك الرسوم.
وكذلك أعلنت الصين إجراء تحقيقات خاصة بشأن مكافحة إغراق الأسواق بصادرات السيارات الأميركية وبمنتجات الدواجن الواردة من الولايات المتحدة، وهي تجارة تبلغ قيمتها 800 مليون دولار سنوياً. وتلوح في الأفق شكاوي في الولايات المتحدة بشأن عدد من المنتجات، بداية من الأغطية الكهربائية وحتى مكونات صناعة الصلب، بينما يستعد المفاوضون الصينيون والأوروبيون لمعركة بشأن الأحذية.
وفي حين قد يثير احتدام الخلاف بين اثنين من أكبر اقتصادات العالم موجة من المخاوف في أسواق المال، إلا أنه من غير المرجح أن يجري تصعيد الخلاف إلى حرب تجارية واسعة النطاق.
وقال جيا كينجو، خبير العلاقات الصينية الأميركية في جامعة بكين، إن البلدين لديهما الكثير من القضايا على المحك، بما لا يسمح للنزاع بالخروج عن نطاق السيطرة، إذ تحتاج البلدان إلى التعاون الوثيق مع بعضهما البعض، عندما يتعلق الأمر بمشاكل مثل كوريا الشمالية.
وتابع "سيبذل الجانبان قصارى جهدهما للحد من تداعيات هذا الخلاف، من أجل عدم السماح له بالتأثير على التعاون والعلاقات الأوسع نطاقاً". وشجبت وسائل الإعلام الصينية اليوم قرار أوباما، الذي يقضي بفرض رسوم إضافية تبلغ 35 % على الإطارات المصنعة في الصين، بداية من 26 سبتمبر، أي بعد يوم من انتهاء قمة مجموعة العشرين، المزمع عقدها في بيتسبيرج.
وقال نائب وزير التجارة الصيني تشونج شان "على الرغم من أن الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة أقل من تلك الموصى بها من قبل اللجنة الأميركية للتجارة الدولية، فإنها لا تزال حالة خطرة من حالات الحماية التجارية التي تعارضها الصين بشدة".
وذكر في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت أن الصين ستشجع وستدعم شركات تصنيع الإطارات المحلية في تحد للمنتجين الأميركيين الكبار. وعقب قرار الولايات المتحدة هوت أسعار أسهم شركات تصنيع الإطارات الصينية في تعاملات اليوم الاثنين، بقيادة سهم دابل كوين، الذي انخفض 10 %، وهو أقصى حد يومي مسموح به للتراجع.
وكذلك هبطت أسعار العقود الآجلة للمطاط في بورصة طوكيو 9 %. ومن شأن المخاوف من تدهور المناخ التجاري أن تضغط على الأسواق المالية.
وقال جلين ماجواير، رئيس الاقتصاديين في سوسييتيه جنرال في هونج كونج "في مناخ يبدو فيه أن التجارة العالمية لن تنتعش إلى المستويات التي عهدناها قبل الأزمة لبعض الوقت، فإن آخر ما نريده هو أي نوع من الحماية التجارية".
وقال ماي تشينيو، الخبير التجاري في وزارة التجارة لوسائل الإعلام الصينية إن قيمة منتجات الدواجن والسيارات الأميركية التي تستهدفها التحقيقات الصينية بلغت نحو ملياري دولار سنوياً، أي ما يعادل تقريباً قيمة صادرات الصين من الإطارات للولايات المتحدة.
وتعهدت الصين وواشنطن بالتعاون من أجل انعاش النمو الاقتصادي العالمي، إلا أن الخلاف التجاري قد يؤثر على قمة مجموعة العشرين التي سيحضرها الرئيس الصيني هو جين تاو، وكذلك على زيارة الرئيس الأميركي للصين، المزمع إجراؤها في نوفمبر.
وتأتي تلك الرسوم الجمركية على الإطارات في المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة إجراءات "وقائية" خاصة وافقت عليها الصين قبل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001. وقالت وزارة التجارة الصينية في مطلع الأسبوع إن ذلك من شأنه أن يحدث "سلسلة من ردود الفعل إزاء إجراءات الحماية التجارية التي قد تبطئ وتيرة الانتعاش الحالي للاقتصاد العالمي".
إلا أن اقتصاديين وخبراء قالوا إن النزاع لن يهدد الأسس الاقتصادية للعلاقات الصينية الأميركية.
وقال كين وانج لدى مورجان ستانلي باسيا في مذكرة بحثية "بينما يبدو تأثير الإجراءات التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة على صناعة الإطارات خطراً، فإن التأثير على الاقتصاد الكلي غير كاف لتهديد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".
وسيجري تطبيق الرسوم الجديدة البالغة 35 %، اعتباراً من 26 سبتمبر. وتضاف تلك الرسوم إلى أخرى قائمة بالفعل، تبلغ 4 %. وسيجري خفض الرسوم الإضافية إلى 30 % في العام الثاني، وإلى 25 % في العام الثالث.
وفي وقت سابق من هذا العام، قدم اتحاد عمال الصلب التماساً بشأن الحماية التجارية للإطارات. وقال إن وصول معدل الواردات الصينية من الإطارات ثلاثة أمثاله خلال الفترة بين 2004 و2008 تكلف ما يزيد على 5000 وظيفة أميركية.
وبلغ إجمالي العجز التجاري الأميركي مع الصين 103 مليارات دولار في النصف الأول من 2009 انخفاضاً بنسبة 13 % عن العام السابق، إلا أنه لا يزال مصدراً مثيراً للغضب في واشنطن.
من جهتها، لفتت وزارة التجارة الصينية إلى أن بكين طلبت إجراء محادثات مع الولايات المتحدة تحت مظلة منظمة التجارة العالمية في موضوع الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن على الإطارات المصنعة في الصين.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن الناطق باسم الوزارة ياو جيان أن قرار الحكومة الأميركية فرض رسوم على الإطارات الصينية هو انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية، وإساءة لاستخدام الإجراءات العلاجية التجارية.
وأضاف أن "مطالبة الصين بمحادثات مع الولايات المتحدة هي ممارسة لحقوقها المشروعة، بصفتها عضواً في منظمة التجارة العالمية، وخطوة عملية للدفاع عن مصالحها الخاصة.
يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن الجمعة فرض تعريفات جمركية حمائية خاصة على واردات الإطارات من الصين، وقال إن التعريفات الجديدة ستسري ابتداءً من 26سبتمبر، وتضاف إلى رسم قائم يبلغ 4%.