السجاد الفارسي النادر يتألق في قصر الإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ابوظبي:أشاد أمير قنبري رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض التراث للسجاد في العاصمة أبوظبي بالدعم الذي يوليه الفريق أول الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لبرامج ومبادرات بتعزيز الثقافة العالمية في برامج الثقافة والتراث في العاصمة أبوظبي من المضي في أنشاء متحتف جوجنهايم واللوفر وغيرها من البرامج المتقدمة ومشيدا بجهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهيئة السياحة في تنظيم العديد من البرامج والمبادرات التي تربط سكان العاصمة بالثقافة العالمية من خلال مختلف ألوان الثقافة ومجالاته الفنية والموسيقية والتراثية والأدبية .واشار الى ان تنظيمه لمعرض التراث للسجاد الفارسيي النادر في قصر الإمارات الذي اختتم أمس وسط اقبال جماهيري من نوع خاص من فئات المجتمع إنما هو في إطار تعزيز المعرفة لدى الزوار ودعم المعارض بالعاصمة باعتبارها مصدر إلهام لروادها. ومن خلال مجموعاتها التاريخية الغنية، حيث تسهم المعارض النادرة في فتح نافذة أمام العالم الحديث للاطلاع على تراث العالم وتنوعه الثقافي.
واشار أمير قنبري ان 200 مليون درهم هي القيمة التقرييية للمعروضات التي يضمها معرض "التراث للسجاد" الذي اختتم اليوم متضمناً عشرة ألاف سجادة من السجاد الفارسي المصنوع يدوياً، منها 16 قطعة نادرة، ما يجعله واحداً من أضخم معارض السجاد في العالم، من حيث عدد القطع المعروضة وقيمتها,مشيرا على حرصه على أن يتمتع بقدر كبير من التميز والأهمية التي تتناسب مع مكانة العاصمة، وهو واحد من أربعة معارض تخطط "التراث للسجاد" لإقامتها في أبوظبي، بقيمة إجمالية تصل إلى 800 مليون درهم .
وأوضح أنه لن يتكرر عرض أي من القطع، بحيث يضم كل من الأربعة مجموعة جديدة ومختلفة عن المعرض السابق له، ومن المقرر أن يقام المعرض التالي في مارس المقبل.
وأوضح قنبري أن المعرض أكثر من مجرد مجال لبيع السجاد الإيراني الفاخر، فهو أيضاً معرض تثقيفي مدللا لمعرفة قليل من الجمهور المعرفة الكافية عن السجاد، ومعرفة الفرق بين الجيد والسيئ منها، وكيفية اختيار القطع التي تصلح للاقتناء.
وأشاد في تصريح صحافي أن المعرض يضم ثلاثة أنواع من السجاد وفقاً لجودته، بما يشكل قدراً كبيراً من التنوع، ويتناسب مع كل الأذواق، بخلاف معارض عدة أو جهات تجارية تقدم معروضاتها من السجاد من دون الإشارة إلى التفاوت في الجودة بين كل منها. وقال : إبراز التفاوت بين أنواع السجاد يمثل جزءاً رئيساً من النقاش الذي نسعى لإقامته مع الجمهور في المعارض التي نقيمها، لنقدم لهم جانباً من خبرتنا الكبيرة في هذا المجال، باعتبارنا مؤسسة عالمية تمتلك 82 فرعاً في 28 دولة، وسبق أن أقمنا 62 معرضاً في دول متعددة، ومعظمها تتعامل مع البيع باعتباره عملية متصلة بالتعليم.
وأضاف قنبري: كلما قدمنا معلومات وخبرة لعدد أكبر من الجمهور، كانوا أكثر تقديراً لما يقتنونه من قطع، وزادت ثقتهم فينا، هذه الثقة التي من الصعب أن نستمر من دونها منذ 1841 ما يجعلنا الشركة الأقدم في تجارة السجاد الإيراني التي مازالت تمارس نشاطها حتى الآن على مستوى العالم.
ويضم المعرض في أبوظبي 16 قطعة من السجاد النادر، تعود إلى القرن 18 الميلادي، ست منها للعرض فقط، وكذلك سجادتان تحملان صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إحداهما وهو يصلي والأخرى وهو يمتطي حصاناً.
وقال : ليس كل السجاد الإيراني تزيد قيمته المادية مع الوقت، ولكن، هناك عناصر تتوقف عليها جودة السجاد، من أهمها جودة اللون، وإذا ما كانت ألوان السجادة مستمدة من مواد وخامات طبيعية أم ألوان صناعية ويمكن اكتشاف ذلك، حسب قنبري، بوضع قطرة ماء على السجادة، فإذا تغيرت ألوانها تكون غير أصيلة، بينما تظل الألوان الطبيعية ثابتة لا تتأثر بالماء والسوائل.
وإلى جانب الألوان، هناك أيضاً تاريخ صناعة السجادة ومكان صناعتها، وإذا كان معها ضمان أو شهادة من المصنع أم لا. وينصح قنبري بشراء القطع الثمينة من محال أو معارض معتمدة، وتتمتع بالثقة والسمعة الجيدة. أما الرسومات التي تزين السجادة، والتي تتراوح عادة بين النقوش الكلاسيكية الشهيرة للسجاد الإيراني وروايات وأساطير تروي قصص أبطال خارقين ومعارك خيالية تناقلتها الأجيال، فإنها لا تؤثر في جودة السجادة وقيمتها.
وأكد أن دولاً قدمت أنواعاً من السجاد تعد تقليداً للسجاد الإيراني، مثل الصين والهند، لكنه يظل تقليداً، حيث مازال السجاد الإيراني المصنوع يدوياً يتربع على عرش أفضل أنواع السجاد، خصوصاً الذي تنتجه قم وتبريز.
وأضــاف ان العاصمة أبوظبي مقبلة على افتتاح مشروعات ثقافية وفنية رائدة، من أبرزها المتاحف التي يجري تشييدها في جزيرة السعديات، ومن شأنها رفع درجة الوعي الثقافي والفني لدى الجمهور، ونحن على استعداد كامل للمشاركة في الخطوات المهمة، ووضع كل إمكاناتنا وخبراتنا في خدمة القائمين على المشروعات".
تعد صناعة السجاد من أشهر وأقدم الصناعات اليدوية في إيران، وحسب المدير العام للشركة المنظمة لمعرض "التراث للسجاد" في أبوظبي، أمير قنبري، فإن الوثائق التاريخية تشير إلى أن أول سجادة يدوية في العالم تم نسجها في إيران، وخير دليل على ذلك هو العثور على أقدم سجادة في مقبرة "بازيريك"، جنوب سيبريا، تعود إلى العصر الإخميني قبل 300 إلى400 عام قبل الميلاد. ولاتزال هذه الصناعة تخطو خطوات مهمة لسد الحاجة المحلية من السجاد الإيراني الفاخر، وتصدير الفائض منه إلى الأسواق العالمية. وتتمثل أبرز أنواع الرسومات المتبعة في نسج السجاد في تسعة أنواع هي: هراتي، سرطاني، زهري، شاه عباسي، مينا خالي، حنائي، بيد مجنون، جوشقاني وترنجي. وأهم المدن الإيرانية التي تشتهر بصناعة السجاد هي: أصفهان ونائين وكاشان وتبريز وقم وكرمان وأراك.