مارك مادوف تخلص من حياته لعدم تحمله أعباء والده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جاء الإعلان عن خبر العثور على جثة مارك مادوف، ليُشكِّل فصلاً مأساوياً آخراً في قصة مادوف الذي سُجِن بعد كشف أكبر عملية إحتيال مالي في التاريخ.
القاهرة: جاء الإعلان عن خبر العثور على جثة مارك مادوف، نجل رجل الأعمال الأميركي المدان بتهم الاحتيال برنارد مادوف، ليُشكِّل فصلاً مأساوياً آخراً في قصة مادوف الذي سُجِن بعد كشف ما وُصِفت بأنها أكبر عملية احتيال مالي في التاريخ قيمتها 50 مليار دولار.
وحول الظروف الغامضة التي عُثِر فيها على مارك مشنوقاً في شقته بمدينة نيويورك، أكد مقربون منه على أن أعباء الحياة التي ألقيت على كاهله باعتباره ابناً لمادوف، كاستمرار نظر الناس إليه بأعين الشك، ومواجهته باتهامات قاسية في العديد من الدعاوى القضائية، وابتعاده عن عالم وول ستريت، كلها كانت ظروف تعذر عليه أن يتحملها، رغم ما كان يبديه من تماسك ورغبة حقيقية في بناء كيان جديد، بالإضافة إلى إقباله على الحياة، من خلال تحدثه الدائم والمنتظم مع أصدقائه المقربين، وقضاؤه الوقت مع زوجته وأبنائه الأربعة، حتى آخر يوم في عمره.
وفي هذا السياق، نقلت اليوم الجمعة صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن أحد الأشخاص الذين ظلوا قريبين منه منذ نعومة أظافرهما، قوله :" لقد أثَّرت عليه الضغوط التي تعرض إليها في آخر عامين بشكل كبير. وقد شعر بغضب شديد لما سببه له والده - وللجميع. وبدا أن مشاعر الغضب التي هيمنت عليه كانت تغذي نفسها بنفسها".
وتابع هذا الشخص، الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته، بقوله إن العبء بدأ يخف بصورة تدريجية مع بدء تراجع الاهتمام الشعبي الحاد بقضية والده. وأضاف " لكن سلسلة الدعاوى القضائية التي رفعها الأسبوع الماضي الوصي على أموال مادوف اشتملت على قضية مزعجة ضد أبنائه وقضايا ضد كثير من الناس الأصغر في المكانة، حيث كان يعرف كثيرون منهم، وبعضهم كانوا أقربائه. وهي التطورات التي تسببت في إعادة فتح الجروح. ولابد أن ذلك كله كان أكثر مما بوسعه أن يتحمله".
وفي الإطار عينه، قالت مجموعة من الأصدقاء إن مارك، 46 عاماً، قد ورد اسمه أيضاً في تسع دعاوى قضائية على الأقل كان الهدف منها استرداد ملايين الدولارات تعويضاً عن الأضرار وكذلك لتعكير سمعته المهنية. كما أشار محاموه إلى أنه كان يشعر بانزعاج كلما كان يقرأ مقالات صحافية تصوره بشكل متكرر، وعلى نحو كاذب، بأنه يخضع لتحقيق جنائي بسبب الدور الذي قام به في جريمة والده الملحمية.
وأضاف ذلك الشخص الذي تربى مع مارك منذ الطفولة أن أكثر ما كان يثير إحباطه هو أنه لم يكن بوسعه، شأنه شأن غيره من الأشخاص الذين يعرفونه، أن يدافع عن نفسه على الملأ. كما لم يتجرأ أحد من العاملين في القطاع المالي، الذي لم يسبق لمارك أن عمل في قطاع غيره، أن عرض عليه فرصة عمل كي يبدأ من جديد. وعرف كذلك كيف أن سمعته قد أصبحت مشوهة، لدرجة أن زوجته، ستيفاني، قد تقدمت بطلب إلى المحكمة هذا العام لتغيير الاسم الأخير لها ولطفليها إلى "مورغان".
ومضت الصحيفة تقول بعد ذلك إن مارك عانى بشكل واضح في السنة التي تلت اعتقال والده. وأشارت إلى أن الأضواء غير المرغوب فيها قد عادت إلى أسرة مادوف مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لإلقاء القبض على والده. فطبقاً لما ذكره عدد كبير من الأصدقاء، فإن مارك قد أبدا غضبه وإحباطه من التغطية الإعلامية، خصوصاً من المقالات التي اطلع عليها عشية وفاته، والتي كانت تشير إلى أن النيابة العامة تواصل التحقيق معه ومع شقيقه. وهو الأمر الذي نفاه محاميو مارك وشقيه أندرو.
هذا وقد قامت الشرطة بتجميع آخر الرسائل التي بعث بها مارك مادوف، بعد أن تحفظت على حاسوبه الشخصي وكذلك هاتفه المحمول، رغم أن محاميه احتجوا على ذلك على وجه السرعة، حيث عادت تلك الأجهزة إلى أسرته هذا الأسبوع. واستناداً إلى ما ذكرته الشرطة، فإن مارك بعث في حوالي الساعة الرابعة صباحاً يوم السبت برسالتين بريديتين إلى زوجته، ستيفاني، التي كانت قد اصطحبت ابنتهما، 4 أعوام، لزيارة ملاهي ديزني لاند في فلوريدا يوم الأربعاء الموافق الثامن من الشهر الجاري، تاركةً ابنهما، نيكولاس الذي يبلغ من العمر عامين، في رعاية زوجها.
وقال مارك في إحدى هاتين الرسالتين :" الرجاء إرسال أحد الأشخاص لرعاية نيك". وقال في الرسالة الأخرى :" أحبك ". كما كتب رسالة ثالثة إلى محاميه، مارتن فلومينبوم، قال فيها :" لا أحد يريد أن يصدق الحقيقة. أرجوك أن تعتني بأسرتي".