القمة العالمية الثالثة لطاقة المستقبل تنطلق في أبوظبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شهد ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاثنين افتتاح أعمال القمة العالمية الثالثة لطاقة المستقبل، التي انطلقت في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، بحضور حكام الإمارات ووزراء ومسؤولين عدة.
أبوظبي - وكالات: حضر الحفل الافتتاحي للقمة التي تنظمها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في الفترة بين 18 و23 يناير/كانون الثاني الجاري أيضاً عدد من رؤساء الدول ورؤساء الوزارات في الدول المشاركة في القمة، إلى جانب عدد من رؤساء الوفود للدول المشاركة في القمة ومدراء الشركات المحلية والعالمية العاملة في ميدان الطاقة المتجددة المشاركة في المعرض المصاحب للقمة.
وأكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل الثالثة، والتي تنظمها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل " مصدر" في مركز أبوظبي للمعارض أهمية تفعيل آليات التعاون المشترك في ما بينهم لتطوير وابتكار حلول فعالة لتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيات الخضراء وتبادل المعلومات والمعرفة.
فقال الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الدكتور سلطان الجابر إن المشاركات الدولية في قمة أبوظبي لطاقة المستقبل الثالثة تؤكد مدى اهتمام العالم بأهمية البحث عن طاقة بديلة ومتجددة، تساهم في القضاء على أزمة تأمين الطاقة في المستقبل، مشيراً إلى أن تأسيس "إيرينا" جاء بجهود العديد من الدول، وأن مشاركة أكثر من 142 دولة فى إيرينا انعكاس حقيقي لأهمية الطاقة المتجددة.
وأوضح أن الاستثمارات في مجال الطاقة البديلة فى الفترة من 2004 وحتى 2009 بلغت 150 مليار دولار، كما زادت نسبة إنتاج الطاقة الكهربائية من الهواء في عام 2009 على مستوى العالم بنسبة 29 %. وأفاد أن استضافة الإمارات لمقر الوكالة الدولية لطاقة المتجددة "إيرينا" يؤكد مدى اهتمام الإمارات بهذا النوع من الطاقة، التي ستساعد بشكل كبير على مواجهة تحديات تغير المناخ عالمياً.
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية لقمة أبوظبي الثالثة لطاقة المستقبل، التي تشارك فيها أكثر من 170 دولة، وبحضور أكثر من 3500 شخص، ويتوقع مشاركة أكثر من 20 ألف مشارك في أعمال القمة التي تستمر حتى يوم الخميس المقبل.
وأشار إلى أنه بعد فشل قمة كوبنهاغن للمناخ في إتفاق على حلول ترضي الأطراف كافة، هناك شعور في "إيرينا" بالمسؤولية في تحديد الأهداف، التي يمكن أن يتم من خلالها تحسين التكنولوجيا وتعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص لتطوير أفكار جديدة تخدم العالم في ما يتعلق بتكنولوجيات الطاقة البديلة. وأفاد الجابر أن القطاع الخاص سيكون هو المحرك والدافع للتغيير الحقيقي، مشيراً إلى أن المسؤوليات والتحديات العالمية كبيرة جداً، وأن العالم عليه مسوؤليات لتشكيل مستقبل الطاقة المتجددة عالمياً، وعلينا السير قدماً لتحقيق طموحات العالم.
بابوليوس: اختيار أبوظبي لاستضافة أيرينا نجاح للشرق الأوسط
من جانبه، اعتبر رئيس الجمهورية اليونانية كارلوس بابوليوس أن اختيار العالم لتكون أبوظبي مقراً لأيرينا هو نجاح كبير للإمارات والشرق الأوسط، كما إن القمة العالمية في أبوظبي تأتي بعد شهر على قمة كوبنهاغن، والتي فشلت في التوصل لاتفاق ملزم للدول للحد من الانبعاثات الكربونية، وأن شعوب العالم لا تقبل باتفاقية ومعاهدة ضعيفة لا تلبي الحد الأدنى من المتطلبات لكبح تداعيات التغييرات المناخية على دول العالم.
