الدولار واليورو لن يتعافيا والبترول والذهب أكبر المستفيدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أدى هبوطالدولار إلى أرتفاعالذهب في الآونة الأخيرة، والذي يعدالمستفيد الأكبر من هذا الهبوط، وفي الوقت الذي سجلت فيه أسعار النفط تزايداً ملحوظاًمدعومة بأرباح تجاوزت التوقعات، كشفت بيانات المسح الذي أجرته المفوضية الأوروبية عنتحسن نسبةثقة المستثمرينبإقتصاد منطقة اليورو إلى 104.1 نقطة في أكتوبر.
الدار البيضاء: بدأ المستثمرون يفكرون بجدية في الحصول على ملاذ خارج إطار الدولار، وربما في عملات أخرى، أو معادن نفيسة، بعد أن باتوا شبه متأكدين من أن حلم تعافي هذه العملة الأميركية صعب التحقق على المدى القريب.
يقول المحلل الإقتصاديعبد السلام أديب أن: "الأزمة الاقتصادية ما زالت مستمرة، لأنها لم تصل إلى القعر، وما زالت هنالك مرحلة لكساد كبير، إذ أن الطلب العالمي ما زال منخفضاً، كما أن التجارة الدولية عرفت تراجعا كبيرا".
وأوضح عبد السلام أديب، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "هذا التأثير الاقتصادي الكبير يؤثر أيضا على العملة، التي لن تتعافى قريباً، سواء الدولار أو اليورو، اللذين سيعرفان بعض المشاكل. وحاليا تعمل الحكومات الأوروبية على القيام بمشاريع كبرى، وضخ أموال كثيرة عبر الميزانية، ولو كان ذلك عن طريق العجز، الشيء الذي سيحدث دينامية اقتصادية. لكن لا يعرف ما إذا كانت هذه الاستراتيجيات ستحقق النتائج الرجوة منها.
وأضاف المحلل الاقتصادي المغربي "يصعب التكهن بقرب تعافي الاقتصاد العالمي، لكن المرجح أن هناك انتقال من أزمة إلى أزمة، نظراً لأوضاع ميزانيات الحكومات".
وذكر أن "اليورو يعد إشكالية كبيرة للاتحاد الأوروبي بسبب المشاكل الإقتصادية التي يواجهها، التي أثرت على عدد من الدول، والتي من خلال مؤتمر مجموعة العشرين، تقرر أن تتدخل جميع الدولعن طريق الميزانية العامة لدعم القطاعات المفلسة، أو التي على وشك الإفلاس عبر ضخ أموال كبيرة في حساباتها.
وأبرز المحلل الاقتصادي أن "هذه الإشكالية زادت في مديونية بعض الدول، التي وصلت إلى مرحلة الإفلاس، كما هو الحال بالنسبة لليونان، التي دعمتها دول أوروبية أخرى، وهو ما أدى إلى وقوع مشكلة اليورو".
أما بالنسبة للدولار، يشرح أديب، "تعرفون أزمة 2001 و2003، وبعدها أزمة 2007، إلى جانب الحرب التي دخلت إليها الولايات المتحدة الأميركية في العراق وأفغانستان"، هذا أثر بشكل كبير على الولايات المتحدة الأميركية، التي تحاول أن تطبع أوراق اقتصادية أكثر من تلك الموجودة، "الشيء الذي أثر على قيمة الدولار".
وفيما يخص النفط، أوضح أديب عبد السلام أن "الأسعار مرتبطة بالطلب العالمي، فكلما كان هنالك كساد وأزمة اقتصادية يقل الطلب على الذهب الأسود. فعندما كانت الطاقة الإنتاجية في أوجها ما بين سنتين 2003 و2005 كان الطلب على البترول بشكل كبير ما جعل الأسعار مرتفعة. ولكن مع الأزمةوبالإضافة إلىفائض الإنتاج وظهور الكساد، تأثر سعر البترول".
وفيما يتعلق بالذهب فإن التوقعات تصب في خانة صعوده لعدة أسباب، من بينها التوقعات بقيام الاحتياطي الفدرالي بشراء المزيد من سندات الخزينة، والدول العالمية تتحضر لتخصيص برامج جديدة لتحفيز للاقتصاد، كما أن المصارف المركزية مستمرة بشراء الذهب، وليس هناك أي بائع كبير للذهب.
يشار إلى أن الدول الـ27 التي تضم الاتحاد الأوروبي تشكل أكبر سوقفي العالم. والناتج المحلي الإجمالي فيها -على أساس القوة الشرائية- كان 16.5 تريليون دولار في عام 2009، وهو رقم يتجاوز الـ14.2 تريليون دولار أميركي.