أكبر مركزية نقابية في المغرب في ثوب زعيم جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انطلق في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، صباح اليوم السبت، المؤتمر العاشر لأكبر مركزية نقابية في المغرب، ويتعلق الأمر بالاتحاد المغربي للعمل (الشغل).
الدار البيضاء: ينتظر أن ترتدي المركزية النقابية في المغرب ثوب زعيم جديد، هو الثاني في تاريخها، بعد وفاة المؤسس، المحجوب بن الصديق، الذي كان يتزعم هذا التنظيم النقابي منذ أن رأى النور في سنة 1956.
وكشفت مصادر مطلعة داخل النقابة، لـ "إيلاف"، أن ميلود مخاريق، عضو الأمانة الوطنية لنقابة الاتحاد المغربي للعمل، هو الأقرب إلى خلافة بن صديق، مشيرًا إلى أنه المرشح الوحيد.
وذكرت المصادر أن المؤتمر العاشر، الذي سيمتد ليومين، يمر في جو من الانضباط، مستبعدًا تسجيل أي خلافات، بعدما مرت التحضيرات في ظروف جيدة. وقرر الاتحاد تخصيص نسبة 20 % للنساء في هياكل النقابة، في أفق المناصفة، بعد سنتين.
ويشارك في المؤتمر نقابات من تونس، وموريتانيا، والأردن، وفلسطين، والجزائر، واليمن، ولبنان، وليبيا، والكويت، وسوريا، والعراق، ومصر، والسودان، والبحرين، والمدير العام لمنظمة العمل العربية، والأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات العربية، واتحاد نقابات المغرب العربي، ونقابات من فرنسا، وبلجيكا، واثنين من تركيا، والبرتغال، وإسبانيا.
وكان ميلود مخاريق هاجم، خلال ندوة صحافية أمس أول أمس الخميس، الأحزاب السياسية، التي يعتبر بأنها ساهمت في تفتيت الطبقة العاملة، بخلق أكثر من 30 نقابة، مؤكدًا أن "الاتحاد سيبقى قويًا، مدافعًا عن الطبقة العاملة، ولا تنازل، ولا مساومة عن مبادئ الاتحاد، التي هي الجماهيرية والتقدمية".
وأرجع أسباب وضعية المغرب ضمن الدول النامية إلى ما اعتبره "ممارسة ديمقراطية شكلية وصورية"، ودعا إلى "ضرورة إقرار ديمقراطية حقيقية"، موضحًا أن "الاتحاد كان وما زال يناضل من أجل إقرار الديمقراطية وتحقيق عدالة اجتماعية"، معتبرًا أن المغرب ليس بلدًا فقيرًا، بل غني بثرواته الطبيعية والمعدنية والفلاحية والبشرية".
وقال مخاريق إن "المغرب يطبعه نمو غير متكافئ، وتوزيع غير عادل للثروات، إذ تستفيد كمشة من المحظوظين بغالبية ثروات البلاد". شارك في المؤتمر التحضيري المصغر 625 مناضلاً، حسب مخاريق، يمثلون القطاعات والجهات، كما سيحضر المؤتمر ألف و300 مؤتمِر، يمثلون 820 ألف منخرط في المركزية النقابية، بميزانية بحوالي 4 ملايين درهم للمؤتمر، مع الأشغال الجارية في المقر المركزي، فضلاً عن التطوع، من خلال استغلال نقابيين سياراتهم في نقل الوفود المشاركة في المؤتمر.
وكان الراحل المحجوب بن صديق مناضلاً نقابيًا منذ بداية خمسينات القرن الماضي، وهو من مكناس (وسط)، وقام بـ "دور كبير في الحركة النقابية الشعبية والوطنية والتقدمية"، بحسب سيرته الذاتية. كما إنه كافح مع باقي الوطنيين للتصدي للاستعمار الفرنسي (1912-1956).
وكان لمحجوب بن صديق أيضًا نشاط سياسي في حزب الاستقلال (حزب الحركة الوطنية في المغرب)، ثم في الاتحاد الوطني للقوى الشعبية، الذي تحول في 1975 إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وبعد الاستقلال، عزز الاتحاد المغربي للعمل (الشغل) موقعه، وهيمن لفترة طويلة على الساحة النقابية، قبل أن يشهد انشقاقات، خصوصًا في 1960 و1978، لكنه رغم ذلك يبقى من أهم المركزيات النقابية في المملكة.ش