وأوضح بابوليوس أن درجة حرارة الأرض يجب ألا يتعدى ارتفاعها درجة ونصف الدرجة، وذلك للحفاظ على الكثير من مظاهر الحياة والغابات والكائنات الحية، كما إن العالم بحاجة لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 350 جزءا في المليون لمواجهة التحديات المناخية. وأضاف أن التغيرات المناخية تهديد كبير للعالم بأسره، فكان لابد على قمة كوبنهاغن الاتفاق على حلول فعالة، وليس الاتفاق على نسبة خفض للكربون ضئيلة للغاية، مشيراً إلى أنه رغم الأزمة المالية العالمية، فإن العالم يدرك أهمية تطوير حلول وبدائل للوقود الأحفوري، لذلك بدأ العديد من الدول في إتخاذ سياسات تدعم الطاقة المتجددة، وهناك حركة إجتماعية مؤيدة للطاقة النظيفة.
وقال بابوليوس إن هناك توجهاً عالمياً حالياً لإنتاج نحو 20 % من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، وذلك بحلول العام 2020، مشيراً إلى أن هناك جهوداً أوروبية حثيثة لتفعيل دور الطاقة المتجددة. وذكر أن الطاقة المتجددة هي الحل لمواجهة التغييرات المناخية، حيث إن التعاون وتبادل المعلومات والمعرفة والمشاريع العلمية هي الأمل لتفعيل دور الطاقة الخضراء والانتقال لعصر جديد.
رئيس المالديف: أبوظبي مستقبل الطاقة المتجددة
من جانبه، رأى رئيس جمهورية المالديف محمد رشيد أن أبوظبي تمثل المستقبل في صناعة الطاقة المتجددة، وأنها تتخلى عن الماضي، وتحتضن التغيير، وتبني إقتصاداً جديداً يقوم على الطاقة الخضراء. وأوضح أنه جاء إلى القمة العالمية لطاقة المستقبل للاستفادة من تجربة أبوظبي وخبرتها الكبيرة في إدارة الكربون، مشيراً إلى أن تداعيات التغيرات المناخية خطرة للغاية، وستؤدي لاختفاء دول مثل المالديف، وأن قمة كوبنهاغن لم تتخذ أي إجراءات فعالة يمكنها أن تمنع حدوث الكارثة، وأنه يجب العمل على وضع وصياغة برنامج عالمي لحماية كوكب الأرض، ودعم الدول الفقيرة في تبنيها لحلول الطاقة البديلة.
أردوغان: ازدياد السكان جعل الطاقة قضية عالمية
وأعرب طيب رجب أردوغان رئيس الوزراء التركي في كلمته أمام المؤتمر عن تقديره للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولشعب دولة الإمارات على استضافة أبوظبي للقمة العالمية لطاقة المستقبل في دورتها الثالثة.
وأكد أردوغان أن الطاقة باتت تشكل قضية عالمية، بسبب زيادة السكان وارتفاع متطلبات العالم من الطاقة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وقال "إن الأمن العالمي للطاقة بات أمراً مهماً، وأصبحت الطاقة النظيفة والمتجددة والتغير المناخي تمثل قضايا مهمة لحياة الإنسان، الأمر الذي يتطلب أن نترك للأجيال المقبلة عالماً مريحاً، من خلال إتباع سياسات متوسطة وبعيدة المدى في مجال الطاقة المتجددة، والعمل بشكل متزامن من أجل التقليل من الانبعاثات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري".
وأكد أن تركيا تولي أهمية كبيرة لموضوع الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الطاقة المتجددة تسهم بنحو 20 % من احتياجات تركيا من الكهرباء، وسترتفع هذه النسبة إلى 30 % عام 2023. وقال إن إنتاج تركيا من طاقة الرياح سيصل إلى 20 ألف ميغاوات و600 ألف ميغاوات من الطاقة الجيوحرارية في ذلك العام. وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده تعمل في هذا الإطار أيضاً على تطوير صناعة السيارات، للتخفيف من انبعاث الكربون، وتحقيق المزيد من أمن الطاقة في تركيا.
وذكر أن الحكومة التركية تقدم الدعم للجهود الدولية في توفير الطاقة وتبادل المعلومات في هذا الحقل، مؤكداً أن تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة جاء في وقته، وأصبحت تركيا عضواً مؤسساً للوكالة، وأيدت بقوة تأسيس سكرتارية "أيرينا" في أبوظبي.
وأكد أردوغان كذلك أن تنويع مصادر الطاقة يقلل من المخاطر الجيوسياسية التي تحيط بأمن الطاقة. ولفت إلى أن تركيا تمكنت في الفترة الأخيرة من إنجاز الكثير من المشاريع المهمة على المستوى الإقليمي، من خلال مد الكثير من خطوط النفط والغاز من دول المنطقة إلى أوروبا عبر تركيا.
واعتبر أن تنفيذ هذه المشاريع "سيؤدي إلى المساهمة في تحقيق السلام والرفاه الإقليمي. وأعلن أن المشروع الأهم الذي تتطلع تركيا إلى تنفيذه هو "أنبوب الغاز الطبيعي بين قطر وتركيا، الذي يشكل فرصة مهمة جداً لتحقيق أمن الطاقة على المستوى العالمي". وشدد رئيس الوزراء التركي على أن أمن الطاقة يجب أن يكون "وسيلة للتعاون الدولي بدلاً من المنافسة". وقال "إننا نؤمن بأن خطوط الطاقة لاتوصل الطاقة فقط، وإنما تسهم في تحقيق الاستقرار والطمأنينة في العالم".
رئيس وزراء ماليزيا: لتعويض إخفاق قمة كوبنهاغن
بدوره، أعرب محمد نجيب عبد الرزاق رئيس وزراء ماليزيا في كلمته أمام المؤتمر عن امتنانه للفريق أول الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعوته للمشاركة في المؤتمر. وقال إن المجتمع الدولي الذي فشل في قمة كوبنهاغن للمناخ قبل شهر يتعين عليه إغتنام الفرصة، ولديه الوقت لمواجهة أخطار التغير المناخي، وعلى المجتمع الدولي فعل كل ما يمكنه للتأكد من "صحة الأرض".
ولفت إلى أن التوقعات في عام 2009 تشير إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، والذي يحمل تبعات خطرة، حيث سيرفع استهلاك العالم من النفط بنسبة 44 % في الفبرة بين 2006 وحتى عام 2033 في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي الدولي. وأكد رئيس الوزراء الماليزي ضرورة التعاون الدولي وتوفير الاستثمارات اللازمة للتعامل مع هذه التحديات والإسراع في الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة هذه التحديات.
وتطرق عبد الرزاق إلى البرامج التي تتبعها ماليزيا في توفير الطاقة المتجددة، إلى جانب الوقود الأحفوري، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة حتى عام 2020. ولفت في هذا الصدد إلى أن ماليزيا في طور وضع قانون للطاقة المتجددة، لتعزيز استخداماتها وإعادة هيكلة قطاع الطاقة الماليزية، لتعزيز فاعلية الطاقة المتجددة وتخفيف انبعاثات الكربون. وأضاف أن ماليزيا أسست وزارة للطاقة الخضراء، بهدف التحول إلى "دولة خضراء"، من خلال تخفيف انبعاث الكربون في قطاع النقل والمباني وقطاع المياه وزيادة استخدام الوقود العضوي، من خلال تطبيق التكنولوجيا الخضراء في هذه القطاعات.
