اقتصاد

تجارة عيد الميلاد ترفد اقتصاد لبنان ولا تقلّل رمزيته

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يتحول سوق عيد الميلاد وهداياه إلى مهرجان يوسع حجم الأسواق وينعشها أكثر لجهة تبادل الهدايا الذي بات متعارفًا عليه في مختلف أنحاء العالم، والبارز في لبنان رواج ألعاب التكنولوجيا للأطفال على حساب الألعاب العادية. "إيلاف" تضيء" في هذا التقرير على العيد من جوانب اقتصادية.

بيروت: بدأت سوق عيد الميلاد منذ الآن وهي مستمرة حتى عيد رأس السنة. أما بالنسبة إلى إقتصاد لبنان، فإن سوق الميلاد أساسية، لأن الناتج اليومي في البلاد في حدود الـ100 مليون دولار تقريبًا، ولذلك فالحركة تتضاعف في هذه الفترة، وعلى الأقل الإنتاج اليومي في لبنان يكون ضعف معدله في هذه الفترة، والسوق تتعزز وتتوسع.

السياسة تحاصر المبيعات
ويوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" أن فترة الأعياد الحالية يتسوّق فيها الجميع، لكنه في الوقت عينه يشير إلى أن الوضع السياسي في البلد يؤدي إلى عدم الطمأنينة، لذلك تخف نسبة الشراء، مع وجود حكومة لا تعمل، وقرارات لا تتخذ، وبالتالي فهناك جو سلبي قليلاً من هذه الناحية، ولو كان الجو مستقرًا وإيجابيًا لكانت نسبة صرف الأموال في عيد الميلاد أكبر، اليوم". ويرى حبيقة أن اللبناني سوف يصرف، ولكن ليس كما لو كان الجو السياسي هادئًا".

إلى ذلك، يؤكد الخبير حبيقة أن "هذا العام سيكون أسبوعا الميلاد ورأس السنة بالأهمية الكبيرة على الاقتصاد اللبناني، ولن يستطيعا أن يسددا ضعف العام بكامله، لكنهما يحسّنان الوضع، والأمر مرتبط أيضًا بالسيّاح والمغتربين الذين سيزورون لبنان خلال هذه الفترة، لأن من سيأتي من الخليج وبلاد الاغتراب سيساهم في تعزيز القوة الشرائية. واللبنانيون الذين يأتون من أوروبا وأميركا لتمضية الأعياد مع الأهل في البلاد... كلهم يشكّلون دعمًا لتعزيز الاقتصاد من خلال تبضعهم في الأسواق، علمًا أن الجو العام في البلد رغم ذلك لا يسمح كثيرًا بالتسوق، ما يشكل نوعًا من فرملة للشراء في الأسواق والإنفاق.

لم يفقد عيد الميلاد رمزيته الدينية بحسب حبيقة الذي يلفت إلى أنه "منذ زمن بعيد تزدهر القوة الشرائية فيه، وتبقى قيمته الدينية رغم انتعاش الاقتصاد فيه من خلال جو الفرح الذي يضفيه تبادل الهدايا"، معتبرًا أن تدَّخُل الأمور التجارية فيه تكمله، ولا تنتقص من معناه الديني، ومتسائلاً "ما نفع الأعياد من دون صرف الأموال؟".

وأوضح أن الأموال تصرف خصوصًا على القطاعات المرتبطة بهدايا الأولاد من ألعاب وثياب، واللافت في الآونة الأخيرة دخول قطاع التكنولوجيا في هدايا الأطفال، في حين يذكّر حبيقة بأنه في الماضي "كنا نهدي الطفل ألعابًا عادية. أما اليوم فهو يطلب هدايا تكنولوجية عديدة، وهذه أمور غير صحية لأنها جعلت الطفل يكبر بسرعة، ولا يعيش طفولته.

المغتربون يدعمون العيد
انتعشت أسواق لبنان بالزائرين المغتربين هذا العام، ما جعل المتسوقين رغم ازدهار السوق يتذمّرون من أزمة السير الخانقة، ويطلبون حلولاً جذرية لهذا الموضوع.

جورج أب لولدين يقول إنه يقوم بدور "بابا نويل" قبل أسبوعين من العيد، وهو يأتي بالألعاب والثياب لولديه، الأمر الذي يجعل لعيد الميلاد رمزيته الخاصة في تبادل الهدايا، ولكن أيضًا هذا العيد يجعل "الجيوب" فارغة من الأموال، خصوصًا أن المرتب الشهري لا يكاد يكفي في الأيام العادية، هذا إن لم نتحدث عمّا يتطلبه هذا العيد من حاجيات طعام وزينة عدا هدايا الأولاد.

الهدايا تلهي عن الطقوس
لسامية رأي مختلف، هو أن عيد الميلاد بدأ يفقد رمزيته، ويصبح تجاريًا بامتياز، "فبدل أن يكون مناسبة دينية تذكّر بمولد السيد المسيح.. ينشغل الناس في تأمين الهدايا ومستلزمات العيد، وينسون ما يجب القيام به من صلاة وطقوس دينية أخرى"، وتضيف "إن هذا العيد يشكل قوة اقتصادية كبيرة للتجار، وبعضهم يستغل الوضع لرفع الأسعار أكثر".

من جهته، يؤكد رواد بائع ألعاب تكنولوجية للأطفال أنه في السنوات القليلة الماضية ارتفعت المبيعات أكثر في عيد الميلاد مع متطلبات الأطفال الذين باتوا يهملون الألعاب العادية، ويطلبون ألعابًا تكنولوجية متطورة، وهو كتاجر ينتظر فترة العيد لسد ثغرات العام، حيث يكون الإقبال خفيفًا، وذلك طبقًا للحالة الأمنية والسياسية في البلد، آملاً أن يتحسن الوضع السياسي في لبنان حتى يتمكن التجار من بيع كل بضائعهم والاستفادة من فترة عيد الميلاد ورأس السنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف