لبنان يستفيد من تركيا اقتصاديًا وترحيب بدعم العلاقات

كيف يمكن ان يستفيد لبنان اقتصاديًا من زيارة رئيس الوزراء التركي إلى بيروت؟ اي قطاعات اقتصادية في تركيا تساهم في رفع مستوى الإقتصاد في لبنان؟ تركيا مشهورة بسياحتها الناشطة كيف يستفيد البلد من ذلك وكيف تؤثر حسن العلاقات السياسية بين البلدين على زيادة النمو الإقتصادي في لبنان؟

بيروت: يعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لإيلاف ان لبنان يستفيد اقتصاديًا من زيارة رئيس الوزراء التركي الى لبنان من خلال اتفاقية التجارة الحرة، وهي تُوسع السوق امام السلع والخدمات اللبنانية، ويستطيع لبنان حينها ان يبيع في تركيا من دون وجود حواجز او تعريفات، ودائمًا الدول الصغير على عكس ما هو معروف، اذا قامت باتفاقيات مع الدول الكبيرة فهذه الاخيرة لن "تبلعها"، بل تربح، لبنان سوقه صغيرة والقوى الشرائية فيه ضعيفة، وبالتالي السوق التركية اساسية لنا كي نبيع من دون حواجز، ولبنان يستفيد بالصادرات، ونستفيد ذلك بالإستثمارات التركية في لبنان، وتركيا دولة كبيرة ومهمة ومن مجموعة الدول العشرين، ولها امكانية بإقامة إستثمارات ضخمة في لبنان، لديهم صناعات ضخمة.

اما كيف يستفيد لبنان من هذه الصناعات؟ يقول نريد ان يأتي الاتراك الى لبنان ليستثمروا في الصناعة والزراعة، تركيا صناعتها متفوقة وضخمة، وبجميع القطاعات من التكنولوجيا الى المفروشات وغيرها، واليد العاملة في لبنان ارخص من تركيا، وبالتالي ستستفيد تركيا اذا اتت لتنشط صناعتنا، ويستطيع اللبناني ايضًا ان يذهب الى تركيا لفتح محال والاستفادة من ذلك، وكذلك قطاع المصارف بمرحلة لاحقة يمكن ان يكون له سوق في تركيا، لان قطاع تركيا المصرفي ليس متطورًا كالقطاعات المصرفية الاوروبية، وكذلك السياحة يمكن ان يستفيد منها لبنان.

وردًا على سؤال بان تركيا مشهورة بسياحتها الناشطة كيف يمكن لبنان ان يستفيد من ذلك وينعكس الامر نشاطًا على سياحته؟ يجيب:" لبنان يستفيد من خلال مجىء الاتراك للسياحة في لبنان بدل الذهاب الى اوروبا، السياحة التركية تتميز باسعار مقبولة، لان السياحة العربية الموجودة في لبنان خفت خلال الحرب، واصبح السياح العرب الذين يأتون الى لبنان من المستوى المتوسط لان المستوى العالي اصبح يقصد البلدان الاوروبية خصوصًا شواطىء اسبانيا، ونتأمل بالاتراك ان يأتوا اكثر الى لبنان، لان هناك 70 مليون تركي بالاحصاءات الاخيرة، واذا قصدوا لبنان يتحسن الاقتصاد كثيرًا.

ويضيف:"لديهم مناطق مهمة في تركيا كإزمير والقوى الشرائية لديهم اكبر من لبنان لان الدخل الفردي نحو 10 آلاف دولار، ونتكلم عن دولة قادرة ماديًا، وفي لبنان اقل بكثير، ومثلا الخدمات السياحية في تركيا اي في انطاليا وبودروم ومرميس وفي اسطنبول يجب ان نتعلم منها في لبنان، ونتعلم من تجربتهم.

وهناك تسهيلات جرت منها الغاء الفيزا بين لبنان وتركيا، وكانت تحضيرًا للاتفاقيات التي جرت، ويجب القيام بشبكة اتصالات سياحية كبيرة بمعنى اذا اتى السائح الاوروبي الى البلد يمكنه بعد زيارة لبنان وضمن الرحلة الواحدة ان يذهب بعدها الى تركيا.

وردًا على سؤال كيف تؤثر حسن العلاقات السياسية بين لبنان وتركيا على اقتصاد لبنان؟ يجيب:" ان تحسن العلاقات السياسية بين لبنان واي دولة ينعكس ايجابًا على اقتصاد البلد، ولكن تحديدًا رأينا التوازي بين شكل زيارة الرئيس التركي والرئيس الايراني، وهذا يعكس واقعًا سياسيًا بالبلد، يهمنا مع الدولتين ان تتحسن العلاقات، من خلال مساعدات من الطرفين، ارى سياسيًا ان المنطقة اليوم تتجه نحو تحالف اميركي ايراني تركي، وهذا المثلث يبدو ظاهريًا ويتم التحضير له، وهذا الامر يستفيد منه لبنان على المستوى الإقتصادي، ونحن بعلاقات ممتازة مع هذا المثلث، واتصور ان الامر سينعكس نموًا في لبنان.