الأمير فيليب: 1.5 مليار من سكان الأرض بدون كهرباء
من جانبه، وجّه الأمير فيليب ولي عهد أسبانيا الشكر للفريق أول الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ودولة الإمارات لاستضافة هذه القمة، منوهاً بالدور الذي لعبه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي "كان سباقاً لإطلاق الأفكار العظيمة في تحويل الصحراء إلى مساحات خضراء". كما أعرب ولي عهد أسبانيا عن تقديره لدولة الإمارات للدور الكبير الذي تقوم به على المستوى العالمي في زيادة التعاون في مجال الطاقة المتجددة. وقال "إن اسبانيا أيدت بشكل واضح بأن تكون أبوظبي مقراً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة واستضافة الإمارات لهذه القمة".
وأكد الأمير فيليب ضرورة التعاون الدولي وتوحيد الجهود للحفاظ على مصادر الطاقة وتأمين احتياجات العالم منها، مشيراً إلى أن 1.5 مليار من سكان الأرض ليس لديهم الكهرباء، الأمر الذي يتطلب توفير استثمارات في توليد الطاقة المتجددة وتكنولوجيا تخفيض كلفة إنتاجها.
وأعلن الأمير فيليب أن أسبانيا باتت تشكل نموذجاً على المستوى العالمي في الحفاظ على الطاقة واستخدام تكنولوجيا الطاقة المتجددة، حتى باتت توفر 20 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية من استخدام الطواحين الهوائية، ولديها خطط لمضاعفتها عام 2020. وأكد في ختام كلمته على استعداد أسبانيا لمساعدة دول الشرق الأوسط على تطوير الطاقة المتجددة، ولفت إلى أن الفحم مازال يشكل 30 % من مصادر توليد الطاقة على المستوى العالمي.
ولي عهد الدنمارك يطالب بحلول سريعة لارتفاع حرارة الأرض
إلى ذلك، قال الأمير فردريك إندر هيرنك كريتشان، ولي عهد الدنمارك، إن العالم عليه العمل نحو خلق مستقبل مستدام للطاقة النظيفة، وإنه يجب الإسراع لإيجاد حلول لارتفاع حرارة الأرض ومحاربة التأثير السلبي للتغير المناخي. وأوضح في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لطاقة المستقبل أن قمة كوبنهاغن جمعت قادة العالم، وأن الاتفاق الذي خرجت به يمكن البناء عليه مشيراً إلى أن القمة العالمية لطاقة المستقبل أصحبت منصة لرجال الأعمال والباحثين لابتكار حلول للطاقة المتجددة.
وأضاف أن الدنمارك تنتج نحو 28 % من احتياجاتها من الطاقة، وهي تسير بفعالية نحو استخدامات الطاقة النظيفة، كما إنها تطور حلولاً تكنولوجية نظيفة تكنولوجية، حيث أصبح إنتاجها من تلك التكنولوجيات رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، ولدى الدنمارك أكبر مزرعة لطواحين الهواء، حيث تقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية لأكثر من 200 ألف منزل. وأفاد أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تجمع الباحثين وصناع القرار ورجال الأعمال وكبريات الشركات العالمية، مما يؤكد أنها ستكون عنصراً مهماً في تطوير وإبتكار حلول جديدة في مجال التكنولوجيا الخضراء، حيث إن العقد المقبل سيكون عقد الطاقة المتجددة.
وزير الطاقة يجتمع مع عدد من رؤساء الوفود
وعلى هامش المؤتمر، اجتمع وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي مع عدد من رؤساء الوفود المشاركين في القمة.
فقد التقى ايد ستيل ماتش رئيس وزراء كندا، وموري بيكارنين وزير الاقتصاد الفلندي، وماريا فان دير وزيرة الاقتصاد في هولندا. وقد أشاد المسؤولون الثلاثة باستضافة دولة الإمارات للقمة العالمية لطاقة المستقبل والجهود الكبيرة التي تبذلها من أجل تجسيد التعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة.
وتناول الوزير خلال محادثاته في هذه الاجتماعات قضايا التعاون الثنائي مع كل من كندا وفلندا وهولندا، وخصوصاً في مجال الطاقة وتعزيز الجهود الدولية في مجال العلوم والتكنولوجيا لتوليد وتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، إلى جانب النفط والغاز لتوفير الاحتياجات العالمية من الطاقة الكهربائية والاستخدامات الأخرى للطاقة. وشارك المسؤولون في هذه الدول الوزير الرأي في ضرورة استغلال الفرص المتاحة للتعاون الدولي وتوفير الاستثمارات المطلوبة لتوفير الطاقة اللازمة التي تسهم في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي والاستقرار في أٍسواق الطاقة العالمية وتحقيق التنمية المستدامة والحد من انبعاثات الكربون.
وأعرب وزير الطاقة عقب هذه اللقاءات عن اعتقاده بأن النفط والغاز سيستمران لفترات طويلة جداً كمصدرين مهمين لتوفير الطاقة للعالم، مشدداً على أن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة يعتبر أمراً ضرورياً لتوفير احيتاجات العالم المتزايدة من الطاقة.
وقال إن الطاقة المتجددة تشكل عنصراً مهماً ومكملاً للنفط والغاز في توفير الاحتياجات العالمية من الطاقة، مع التزام الدول بتوفير حلول سريعة لمسائل الحفاظ على نظافة البيئة والتنمية المستدامة.
الإمارات ودويتشه بنك يؤسّسان صندوقاً للتكنولوجيا النظيفة
ومن أبرز ما شهده اليوم الأول من اتفاقيات، أسست شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، المملوكة لحكومة أبوظبي، ودويتشه بنك صندوقاً للتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بقيمة 265 مليون دولار. وقال دويتشه بنك إن الصندوق سيستثمر في شركات تعمل في توليد الطاقة وإدارة المياه والصرف وفي شركات تطور تقنيات لكفاءة الطاقة. يشار إلى أن شركة مصدر مبادرة حكومية تهدف إلى إعداد أبوظبي لمستقبل الطاقة بعد النفط والغاز الطبيعي.
سيمنس تستثمر 50 مليون دولار في الصندوق المؤسس
وفور الإعلان عن تأسيس الصندوق، أبدت سيمنس فينتشر كابيتال اعتزامها استثمار 50 مليون دولار في صندوق دويتشه بنك ومصدر للتكنولوجيا النظيفة. وسوف يستثمر الصندوق بشكل رئيس في عملية التوسع وفي الشركات المتخصصة في الطاقة النظيفة وموارد ومصادر الطاقة البيئية وقطاعات كفاءة المواد. يذكر أنه في عام 2007 استثمرت سيمنس 25 مليون دولار في صندوق مصدر للتكنولوجيا النظيفة الأول.
وقال يواكيم كونت الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس في منطقة الخليج في تصريح له "إننا نرى في ذلك استثماراً استراتيجياً من شأنه أن يعزز أيضاً دور شركة سيمنس كشريك تكنولوجي لمصدر على المدى الطويل في هذه المنطقة، حيث كثافة الطاقة الشمسية الهائلة والنقص في المياه يعدّ الاستخدام المستدام للموارد بالغ الأهمية. وباعتبارها شريكا موثوقاً، ستستمر سيمنس في دعم التنمية المستدامة في هذه المنطقة، ودعم مشروع مدينة مصدر عبر خبراتنا التكنولوجية".
من جانبهم، عبّر مستشارو تغير المناخ في مصدر ودويتشه بنك المدراء المساعدون لصندوق دويتشه بنك ومصدر عن سعادتهم البالغة "بوجود شركة سيمنس كشريك قوي واستراتيجي، لتأخذ الدور القيادي في انعقادنا الأول". معتبرين صناعة سيمنس العالمية وخبرتها الواسعة في السوق بالغة الأهمية بالنسبة إليهم. وأضافوا "لهذا السبب طلبنا من سيمنس أيضاً القيام بدور مستشارنا الفني إلى جانب استثمارها في الصندوق".
يذكر أن مدينة مصدر المحايدة للكربون التي هي قيد الإنشاء في إمارة أبوظبي صممت لكي تستخدم فقط الطاقات المتجددة والتكنولوجيات المستدامة ومنخفضة الانبعاثات.
صندوق خليفة يمول المشاريع الصديقة للبيئة
يشارك صندوق خليفة لتطوير المشاريع في معرض ومؤتمر أبوظبي للطاقة المتجددة. ويضم جناح الصندوق نماذج لصناديق إعادة تدوير نفايات تعمل بالطاقة الشمسية قامت شركة مرئيات الممولة من صندوق خليفة لتطوير المشاريع بتمويلها خلال العام الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع الدكتور أحمد خليل المطوع إن دعم الصندوق لهذا المشروع ينسجم بشكل كامل مع توجهات إمارة أبوظبي في تعزيز مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال الاستثمار في إنتاج الطاقة غير التقليدية.
وأشار الدكتور المطوع إلى أن الصندوق يصمم برامجه ويموّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمساهمة الفاعلة بالحفاظ على البيئة من خلال توفير الدعم المالي والفني اللازمين للمشاريع التي تحمل مضامين بيئية.
وأشاد الدكتور المطوع بالمعرض والذي يقام بعدما اختار العالم بأسره دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إرينا"، إضافة إلى سعي إمارة أبوظبي إلى تشييد أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية والمتمثلة في مدينة مصدر. وأكد أن المؤتمر والمعرض المصاحب يأتيان تماشياً مع ما تشهده إمارة أبوظبي من تطور كبير وملحوظ في شتى المجالات، كما إنه يبرز مكانة إمارة أبوظبي الريادية في مجال الطاقة المتجددة والبديلة المستدامة من أجل بيئة أنظف ومستقبل أكثر أمناً وسلامة.
أدنوك تبذل جهوداً لحلول الطاقة البديلة
كما تشارك أدنوك ومجموعة شركاتها مشاركة متميزة وفعالة في القمة العالمية لطاقة المستقبل 2010، وتأتي مشاركة المجموعة في
إطار جهودها الدؤوبة لمواكبة آخر التطورات والاتجاهات في صناعة النفط والغاز. كما تتيح القمة فرصة لصانعي القرار والخبراء في المجموعة لتبادل الخبرات ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بحلول الطاقة البديلة والتنمية المستدامة والتقنيات الحديثة إضافة إلى مناقشة آخر التطورات في حلول طاقة المستقبل.
وفي تصريحات حول القمة قال عبدالله ناصر السويدي نائب الرئيس التنفيذي مدير دائرة الاستكشاف والإنتاج "أدنوك" إن القمة تأتي في وقت مناسب، حيث يتوقع أن تناقش القضايا الملحة ذات الصلة بصناعة النفط والغاز. وأضاف أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تتزامن هذا العام مع تحديات كبيرة أفرزتها الأزمة المالية العالمية. معرباً عن أمله أن يتمكن صانعو القرار من الخروج بحلول ملائمة لطاقة المستقبل.
وأشار الى أن أبوظبي تنتج 94 % من النفط في الدولة، وتستثمر مليارات الدولارات من أجل المحافظة على مستوى النمو في قطاع النفط والغاز، من خلال الاستكشاف والإنتاج والصيانة. مؤكداً أن هذا الحجم من العمليات تصاحبه تحديات كثيرة تتطلب منا في قطاع النفط والغاز مواكبة آخر التطورات في صناعة النفط والغاز.
وفي ما يتعلق بالجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، لفت إلى إن أدنوك ومجموعة شركاتها تبذل جهوداً مقدرة من أجل ضمان مستقبل مستدام والاستفادة من الحلول والبدائل المتاحة في مجال الطاقة، من خلال الابتكار وإدخال التقنيات الحديثة. تجدر الإشارة إلى أن شركة بترول أبوظبي "أدنوك" هي مجموعة شركات متعددة، تعمل في مجال الطاقة وصناعة البتروكيماويات، وتتلخص مهمتها في البحث عن الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها العالم الحديث والعمل على إنتاجها وتسويقها. وتضم مجموعة شركات أدنوك 14 شركة، تعمل في شتى مجالات صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات، إضافة إلى نقل النفط والخام والغاز.