نظيف: الحكومة المصرية تضيق تركيز الدعم ليستهدف الفقراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: قال رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف في مقابلة مع رويترز يوم الاربعاء ان مصر تُضيق تركيز برنامجها للدعم ليستهدف الفقراء الذين كانوا الأكثر تضررا بسبب الركود العالمي في الوقت الذي ستحافظ فيه على خفض الانفاق.
وتعرضت الحكومة المصرية لانتقادات من وسائل اعلام محلية وأحزاب المعارضة لتجاهلها محنة الفقراء خلال سنوات شهدت نموا اقتصاديا منتعشا بلغ سبعة أو ثمانية في المئة.
وأقر نظيف بأن الحكومة فقدت بعضا من قوة الدفع على هذه الجبهة لكنه قال ان القاهرة تضيق برنامج الدعم وتسعى لانجاز برنامج عمل تشريعي يركز على الصحة والضمان الاجتماعي.
واضاف "كنا نتحسن على مدى السنوات القليلة الماضية.. لكني أعتقد أننا شاهدنا العام الماضي أن احدى شرائح السكان تواجه ضغوطا بالفعل."
وبموجب برنامج الدعم الحالي تمنح مصر بطاقات تموينية تشمل حصصا من عدد من السلع الاستهلاكية لقطاع كبير من السكان البالغ عددهم نحو 77 مليون نسمة وتدعم ايضا سلعا أخرى مثل البنزين.
وتقول وزارة المالية ان برامج الدعم المختلفة كلفت الحكومة نحو 19 مليار دولار في العام المالي 2008- 2009 تمثل أكثر من ثلث الانفاق الحكومي. وتتوقع الحكومة انخفاض ذلك الى 23 بالمئة هذا العام.
وقال نظيف ان الخطوات ستشمل بطاقات تموينية الكترونية خاصة بالسلع الأساسية للأُسر ستقلص في الوقت نفسه الانفاق الحكومي.
وأضاف "الخطوة القادمة هي إكمال إصدار البطاقات بكل المحافظات .. يتوقع حدوث ذلك بحلول يونيو القادم. هذا نظام الكتروني مُفَصل سيسمح بتحديد من يستحقون الدعم."
وتابع رئيس الوزراء المصري يقول انه في الطريق الى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 2011 ستركز الحكومة على الاصلاحات الاجتماعية أكثر من الاصلاحات الاقتصادية.
وقال "(قانون) التأمين الصحي هو التشريع الأهم على الاطلاق الذي سنقدمه للبرلمان العام القادم. هناك أيضا تشريع بشأن التأمين الاجتماعي. انه قانون أكثر تفصيلا .. ربما يستغرق أكثر من عام."
وقال نظيف ان بطاقات الحصص التموينية الحالية تسمح بامكانية تسرب السلع المدعومة مثل غاز الطهي الى الصناعة بل وربما الى خارج البلاد.
واضاف "احدى الامور التي نضعها نصب أعيينا هي اسطوانات الغاز. نسعى لتقنينها من خلال بطاقات الحصص التموينية لانه يمكن لاي شخص الآن أن يشتريها بسعر زهيد."
وبدأت الحكومة تجربة نظام التقنين في محافظة السويس بعد فترة وجيزة من تولي حكومة نظيف الاصلاحية السلطة في 2004.
وتدعم الدولة منذ فترة طويلة سلعا مثل الخبز وزيت الطهي والوقود في بلد يعيش فيه نحو خُمس السكان على أقل من دولار واحد يوميا بحسب بيانات للامم المتحدة.
وفي مايو آيار قال وزير المالية يوسف بطرس غالي ان معدلات الفقر انخفضت من 20 بالمئة من السكان الى حوالي 16 بالمئة قبل الازمة لكنها ارتفعت مجددا الى حوالي 18.5 في المئة.
وقال نظيف ان الحكومة عززت المراقبة للفقر من خلال نظام يعمل به عشرات الالاف من موظفي الشؤون الاجتماعية الحكوميين يجمعون بيانات بشأن السكان من بينها أحجام الاسر وأعداد الافراد الذين يحققون دخلا.
وتابع "بات الأمر أكثر ابتكارا" مضيفا أن الموظفين الاجتماعيين في الماضي كانوا يوجهون سؤالا بسيطا مثل ما اذا كانت الأُسرة تملك مُبردا ( ثلاجة) لتحديد حالتها الاجتماعية.