ثورة قروش البحر الأحمر تلغي حجوزات سياحية إلى مصر

تعد فترة أعياد الميلاد موسمًا جيدًا للسياحة في مصر عامة ومنطقة شرم الشيخ والبحرالأحمر خاصة. وبالرغم من تأكيدات المسؤولين أن الموسم السياحي لم يتأثّر بحوادث سمك القرش الأخيرة، إلا أن الشواهد تثبت أن تراجعًا ملحوظًا في الإيرادات شهدها القطاع خاصة رياضة الغوص في تلك الفترة من العام.

القاهرة: تأثرت حركة السياحة في البحر الأحمر، بعدما أصدر زهير جرانة وزير السياحة المصري قرارًا يقضي بغلق شواطئ شرم الشيخ، ومنع كل الأنشطة البحرية والغوص في شواطئ المدينة كافة، وحتى منطقة تيران، باستثناء منطقة رأس محمد، التي فتحت بالمجان أمام السياح، ومراكب الغوص الترفيهي السنوركلينج والغوص العميق دون رسوم، بعد موافقة وزارة البيئة بالتنسيق مع وزارة السياحة وغرفة الغوص خلال فترة المنع المؤقتة.

وليد علي - مدير عام في أحد فنادق شرم الشيخ - أكد لـ "إيلاف" أن هناك حجوزات قد أُلغيت في الأسبوع الماضي، بالرغم من شدة الاقبال التي تشهدها فترة أعياد الميلاد، حيث تعد من أهم الفترات التي تجذب السياح، وخاصة في منطقة شرم الشيخ، وتصل حالة الإقبال الشديد إلى ذروتها في النصف الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول. ومن أهم المعالم التي تجذب السائحين إلى شرم الشيخ هي طبيعة مياه البحر والمحميات الطبيعية والنباتات والحيوانات البحرية النادرة.

ولذا فإن حوادث هجوم القرش الأخيرة، التي تسببت أخيرًا، في مقتل سائحة ألمانية بعد الحادث الأول لها تأثير كبير على نسبة الإقبال عليها.

وفي القاهرة، استطلعت "إيلاف" آراء عدد من السائحين تجاه موقفهم بعد أنباء هجوم القرش، وما إذا أحدث لديهم الرعب والخوف لدرجة إلغاء الذهاب لشرم الشيخ، فأبدى عدد كبير منهم عدم تخوفه من ذلك، فيقول "مارك" 50 عامًا "آمل أن يكون السبب هو خطأ ارتكبه الذين تعرضوا للحادث نتيجة استخدامهم للحوم لمحاولة صيد أسماك كبيرة مثل القرش، وليس نتيجة لتغير سلوك السمكة أو اسباب أخرى، من شأنها تكرار مثل هذه الحوادث.

أما "فرنشيسكا" فلا تتخيل أنها "آتي إلى مصر بدون أن أمارس الغوص في البحر الأحمر، ولكن لا أنكر أنني لم أفعل ذلك قبل أن أضمن الأمان الكامل، وهو في الحقيقة ليس متوافرًا الآن، وخصوصًا بعد تكرار عمليات الهجوم".

من جانبه أبدى هشام جبر رئيس مجلس إدارة غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية اندهاشه تجاه الحوادث التي وقعت، لافتًا إلى أن الجهود المبذولة لعودة الأمور إلى طبيعتها تفوق التخيلات، وأن الغرفة تتواصل منذ وقوع الحادث الأول مع خبراء إنجليز لدراسة أسباب تغير سلوك أسماك القرش، وكيفية التعامل مع هذا الموقف، حتى تعود حركة الغوص إلى طبيعتها، لأنها أحد أهم معالم مدينة شرم الشيخ، ويأتي من أجلها ملايين السياح من مختلف دول العالم سنويًا.

وقد استقدمت وزارة السياحة خبراء أميركيين وأوروبيين للعمل على إنهاء المشكلة والتعامل مع أسباب ظهور القرش واقترابه من الشواطئ، وقد حذّرت غرفة سياحة الغوص السياح من ممارسة الأنشطة البحرية وعدم إطعام الأسماك باللحوم، حتى لا تجذب القرش إلى مناطق السباحة والغوص، ولكن هناك العديد من التجاوزات التي تحدث منهم، ولم يتم منعها.

جدير بالذكر أن الوزارة استقدمت فريقًا من العلماء الأميركيين، الذي يتألف من الدكتور جورج بورجيس مدير معهد التاريخ الطبيعي في ولاية فلوريدا، والدكتور رالف كولبيه، رئيس لجنة أبحاث القرش في لوس أنجلوس ومؤلف الكتاب الشهير هجمات القروش خلال القرن العشرين، والدكتورة ماري لافين عالمة القروش الشهيرة ورئيسة معهد أبحاث القروش في جامعة برنستون.

من جانب آخر، أكد مدير وكالة إيطالية عن عدم وجود أي تأثير علي الرحلات الآتية من إيطاليا المتجهة إلى شرم الشيخ، بسبب حادث مقتل السائحة الألمانية، مشددًا على أن مدينة شرم الشيخ هي الأكثر شعبية لدى السائح الإيطالي، وأنه يتوقع أنها لن تتأثر في العام الجديد.