المهاجرون الأفارقة في إسرائيل ما بين مطرقة المجتمع وسندان حكومته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول المسؤولون الإسرائيليون إن إسرائيل تمثل اقتصاد "العالم الأول" الوحيد الذي يمكن الوصول إليه على الأقدام من "العالم الثالث"، فالمرء يستطيع أن يمشي مباشرة من أفريقيا إلى تل أبيب. وهذا ما فعله بالضبط عشرات الألوف وإذا لم يقم البلد بشيء ما تجاه هذه الظاهرة فإن الكثيرين سيأتون إلى إسرائيل حسب تحذير المسؤولين.
تنمو الجيوب الكبيرة من الجاليات الأجنبية بطرائق مختلفة داخل إسرائيل، فهناك العمال الأجانب مثل الفيليبيين الذين يقومون بالعناية بالصغار وهؤلاء يأتون بشكل شرعي لكنهم يطيلون بقاءهم وراء الفترة المسموح لهم بالبقاء فيها داخل إسرائيل ليستقروا فيها.
أما الأفارقة فمعظمهم يقوم بالعكس، فهم يتسللون عبر حدود مصر المفتوحة ثم يطلبون اللجوء في اسرائيل. وهناك ما يقرب من 15 ألف أفريقي دخل إلى إسرائيل هذا العام ويأمل بالحصول على اللجوء، وهذا العدد ضعف عدد من جاءوا في العام الماضي.
وتسعى الحكومة إلى إيقاف هذا المد فبدأت أولا بوضع سياج طوله 150 ميلا على امتداد الحدود مع مصر. سيكلف إنجاز السياج 370 مليون دولار لكن الحكومة تخشى من أن عدم اتخاذ قرار يخص الهجرة سيكلف غاليا، فهناك الخوف من تأثير الهجرة على السياسة والدين والكثافة السكانية والدبلوماسية والأقتصاد وكل هذه العوامل شلت الحكومة لاتخاذ قرار شامل يخص الهجرة إلى إسرائيل.
من بين 4000 شخص طلبوا اللجوء السنة الماضية كان هناك شخصان تنطبق عليهما مواصفات اللجوء حسبما قال يوسي الدستاين الذي يرأس وحدة خاصة بالهجرة لمراسل صحيفة لوس انجليس تايمز. وقالت السلطات الإسرائيلية إن معظم طالبي اللجوء هم مدعون استخدموا هويات آخرين للتأهل كطالبي لجوء. وقال الدستاين إن ذلك "إلهاء للإمكانيات الحكومية من مساعدة الناس الذين هم حقا في حاجة للحماية".
من جانبها بدأت الحكومة الإسرائيلية بمنع اصحاب العمل من منح طالبي اللجوء عملا. فبعض البلديات منعت تشغيلهم مهددة بطردهم. كذلك راح بعض الإسرائيليين يشتكون من أن طالبي اللجوء يأخذون أعمالا ومساكن مخصصة للمواطنين، في حين قال آخرون إنهم ينشرون الجريمة والأمراض.
وفي يافطة كبيرة رفعتها مظاهرة شعبية خرجت قبل أيام قليلة في جنوب تل أبيب: "هذه ليست عنصرية إنها البقاء". واشتكى السكان المحليون من أنهم أصبحوا يخشون السماح لأطفالهم بالخروج إلى الشوارع عند حلول الظلام. في الوقت نفسه ركب بعض السياسيين الموجة للاستفادة من أجندات التطرف القومي.
ويقترب المناخ العام إلى حالة من الفزع الذي ينمي العنف والخوف من الأجانب. وبالكاد تمكن عدد من الرجال أن ينجوا بحياتهم حين اشعلت الشقة التي كانوا يسكنون فيها. كذلك تعرض عدد من الأطفال الإسرائيليين الذين تعود أصول آبائهم إلى أفريقيا إلى الضرب عند عودتهم إلى بيوتهم بعد نشاط لهم خاص بالكشافة.
من جانبه قال بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي إن "على المواطنين ألا يطبقوا القانون بأنفسهم". وطرح نتنياهو سلسلة من الخطوات التي اتخذتها حكومته لإيقاف التدفق الكبير من المهاجرين غير الشرعيين بما فيها إعادتهم إلى أوطانهم. وفي الأسبوع الماض أعادت إسرائيل عددا من السودانيين في طائرة مملوءة بهم إلى وطنهم عبر بلد ثالث لم يكشف عن اسمه.