رواج كبير للصناعة المصرفية عبر الجوال في العالم الناشئ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في وقت تنتشر فيه أفرع البنوك والخدمات المصرفية عبر الإنترنت في كل مكان داخل الولايات المتحدة وأكثر البلدان تقدماً حول العالم، بدأ يظهر الآن نوع جديد من الصناعة المصرفية عبر الهاتف المحمول في بعض دول العالم الناشئ، التي تعتبر أقل تقدماً.
القاهرة: ففي تنزانيا، على سبيل المثال، ترسل المستشفيات أموالاً عبر رسائل نصية إلى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية، ليتمكنوا من دفع أجرة الأتوبيس الذي يقلهم كي يخضعوا لعمليات جراحية يكونوا في حاجة ماسة لإجرائها. وفي أفغانستان، تدفع الحكومة لضباط الشرطة رواتبهم عن طريق رسائل نصية لتفادي الوسطاء الفاسدين. وفي باكستان، لا تعتبر أكبر شبكة مالية هناك مؤسسة مصرفية، وإنما وحدة تتبع شركة تيلينور للاتصالات وخدمة الهواتف النقالة النرويجية العملاقة.
وفي تقرير لها ضمن هذا السياق، قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إن الصناعة المصرفية عبر الهاتف المحمول ظهرت أولاً في الفلبين عام 2001، عندما قامت اثنتين من شركات تشغيل الهواتف النقالة، هما "غلوب" و"سمارت"، بتقديم خططهما المحلية الخاصة بدفع الأموال. وفي معظم نماذج الصناعة المصرفية عبر الجوال، يقوم الشخص بإرسال المبلغ عبر رسالة نصية إلى رقم الهاتف الشخص المُستقبِل. ثم يذهب هذا الشخص إلى وكيل محلي معتمد، يكون متجر تجزئة يبيع أيضاً البطاقات المدفوعة مسبقاً للهاتف المحمول، ثم يسحب النقود.
ثم أشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه في أجزاء من أميركا اللاتينية، وقارة إفريقيا، والشرق الأوسط، والقارة الآسيوية، يحمل أكثر من 90 % من الأشخاص هاتفاً محمولاً واحداً على الأقل، وهو الرابط التكنولوجي الذي تعتمد عليه الشركات المشغلة لشبكات الهواتف النقالة، كي يكونوا بمثابة مصارف التجزئة في دول العالم الناشئ.
ومضت الصحيفة تنقل في هذا السياق عن مونغ كي وو، نائب رئيس قسم المعاملات والمدفوعات الإلكترونية في وحدة "أروانغ" اللاسلكية التابعة لشركة فرانس تليكوم، قوله :" قبل خمسة أعوام، كان هناك ضجيجاً حول الصناعة المصرفية عبر الهاتف المحمول، لكن دون أن تكون هناك أرقاماً حقيقة بالنسبة للزبائن. والآن، بدأنا نشهد زيادة كبيرة في الأعداد. وأعتقد أن القدرات التي تحظى بها تلك الصناعة قدرات هائلة، كما أنها تمضي قدماً على هذا المنوال الجيد إلى الأمام".
وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن وحدة أورانغ قامت منذ كانون الأول/ ديسمبر عام 2008 بتسجيل اشتراكات مليون شخص في خدمتها الخاصة بنقل الأموال مصرفياً عن طريق المحمول في ستة دول إفريقية، هي مالي والسنغال وساحل العاج ومدغشقر وكينيا والنيجر. وفي كينيا وتنزانيا، تتعامل الآن الشركات التابعة لشركة فودافون البريطانية مع مزيد من التحويلات البرقية الدولية أكثر من ويسترن يونيون.
وختمت النيويورك تايمز بنقلها عن تيريزا إبيرسون، التي تعمل كشريكة في شركة ميركاتوس الكائنة في بوسطن وتهتم بتقديم المشورة للمصارف والمؤسسات المالية، قولها "يستخدم حوالي 10 % من زبائن البنوك الأميركية الخدمة المصرفية عن طريق الجوال، عادةً لتحويل أموال، أو تقديم مدفوعات، أو مراقبة الحسابات المصرفية".