اقتصاد

المؤسسات الفلسطينية تسير بخطى متواضعة على صعيد التنمية البشرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد المدرب والخبير الفلسطيني محمد بشارات المتخصص في مجال التنمية البشرية وتطوير القدرات أن المؤسسات الفلسطينية بدأت تخطو خطوات متواضعة بشكل عام نحو تطوير قدراتها وإمكاناتها بالاستثمار في الكادر البشري سعيًا إلى تحقيق التميز والإبداع.

عنان الناصر من رام الله: قال محمد بشارات، مدرب التنمية البشرية ومدير البرامج التدريبية في أكاديمية المحترف للتنمية البشرية والإبداع الإعلامي في نابلس "إن المؤسسات الفلسطينية بشكل عام بدأت تخطو خطوات متواضعة في موضوع التنمية البشرية وتطوير القدرات، في حين خطت بعض مؤسسات القطاع الخاص خطوات رائدة ومتقدمة على هذا الصعيد.

وأضاف "بالعموم هناك خطوات بطيئة وتسير متأنية رويدًا رويدا في الأراضي الفلسطينية، وفي القطاع الخاص هناك شركات خطت خطوات مبدعة ومتقدمة، حيث أصبح لدى بعض الشركات الكبرى أكاديميات تدريب، وهذا مثار اعجاب وتقدير على الصعيد المحلي والدولي".

وأكد بشارات أن المؤسسات الفلسطينية عموما تسير بشكل متواضع وهي بحاجة لخطوات أكثر جرأة وأسرع في التنفيذ لأن العالم والوقت لا ينتظران أحد، لافتًا إلى أن علم التنمية البشرية يعد أساسًا لتنمية الإنسان وقدراته.

وأوضح المدرب والخبير الفلسطيني في مجال التنمية البشرية أن الشعور بالثقة بالنفس يولد رؤية الإمكانيات، وعند رؤية الإمكانيات يبدأ الإنسان بتعزيزها وتطويرها، داعيًا كل الشركات والمؤسسات الرسمية والشعبية إلى وجود نوع من الترفيه ومنهج مدروس لذلك لأن الانسان أصلاً مضغوط من طبيعة العمل والروتين القاتل، منوهًا إلى أن التدريب المستمر يعد عاملاً في تطوير قدرات الكادر البشري.

وقال بشارات إن المدير الناجح يهتم بالموظفين واحتياجاتهم ويبني علاقة جيدة معهم، داعيًا إلى تعزيز التواصل ما بين المدراء والموظفين. وأضاف على المدراء ضرورة إشراك الموظفين في اتخاذ القرار ورسم السياسات وتنفيذ الخطوات العملية سعيًا إلى خلق مساحة أوفر للتميز والإبداع، منوهًا إلى أن عملية التدريب الناجحة لتطوير القدرات تهدف إلى جعل الموظفين أكثر إيجابية ما يعزز من إمكاناته ويحسن سلوكه ومهاراته الحياتية والعملية.

وشدد على ضرورة قيام المؤسسات الفلسطينية الباحثة عن الإبداع والتميز بتأسيس مراكز تدريب وتطوير قدرات للعاملين لديها لأسباب عدة، أهمها توجيه الطاقات، وتطور القدرات، وتحديد التخصصات، وزيادة الإنتاجية، وصرف الأموال بأوجهها الضرورية، وبناء فريق متكامل.

نفذ ما كتبت واكتب ما نفذت
وقال بشارات المختص في مجال التدريب والتنمية البشرية "إن قيام الموظف أو المدير بتنفيذ ما خطط له أو كتبه وتوثيق ما قام بتنفيذه تعد من أساسات الجودة والتميز، مؤكدًا أن من يقوم بهذا العمل يتمكن من تقييم نفسه وكتابة التقارير المفصلة ومراقبة نفسه قبل أن يعمل الآخرون على مراقبته".

وبين أنه "إذا أردنا أن نكون ومؤسساتنا الفلسطينية على خارطة العالم في الابداع والتطور علينا أن ندرب أنفسنا، فالتكرار أساس المهارات وعملية التدريب هي عملية تكاملية من مؤسسات القطاع الخاص والعام والمؤسسات التعليمية والتنموية والتدريبية والرياضية وهي عملية تغيرية للايجاب والابتكار".

وأشار إلى وجود وعي متقدم في المؤسسات الفلسطينية بأهمية تطوير القدرات البشرية وإن كانت عملية التنفيذ بالعموم تسير بشكل متواضع، لافتًا إلى أن هناك خطوات إيجابية في عدد من المؤسسات والشركات الكبرى في الأراضي الفلسطينة. وشدد على ضرورة قيام كل المؤسسات الرسمية والشعبية بوضع سياسة تنموية شاملة وأن تكون لدينا رسالة ورؤية وأهداف واضحة ومحددة سعيًا إلى تحقيق التقدم والتميز والإبداع المنشود".

وعن المؤسسات الفلسطينية والواقع المقبل قال بشارات "نحن بحاجة إلى خطة استراتيجية يكون بعدها نحو عشر سنوات بحيث تكون السنوات الخمس الأولى تدريبية وتشمل تغيير العقلية السائدة وتغيير الذهنية والعملية الإدارية المطلقة الموجودة في كثير من المؤسسات فيما تكون السنوات الخمس التي تليها لجني ثمار العملية التنموية والتدريبية.

ودعا الجميع إلى ضرورة توظيف الأموال بالشكل الصحيح من خلال الاستثمار بالعنصر البشري، لافتًا إلى ضرورة قيام الأفراد أيضًا بالعمل على تعزيز قدراتهم، ومشيرًا في الوقت عينه إلى أن المجتمع مطالب بمنح المتميزين مساحة من الحرية للإبداع والانطلاق نحو الأمام.

التنمية البشرية والأهمية
وحول التنمية البشرية وتطورها في المجتمعات أكد بشارات أن موضوع التنمية البشرية علم بدأ الاهتمام به بعد الستينيات في الدول الغربية خلال الثورة الصناعية وأخذ بالانتشار بعد السبعينيات باعتبار أن الانسان هو الذي يؤسس لكل شيء، وتم ذلك بتعزيز وتكثيف الدورات والتدريب. وأوضح أن موضوع التدريب والدورات المتعلقة بالتنمية البشرية تعتمد على الزمان وتكون دورات مكثفة وليست دورات تطوير طويلة.

وبين وجود قاعدة أساسية مهمة في عملية التنمية البشرية تتمثل بالحكمة التي ذكرها كونفوسيوش حكيم الصين وهي "قل لي أنسى، أرني قد أتذكر، أشركني أتعلم" بمعنى أن الهدف من التنمية البشرية ينصب أساسًا على إشراك الكل في اتخاذ القرار ورسم السياسة والتنفيذ وتوفير مساحة الإبداع والتميز والابتعاد عن القرارات المتعجرفة والظالمة.

ويرى المدرب الفلسطيني أن الادارة الصحيحة هي التي تهتم بكوادرها وتعمل على تطوير إمكاناتهم وقدراتهم، داعيًا المدراء إلى توظيف جزء من الأموال والعوائد لتطوير القدرات وتعزيز امكانات الموظفين لتحقيق التميز والإبداع. وقال إن المشكلة في مؤسساتنا هي الركود والروتين القاتل فكثير من المدراء يهتمون بالقضايا البسيطة دون الاهتمام بالعنصر البشري وكثير من الفلسطينيين يبدعون بالخارج لأنهم نالوا قسطًا وافرًا من الحرية.

وأضاف "هناك مدراء واعون تمامًا لأهمية هذا التوجه، ومنهم من قال "أنا والموظفون نخطط، ثم نقرر، وفي التنفيذ أفسح لهم المجال للإبداع" على عكس الموجود، فبعض المدراء في بعض المؤسسات يخططون ويقررون ويجبرون الموظفين على العمل ويحصدون النتائج، وكثير من المدراء يسرقون إنجازات موظفيهم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على أداء الموظف المبدع.

وتابع "من هنا أولت التنمية البشرية ضرورة الاهتمام بالانسان كإنسان بمختلف مستوياته، وحسب بشارات فإن "قمة الإبداع والتميز أن تفعل شيء لم يفعله أحد من قبلك ولم يتوقعه أحد منك" ومن الضروري أن يطور الإنسان قدراته ومهاراته بتعلم أشياء جديدة مفيدة.

وحول تنمية القدرات في المؤسسات الفلسطينية قال بشارات بدأت المؤسسات خطى متواضعة حيال هذا التخصص لأهميته، حيث توجد بعض المؤسسات التي مازالت تدرس هذا التوجه، كما توجد مؤسسات قد خطت خطوات رائدة ومتقدمة وتمكنت من الإبداع على هذا الصعيد.

وأكد أن ذلك يعود لأسباب عدة، أهمها وجود مستوى تنظيري في بعض المؤسسات، حيث لا يعمل على إحداث أي تغيير في السلوك أو القدرات، إضافة إلى غياب الشركات التدريبية التي يعتمد عليها، وكذلك عقلية المدراء وتوجهاتهم حيال هذا الموضوع وغياب وعي المواطنين لأهمية تطوير الذات.

وبين أن شركة الاتصالات الفلسطينية تعد واحدة من أكثر الشركات اهتمامًا في التنمية البشرية وتطوير القدرات وأولت اهتمامًا واضحًا بحيث تخضع الموظفين لدورات متقدمة ومستمرة.

وأكد بشارات الذي أشرف على تنفيذ العشرات من الدورات التدريبية في كثير من المؤسسات أن المؤسسات الفلسطينية بمختلف تخصصاتها بدأت تتنبه لأهمية التنمية البشرية وتطوير القدرات فمنها من بدأ بخطوات التنفيذ، ومنها من تجاوز مرحلة التنفيذ، وله إنتاج، ومنها مازال في مرحلة العصف الذهني والتردد.

وقال إنه "خلال الأعوام الخمسة المقبلة سيكون هناك تطور في البعد التدريبي، وهناك بعض المؤسسات الشبابية التي طرحت موضوع التغيير، ونحن بحاجة لخمس سنوات للتغيير وتحسين الواقع".

يذكر أن محمد بشارات هو من مواليد مدينة نابلس، وتخصص في مجال التنمية البشرية وحصل على درجة الماجستير في تخصص التنمية البشرية عن رسالته التي كانت بعنوان "الاستراتيجيات اليوسفية في إدارة الأزمات"، ويدرس الدكتوراة في جامعة فكتور فيل في الولايات المتحدة الأميركية، وحاصل على درجة دبلوم تدريب مدربين من الجامعة نفسها، وحاصل على أكثر من 25 دورة في مجال التدريب وتطوير الذات وبناء القدرات ومهارات الاتصال والبيع والتعامل مع الآخرين والتعامل مع نفسيات الناس والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج بالطاقة من خلال مركز الراشد للتنمية البشرية وغيره من المراكز في الضفة الغربية، ويعمل أيضًا في مجال تدريب رياضة الكاراتية.

ويدير بشارت البرامج التدريبية في أكاديمية المحترف للتنمية البشرية والإبداع الإعلامي في محافظة نابلس، ونفذ عشرات الدورات التدريبية في مجال التنمية البشرية والعصف الذهني والمهارات القيادية ومهارات العلاج بالطاقة بالرقية والريكي ومهارات إدارة ضغوط العمل والحياة والإدارة الذاتية الناجحة وغيرها الكثير من الدورات التدريبية المنفذة للمؤسسات والمواطنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف