اقتصاد

أوروبا تزيد من ضغوطها على بكين لرفع قيمة اليوان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في وقت تتصاعدفيه المخاوف من "حرب العملات"، عززت أوروبا ضغوطها على الصين لرفع قيمة عملتها.

بروكسل: عززت أوروبا الثلاثاء ضغوطها على الصين لحملها على رفع قيمة عملتها اليوان، وذلك في اليوم الثاني والاخير من القمة التي جمعت قادة الاتحاد الاوروبي وآسيا، في وقت تتصاعد المخاوف من "حرب

عملات" عالمية في مواجهة الازمة الاقتصادية.

ووجه ابرز ثلاثة مسؤولين اقتصاديين اوروبيين هم رئيس مجلس وزراء مالية دول منطقة اليورو جان كلود يونكر ورئيس المصرف المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه والمفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية اولي رين، دعوة شديدة اللهجة الى الصين لاظهار مزيد من المرونة في تقييم سعر صرف اليوان، وذلك اثر لقاء جمعهم برئيس الوزراء الصيني ون جياباو في بروكسل.

وطالب المسؤولون الثلاثة بكين برفع "ملحوظ" لقيمة عملتها، على ما اكد يونكر، في اقرار علني بالفجوة الحاصلة مع بكين في هذا الشأن.

وقال يونكر ان "السلطات الصينية لا تشاطرنا تقييمنا".

والاثنين، اظهر رئيس الوزراء الصيني خلال افتتاح القمة الاسيوية الاوروبية حزما من خلال دعوته الى اعتماد اسعار صرف "مستقرة نسبيا" بين العملات الكبرى في العالم.

وفي هذا الموقف تعبير ملطف عن رفض الدعوة التي وجهها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، اللذين يتهمان بكين بخفض قيمة عملتها بهدف دعم صادراتها وزيادة نموها.

وقامت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء بزيادة الضغط الاوروبي على الصين بشأن عملتها.

وقالت في تصريح للصحافيين ان "اسعار الصرف يجب ان تعكس اكبر قدر ممكن من الواقعية".

وقال المفوض الاوروبي للتجارة كارل دو غوشت "يصعب القول ان تدني صرف هذه العملة (اليوان) ليس له تاثير على حركة التجارة"، في مقابلة مع صحيفة "لو موند" الفرنسية. واضاف "عاجلا ام اجلا، سيتعين على الصينيين ان يعيدوا تقييم عملتهم لاسباب داخلية".

ومن المتوقع ان تتواصل هذه المواجهة المبطنة الاربعاء لمناسبة انعقاد قمة بين الاتحاد الاوروبي والصين في بروكسل.

وبذلك، تزداد المخاوف في العالم ازاء الانطباع بانخراط القوى الكبرى في "حرب عملات" بهدف اضعاف قيمة عملاتها سعيا الى تعزيز صادراتها.

وإذا كانت الصين تبدي تلكؤا في اعادة تقييم سعر عملتها، فإن اليابان ايضا تدخلت للجم الارتفاع الحاد في سعر الين، كما لا تبذل الولايات المتحدة اي جهد لرفع قيمة الدولار في خضم ازمة مالية.

وهذه المخاطر من اندلاع "حرب عملات"، والتي توقف عندها صندوق النقد الدولي، تؤثر في شكل خاص على اليورو، الذي بخلاف اليوان والدولار يحقق تصاعدا في قيمته في وقت يمر فيه الاتحاد الاوروبي بازمة ثقة خطيرة بعد مشاكل اليونان مؤخرا وايرلندا حاليا. ومن هذا المنطلق يمكن فهم موقف القادة الاوروبيين الثلاثاء.

وهذا الوضع قد يزكي النزعة الحمائية، بحسب خبراء اقتصاديين.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال القمة الاسيوية - الاوروبية "اننا نعيش في القرن الحادي والعشرين من دون نظام عالمي" و"لا يوجد اي مكان في العالم حيث بامكاننا الحديث عن المسائل المالية".

ورغم تبادل التصريحات المتفاوتة في حدتها ودبلوماسيتها، اختتمت القمة الاسيوية الاوروبية ببيان توافقي من عشرين صفحة تجنب التطرق الى مسألة العملة.

والنص الذي تبناه ممثلو 46 دولة مشاركة تمثل 58% من سكان العالم، يأمل بالوصول الى اتفاق شامل ملزم حول المناخ، قبل شهرين من مؤتمر الامم المتحدة في كانكون. ولكنه لا يحدد موعدا او جدولا زمنيا للتوصل الى ذلك.

كما يدعو البيان الى تعديل نظام صندوق النقد الدولي الذي يجتمع في واشنطن في نهاية الاسبوع، من اجل تمثيل افضل للاقتصاديات الناشئة.

ولم يتطرق البيان الى مسائل حقوق الانسان التي احتلت حيزا صغيرا من المحادثات، سوى ليدعو الى تنظيم انتخابات حرة في بورما. وشارك ممثل للمجلس العسكري الحاكم في بورما في القمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف