اقتصاد

الذهب يستعرض عضلاته أمام الدولار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مع استمرار ضعف الدولار ازاء الوضع الإقتصادي القائم في الولايات المتحدة الأميركية، سجلت الأسواق الأميركية مؤخراً إرتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب، فقد واصلارتفاعه إلى أعلى مستوياته متجاوزاً حاجز 1300 دولار للأونصة مع توقعات بالإستمرار في الإرتفاع ليصل حوالي 2300 دولار للأونصة الواحدة. وذلك نتيجة الإقبال على شرائه وسط تساؤلات كثيرة بأن هل من الممكن للدولار أن يحل كاحتياطي بديل محل العملات الأخرى إزاء تذبذب العملات الأخرى.

واشنطن:سجل الذهب أعلى ارتفاع له في السوق ليصل حوالى 1300 دولار للأونصة، وذلك بسبب تزايد الطلب عليه من قبل المستثمرين في ظل التذبذب الواضح للدولار بعيد دخول الأزمة الإقتصادية، وكان خبراء

اقتصاديون قد اعتبروا أن ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى الضعف الذي يعانيه الإقتصاد الأميركي. وأن العوامل الإقتصادية والسياسية تلعب دورا مهما في ارتفاع أسعار الذهب.

من جهته يرى الدكتور مظهر السمان أن ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى حالة الإقتصاد الأميركي الحالي وما يعانيه. فيقول :" ارتفاع أسعار الذهب هو المقياس الأساسي لحالة الإقتصاد وعندما ترتفع أسعار الذهب فهذا يعني أن الإقتصاد الأميركي والسوق الأميركية تعيش حالة غلاء وهناك تضخم ماليكبير وأسعار المواد الغذائية والصناعية في حالة ارتفاع".

ويستطرد شارحا العلاقة ما بين الدولار والذهب بقوله:" الذهب ذلك المعدن الأصفر يدخل بنسبة ضئيلة في الصناعات الإلكترونية كالكمبيوترات والتلفونات والمحمول وغيرها من الصناعات الإلكترونية. وارتفاعه يعود إلى نسبة استعماله الضئيلة، حيثلا يؤثر كثيرا ارتفاع أو انخفاض أسعارهفي اسعار هذه المنتجات في تلك الصناعات".

وفي رؤية منه حول ما إذا كان للذهب أن يحل محل الدولار كبديل احتياطي لفترات طويلة وكاستثمار يرى السمان أن من الممكن للذهب أن يحل كاحتياطي بديل للعملات وليس لفترات طويلة، ولكنه لا يمكن الإستفادة منه كبديل لتلك العملات فالذهب معروف بثبات أسعاره ولكن المتغير هو العملات.

وعلل أسباب هبوط الدولار المستمر ومحاولة البعض اللجوء للذهب كاحتياطي بديل يقول السمان:" إن الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية و تذبذب الدولار ما بين صعود خجول وهبوط مستمر يعود إلى تراكم الديون الهائلة على الولايات المتحدة ولتسديد تلك الديون لابد من دفع فوائد سنوية وهو ما أدى إلى ضعف الدولار. وهو بالتحديد ما يدفع الولايات المتحدة للضغط على الصين والتي تملك سندات في الخزانة الأميركية لتخفيض عملتها لكي تكون قيمة الديون الأميركية أقل من قيمتها الحقيقية ما يتسنى للولايات المتحدة تسديد ديونها بالقيمة الحالية وهي القيمة الأقل فتكون الفوائد اقل وهو ما يمكن أن يعيد للدولار قوته وصعوده".

ويردف حديثه قائلا إن :" زيادة مديونية الحكومة الأميركية وعدم تمكنها من دعم الدولار أدى إلى تزعزع ثقة المستثمرين في الدولار واللجوء لعملات أخرى. كما أن أزمة اليونان وتداعياتها على اليورو على الرغم من محاولة زحزحة الأزمة. كما ولا يمكن أن نتناسى أزمة دبي التي ما زالت موجودة حتى الأن والتي لا يعرف متى تنتهي وتداعياتها على السوق العقارية في دبي. كل تلك الأزمات المتلاحقة أفقدت المستثمرين الثقة في العملات وهو ما جعل أنظار المستثمرينتتجه للذهب كبديل احتياطي".

ويرى السمان أنه لا يمكن أن يستمر الإتجاه في الإستثمار في الذهب على المدى الطويل ولا يمكن أن يكون حلا فهذا من وجهة نظره يضعف الإقتصاد ويفقد العملات قيمتها. ويؤكدأن زيادة الإنتاج وامتصاص البطالة هما الوسيلتان الأفضل لتحسين الإقتصاد وخلق فرص عمل جديدة وخلق طلب على المنتجات لتحريك السوق.

وإذا اتجهنا إلى أسواق الذهب نجد ارتفاع سعر الذهب أو انخفاضه لا يؤثر كثيرافي أسواق الذهب في الولايات المتحدة كون أن الأزمة الإقتصادية المتفشية في كل المجالات انعكست سلباعلى السوق. لذا تعيش سوق الذهب في الولايات المتحدة كغيرها من المجالات الأخرى حالة من الركود. وخصوصا في ظل البطالة المتفشية وازدياد الطلب على كوبونات الطعام.

السيد فايز نوري صاحب محل ذهب و"مجوهرات النوري" في مدينة باترسون في ولاية نيوجرسي الأميركية. يقول :" بارتفاع أسعار الذهب أو انخفاضه تتأثر نسبة المبيعات لدينا ولكن في ظل الركود الإقتصادي الحالي نسبة المبيعات أقل بكثير من السابق".

ويرى نوري أن أفضل طريقة لحماية الإستثمارات الشخصية هي شراء الذهب، فكثير من المستثمرين الفرديين والذين يعملون في البورصة يقومون بشراء السبائك الذهبية للتخزين والإستثمار وفي حال الركود وارتفاع أسعار الذهب يقومون ببيعها مرة أخرى كي يحقق لهم أرباح. وللحصول على الذهب كالأونصة أو السبائك الذهبية يتم إما من معامل خاصة بصب الذهب في قوالب أو شركات متخصصة في بيعه كأونصة ذهبية للتخزين.

كما وتعد دبي من أهم الأسواق العالمية لبيع الذهب فمعظم التجار في الولايات المتحدة يقومون بالحصول على الذهب المشغول من دبي. فيقول " نحن على تواصل مع أسواق الذهب العالمية وسوق دبي هي من الأسواق العالمية فمنها يتم الحصول على الذهب بكافة أنواعه وأشكاله كما أن عفو التجار المحليين من الضرائب شجع مصانع الذهب والتجار على تداول التجارة الخارجية في الذهب. ولكن دخول أزمة دبي وتداعياتها على السوق العقارية انعكس قليلا على بعض المعامل والمصانع والتجار الذين أغلقوا أبوابهم بسبب تلك الأزمة، ما انعكس علينا بالطبع فبعض هذه المحال نحن نتعامل معها وبالتالي لابد من وجود بديل أو الإتجاه إلى الأسواق الموجودة في دول أخرى كالسوق الإيطالية مثلا".

وكغيره من تجار الذهب يستسقي نوري معلوماته عن أسعار الذهب من البورصة ومن الإنترنت ويقول نوري:" نتابع الأسعار يوميا على الأنترنت حتى يتسنى لنا جمع المعلومات ومعرفة الأسعار التي نقوم على أساسها بالتعامل مع الزبون.فلا يوجد تسعيرة موحدة يتفق عليها التجار ولكن أسعار الذهب موحدة ومعروفة عالميا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف