الأزمة الاقتصاديّة ساهمت في مأسسة شركات الخليج العائليّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تنقل صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن مجموعة من الخبراء الاقتصاديين تأكيدهم على أنّ الأزمة الاقتصادية الراهنة تسببت في التماس أعداد متزايدة من الشركات المملوكة لعائلات في منطقة الخليج للمساعدة الخارجيّة بغرض وضع دساتير ونظم خاصة بالعائلات التي تدير المؤسسات والشركات، وكذلك لإضفاء الصفة الرسميّة على هياكل الإدارة الداخليّة. ويشير أندرو هوب - مورلي ، مدير في بنك إتش إس بي سي الخاص، إلى أنّ موجة تباطؤ الاقتصاد العالمي ساهمت في منح الشركات وقتًا كي تجلس وتُفكر في الأمر"، وذلك في الوقت الذيقامت فيه المشاكل الضخمة التي واجهتها الشركتان السعوديَّتان المتعثرتان (مجموعة سعد ومجموعة أحمد حمد القصيبي وإخوانه )، بدور بارز في إقدام باقي الشركات على التفكير بكثير من الأمور المتعلقة بنشاطاتهم التجارية. وتمضي الصحيفة لتؤكد على أنّ المشاكل التي تعانيها المجموعتان أثارت العديد من التساؤلات بشأن الضوابط الداخلية للشركات العائلية وممارسات الإقراض من البنوك التي توفر تسهيلات لأبرز شركات المنطقة.
ومع هذا، فإن البنوك قد باتت أكثر حذرًا الآن في السياسة الإقراضيّة التي تنتهجها مع شركات القطاع الخاص. وتشير الصحيفة في الوقت ذاته إلى أنّ الشركات المملوكة للأسر تمثل نسبة قدرها نحو 90 % من النشاط التجاري في منطقة الخليج. كما تؤدي دورًا كبيرًا في دعم الاقتصاد غير النفطي بالمنطقة، وما يتم بذله في سبيل توفير فرص وظيفية للأجيال صغيرة السن المتزايدة، والتخفيف نوعًا ما من الاعتماد على النفط.
يقول هشام العجمي، مؤسس منظمة ثروات غير الربحيّة التي تعمل مع الشركات العائليّة، إنّ التعقيد وزيادة المنافسة في الأسواق المحليّة مثل الدول التي تفتح اقتصادياتها قد دفعت بمزيد من الشركات إلى النظر في تحسين قدرتها الخاصة بالإدارة. ونقلت عنه الصحيفة في هذا الإطار، قوله :" لقد تسببت الأزمة ( الاقتصادية ) في تسريع حدوث كل هذا. فبينما كانت تقوم البنوك بفرد السجاد الأحمر لهؤلاء القادة، باتوا يطلبون الآن تحليلاً متعمقًا لكل شركة عائلية ويشددون من شروط الإقراض بشكل كبير".
ومع هذا، يقول خبراء :" إذا كان يُنظر إلى الإدارة العائلية في الماضي على أنها أمرًا لطيفًا، فإنها قد أضحت الآن ضرورة. من مُنطلق أنه قد بات هناك نوعمن أنواع الشعور بالإلحاح". وقال أحمد يوسف من شركة "بوز آند كومباني" لتقديم الخدمات الاستشارية :"بدأت العائلات في طرح تساؤلات غاية في الأهمية على أنفسها خلال العامين المنصرمين، لكن العدد ما زال صغيرًا ".
ويشير يوسف إلى أنّ تأثير قصة مجموعتي سعد والقصيبي هو تأثير هامشي، ومضى ليقول إن المحرك الرئيس هو الوضع القائم للكيانات الخليجية، حيث يبلغ كثيرون من ملاك الشركات الخمسينات والستينات من أعمارهم ويسيرون باتجاه التحوّل الحسّاس من الجيل الأول إلى الثاني أو من الثاني إلى الثالث.
ويضيف يوسف أيضًا أنه " في الوقت الذي تميل فيه العلاقات الأسريّة لتكون أكثر قوة ومتانة بمنطقة الخليج عنها في الغرب، غالبًا ما يتلاشى الشعور بالحاجة إلى إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقة بسبب الصلة الوطيدة التي تجمعهم من الناحية التاريخيّة". في حين يكشف هوب - مورلي أنّ هناك ما يزيد عن 40 أسرة ممن تحدث إليهم مصرف إتش إس بي سي خلال الستة أشهر الماضية، قد أبدت اهتمامًا بتفعيل البروتوكولات، وأن خمس أو ست عائلات قد وقَّعَت بالفعل على ذلك الأمر. ويشير مورلي في الوقت ذاته إلى أنّ هناك عائلة يربطها عمل بمصرف إتش إس بي سي، تمتلك 42 عضوًا، ويغيب النظام في أغلب الأحيان عن عدد كبير من مكاتبها، كما يُسمح لها بالقيام بما تشاء".