أوروبا تتسلح بآلية تعاون دائمة من أجل مقاومة أفضل للأزمات المالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اتفق الاوروبيون على إنشاء آلية مساعدة مالية دائمة فيما بينهم من اجل تمكين منطقة اليورو من التصدي بشكل افضل للازمات مؤكدين استعدادهم للقيام بل ما يلزم للدفاع عن المنطقة لكن دون تقديم اموال اضافية في الوقت الحالي.
بروكسل: قال قادة الدول والحكومات الاوروبية في اعلان صدر عنهم اثر اليوم الاول من قمة لهم في بروكسل، "نحن على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري لضمان استقرار منطقة اليورو". واتفق القادة بشكل ملموس، على تعديل معاهدة لشبونة بهدف السماح باقامة صندوق انقاذ دائم لمصلحة دول منطقة اليورو في حال حدوث ازمة خطيرة.
واشارت الوثيقة التي توافقوا عليها الى انه في المستقبل "اصبح مسموحا للدول الاعضاء في منطقة اليورو بانشاء آلية استقرار يتم تفعيلها في حال تبين ان ذلك ضروري لضمان استقرار اليورو في الاجمال".
وكانت المانيا تطالب بهذه الضمانة القانونية لانها تخشى في حال عدم وجودها، من اعتراض المحكمة الدستورية حيث ان المعاهدة الحالية التي تسير الاتحاد الاوروبي لا تسمح مبدئيا لاعضاء منطقة اليورو بانقاذ بلد عضو من الافلاس.
وكانت أوروبا التي اصابتها الازمة اليونانية في الربيع بالذعر، انشأت صندوق انقاذ موقت بقيمة 440 مليار يورو من ضمانات الدول ينتهي العمل به في منتصف 2013، وذلك في اطار اجراء اشمل قيمته 750 مليار يورو يشمل الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.
ولتعويض هذا الاجراء الموقت تم التوافق على اقامة الصندوق الدائم وذلك بهدف طمانة الاسواق لجهة قدرة منطقة اليورو على رد الفعل. وبعد اليونان وايرلندا تبدو اسبانيا والبرتغال وايضا بلجيكا عرضة لان تشهد بدورها ازمات مالية.
غير ان القادة الاوروبيين لم يعلنوا عن زيادة محتملة في موارد صندوق الدعم الحالي او القادم. وقال رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بشأن الصندوق الدائم "لا يزال يتعين علينا اتخاذ قرار".
واكد رئيس الوزراء البلجيكي ايف ليتيرم الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي انه في الواقع "هناك رغبة مشتركة بان يكون لدينا ما يلزم من الاموال".
اما الصندوق الحالي فانه "استخدم بشكل بسيط جدا حتى الان" وبنسبة 4 بالمئة وبالتالي "فان مشكلة رفع قدرة الصندوق على الاقراض ليست مطروحة اليوم"، بحسب رومبوي. واكد مصدر في الوفد الفرنسي الى القمة "القضية ليست مطروحة حاليا" لكن "نحن على استعداد تام لزيادة حجم الصندوق اذا كان ذلك ضروريا وبالقدر الذي يكون فيه ضروريا".
ويريد بعض القادة الاوروبيين الذهاب ابعد من خلال انشاء "سندات اوروبية" اي عمليات اقراض حكومية مشتركة للتضامن في المخاطر بين الدول ولحماية الدول الاضعف. وجرت مناقشة الموضوع الخميس من قبل القادة غير انه تم استبعاده في الوقت الحالي.
واكد رئيس الوزراء البلجيكي "انها فكرة تشق طريقها (..) وعنصر لا غنى عنه وسيرى النور" بيد ان المانيا تعارض حتى الان هذه الفكرة. والهدوء الحذر الذي يخيم حاليا على الاسواق يعود بالخصوص الى تحرك البنك المركزي الاوروبي الذي يشتري بشكل مكثف سندات البلدان الهشة في منطقة اليورو.
وللطمانة لجهة قدرته على مواجهة الوضع قرر البنك الخميس مضاعفة ميزانيته لتبلغ 10,76 مليارات يورو. واكتفى رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه المؤيد لرفع راسمال صندوق الانقاذ الموقت عند الضرورة، بالقول لدى مغادرته الاجتماع انه "بلغ رسائله" للمشاركين. من جهته اعرب المدير العام لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس-كان عن اسفه لبطء تحرك الاوروبيين. وقال "ان مشكلة أوروبا انها بطيئة جدا في اتخاذ القرار".