اقتصاد

أوروبا تتخطّى أميركا في الثراء والأزمة ليست السبب الوحيد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ما من بلد تضرر بالأزمة كما تضررت الولايات المتحدة التي فقدت 22 في المئة من ثروتها، أي ما يعادل حوالى ضعف المتوسط العالمي. فبلد الفرص اللامحدودة قلب المعادلة، وعلّم مواطنيه أنَّ هناك فرصًا تفضي الى اتجاه غير متوقع...من امتلاكثروة إلى غسل الصحون.

يقول تقرير جديد حول ثروة العالم ان اوروبا تخطت الولايات المتحدة لتصبح أغنى اقليم في العالم. ولكن عدد اصحاب الملايين في الولايات المتحدة ما زال أكبر من عددهم في دول الاتحاد الاوروبي. وتنقل مجلة "دير شبيغل" الالمانية عن التقرير نصيحته لمن تريد الزواج من مليونير ان تختاره من سنغافورة أو الشرق الأوسط.

من غسل الصحون الى صاحب ملايين،إذا كانت هذه هي المهنة التي تطمح لها،فعليك بالولايات المتحدة، بحسب التقرير الذي يسمي اميركا "بلد الفرص اللامحدودة". ولكن الكثير من الاميركيين تعلموا ايضًا خلال الأشهر الاثني عشر الماضية أن هناك فرصًا تفضي إلى الاتجاه المعاكس: من مليونير الى غسل الصحون ، على سبيل المثال لا الحصر.

ترك أسوأ ركود عالمي منذ عقود أثره على القوى الاقتصادية العالمية، ولكن ما من بلد تضرر بالأزمة كما تضررت الولايات المتحدة التي فقدت 22 في المئة من ثروتها ـ تقريبًا ضعف المتوسط العالمي. ويشير "تقرير الثروة العالمية" الصادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية Boston Consulting Group بمناسبة مرور عام على انهيار مصرف ليمان بروذورز إلى أن أوروبا تقدمت على اميركا الشمالية لتصبح أغنى أقاليم العالم قاطبة.

أميركا أفقر وأوروبا أغنى
يتناول التقرير قيمة الأرصدة الموجودة في قطاع الادارة المالية. وبحسب الأرقام ذات العلاقة، فإن ثروة العالم انخفضت بنسبة 12 في المئة تقريبًا من 104.7 ترليون دولار في عام 2007 الى 92.4 ترليون دولار في عام 2008. وهذا اول هبوط عالمي في هذه الأصناف من الثروة منذ حوالى عشر سنوات، كما يقول التقرير. وفي حين كانت ثروة اميركا الشمالية ـ التي تضم الولايات المتحدة وكندا ـ 29.3 ترليون دولار فقد بلغت ثروة اوروبا 32.7 ترليون دولار من الأرصدة الخاضعة للادارة. لذا يبدو ان الاوروبيين كوفئوا على تحوطهم التقليدي خلال الأزمة. وعلى الرغم من موقع اوروبا القوي تبقى الولايات المتحدة أغنى بلدان العالم بـ 27.1 ترليون دولار تحت الادارة.

الأزمة المالية ليست وحدها المسؤولة عن تناقص الثروة، فإنّ الأموال كانت تتنقل لأسباب أخرى. وكما تقول مجموعة بوسطن الاستشارية في بيان ارفقته بالتقرير فان "الزبائن الذين لسعتهم الخسائر والفضائح نقلوا ارصدتهم الى استثمارات اساسية ذات مردود متدن".

يقول لودغر كوبل زورغر مدير مجموعة بوسطن الاستشارية في فرانكفورت إنَّ "كثيرا من المستثمرين سحبوا اموالاً، بعضهم لتسوية الديون وبعضهم الآخر لنقل المال الى اصول وأرصدة تعتبر أقل عرضة للمخاطر ـ مثل العقارات أو الذهب".

أصحاب الملايين ... أقلّ
تناقص عدد اصحاب الملايين في العالم، ففي عام 2007 كان هناك 11 مليونًا منهم في العالم لكن عددهم انخفض في عام 2008 بنسبة 17.8 الى 9 ملايين مليونير. وفقدت اوروبا واميركا الشمالية فيما بينهما 22 في المئة من مليونيراتهما، علىالرغم من أنّ الولايات المتحدة ما زالت قادرة على التباهي بأكبر عدد من اصحاب الملايين بين بلدان العالم إذ يبلغ عدد مليونيراتها 3.9 مليون مليونير. ولكن هؤلاء لا يشكلون إلا 3.5 في المئة من سكان اميركا.

لدى بلدان أخرى عدد أكبر من اصحاب الملايين بالنسبة الى حجم السكان. فهم يشكلون 8.5 في المئة من سكان سنغفورة وتفخر سويسرا بنسبة 6.6 في المئة والكويت بنسبة 5.1 في المئة والامارات العربية المتحدة بنسبة 4.5 في المئة.

من النقاط الأخرى التي يثيرها التقرير للنقاش ، التناسب الطردي بين ما كان لديك من مال قبل الأزمة وحجم المخاطر المالية عند استثمارها بأي شكل من الاشكال. ولهذا السبب انتهى بك المآل أفقر حالا بسبب الأزمة. وإذا لم تكن لديك مدخرات أو استثمارات فلعلك تكبدت خسائر بطرق أخرى لا يأخذها التقرير في الاعتبار. ولهذا السبب يبدو ان الأزمة المالية كانت اشد وطأة على النخبة المالية ـ أي اولئك الذين يعرِّفهم التقرير بأصحاب أرصدة ذات سيولة تبلغ 5 ملايين دولار أو أكثر، إذ كانت خسائرهم أكبر.

كانت اميركا اللاتينية الاقليم الوحيد الذي ازدادت الثروة فيه. فقد تنامت أرصدتها الخاضعة للادارة بنسبة 3 في المئة عام 2008. ويقول تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية ان من المتوقع ان ترتفع مستويات الثروة مرة أخرى ولكن ليس قبل عام 2013 على الرغم من أنّ مستويات الثروة يمكن ان ترتفع بوتيرة أسرع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وخصوصًا في مراكز مثل سنغافورة وهونغ كونغ حيث يتوقع خبراء المجموعة ان تكون معدلات النمو فوق المتوسط خلال السنوات القادمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف