اقتصاد

برج دبي سينشّط العقارات والسياحة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي - إيلاف، وكالات: سيتم تدشين "برج دبي"، التحفة المعمارية العالمية ومفخرة الوطن العربي ككل، يوم 4 يناير 2010 احتفالاً بالذكرى الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في دبي. يبلغ ارتفاع "برج دبي" أكثر من 800 متر (2625 قدم)، محتضناً أكثر من 160 طبقة، ويشكل عماد مشروع "وسط برج دبي" الممتد على مساحة 500 فدان، والذي يوصف بأنه القلب الجديد النابض لمدينة دبي.

ويضم البرج العملاق شققاً سكنية ومساحات مكتبية فاخرة وأول فنادق العلامة التجارية "أرماني" على مستوى العالم، إضافة إلى مجموعة متكاملة من المرافق التي تلبي احتياجات الحياة العصرية الراقية كافة. وسيكون "برج دبي" بيئة عمل وسكن وترفيه نموذجية لأكثر من 12 ألف شخص.

وتوقع عقاريون أن تشهد السوق العقارية في الإمارات حراكاً ملموساً، بعد أن يتم افتتاح برج دبي في الرابع من الشهر الجاري. كما يتوقع أن ينعكس افتتاحه إيجاباً على قطاعات اقتصادية تعاني ركوداً غير مسبوق منذ أكثر من عام، جراء الأزمة العالمية التي تلتها أزمة ديون الإمارة.

وينتظر مئات المستثمرين ومالكي العقارات في دبي تسليم البرج -وهو الأعلى والأشهر في العالم- وسط توقعات بانحسار الركود الذي تأثرت به السوق العقارية أكثر من غيرها.

وتتكتم شركة "إعمار" العقارية المطورة للمشروع على الكثير من تفاصيل البرج، الذي يتوسط مشروعاً، بلغت كلفته 20 مليار دولار. لكن الرئيس التنفيذي لشركة "أرابتك للإنشاءات" -وهي المقاول الرئيس في المشروع- كشف للجزيرة نت أن البرج يتكون من 160 طبقة.

ويسود التفاؤل أوساط العقاريين بمرحلة ما بعد تسليم البرج، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة "دايموند" للتطوير العقاري فارس سعيد إن افتتاحه سيساهم في تنشيط كبير للسوق العقارية. وتوقع سعيد في حديث للجزيرة نت ارتفاعاً ملموساً لأسعار العقارات في البرج والمنطقة المحيطة به في العام 2010. وقال "سترتفع الأسعار في دبي عموماً بما لا يقل عن 10%، بينما قد يصل الارتفاع في أسعار وحدات البرج نفسه إلى 50%".

وأشار إلى أن غالبية مالكي الوحدات العقارية في البرج أمسكوا عن البيع منذ شهور عدة، عندما تأكد موعد التسليم مطلع الشهر الجاري. ورجح أن ينشط افتتاح البرج المرافق السياحية وقطاعات اقتصادية أخرى. وأيده الخبير العقاري والمستشار في جمعية المقاولين الإماراتيين عماد الجمل، الذي قال إن افتتاح برج دبي سينشط قطاعات اقتصادية أخرى في دبي غير السوق العقارية، وسيعيد استقطاب المستثمرين إلى الإمارة.

وتوقّع من جهته أن تستعيد الأسعار في منطقة البرج عافيتها في 2010، بعدما يتم افتتاح هذا الصرح الأعلى في العالم والذي سيكون معلماً من معالم دبي. وتوقع أيضاً أن ترتفع أسعار العقارات في برج دبي عينه وفي المنطقة المحيطة (برج دبي داون تاون) بين 10 و20% بعد افتتاحه. وقال إن البرج يشكل مدينة صغيرة تتسع لـ100 ألف شخص قامت على أساس رأسي، وليس أفقي.

وتبنى وسيط عقاري في دبي احتمالات الرأي نفسه. وقال زهر الدين سليم إن كثيراً من مالكي الوحدات العقارية هناك أمسكوا عن عرض وحداتهم للبيع في انتظار الافتتاح، وتوقع حراكاً في سوق دبي العقارية خلال الفترة التي ستلي التسليم للمالكين.

في المقابل، استبعد الرئيس التنفيذي لشركة "صكوك" العقارية ضرار حطاب أن يؤدي تسليم البرج إلى ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة. وقال إن "السوق العقاري يتحرك ببطء شديد، وليس كأسواق الأسهم التي تتجاوب سريعاً مع أي حدث أو خبر".

ورأى أن انتعاش السوق العقاري يحتاج تنفيذ مشروعات حكومية كبرى وضخ سيولة كبيرة. بيد أنه توقع بدروه أن ينشّط افتتاح البرج قطاعات ومرافق اقتصادية كثيرة في دبي. فهو سيجلب أفواجاً سياحية كثيرة، ويرفع نسب الإشغال الفندقي والحركة في مطارات الدولة.

وأشار إلى أن تسليم وحداته لمالكيها سيمنحهم فرصاً جيدة للبيع أو الرهن أو التصرف، كما إن البرج سيظهر البنية التحتية القوية في إمارة دبي، وهذه كلها انعكاسات إيجابية غير مباشرة على السوق العقارية.

وكانت إعمار -العقارية، التي تمتلك حكومة دبي حصة غالبية فيها- قد بدأت منذ سنوات في بناء برج دبي، ليكون أعلى ناطحة سحاب في العالم، وطرحت وحداته للبيع.

وتهافت آلاف المستثمرين على شققه وأجنحته ومكاتبه، وبيعت لاحقاً بأسعار قياسية، نتيجة المضاربات، حتى تجاوز سعر القدم المربع الواحد فيها عشرة آلاف درهم. لكن هذه الأسعار هوت لتحوم حول ثلاثة آلاف درهم، بسبب الأزمة العالمية.

إشراقة شمس أول أيام 2010، كما تبدو من منصة المراقبة التي تقع في الطبقة 124 من "برج دبي"، أطول ناطحة سحاب في العالم والذي طورته شركة "إعمار العقارية"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف