مستويات إنتاج النفط في البصرة تضاهي السعودية وروسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعلن مسؤولون عراقيون أن مدينة البصرة العراقية ستحقق خلال السنوات الستة المقبلة طفرات كبيرة في مجال انتاج النفط الخام بالاستعانة بكبريات الشركات النفطية العالمية مما يجعل منها منافسة قوية لبلدان متقدمة في مجال انتاج وتصدير النفط الخام وخاصة المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية لمدة تزيد على 20 عاما مقبلة.
وتعد مدينة البصرة من اغنى مدن العراق بالنفط وتقع شمال الخليج وتبعد نحو 550 كلم جنوب بغداد ويقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة وسط أوضاع اقتصادية صعبة للغاية رغم انها تعد المورد الاساسي لميزانية العراق بفضل إنتاج وتصدير النفط الخام.
وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني لوكالة الانباء الالمانية "د.ب.أ" :"مدينة البصرة ستكون خلال السنوات الستة المقبلة اكبر مدينة عراقية منتجة ومصدرة للنفط الخام وستصل معدلات الانتاج فيها لنحو 10 ملايين برميل في اليوم وهو رقم كبير يضاهي انتاج دول كبرى في مجال انتاج النفط الخام مثل السعودية وروسيا".
وأضاف "النفط في مدينة البصرة سيتحول الى رحمة للبناء والاعمار وتحسين الوضع المعاشي والاقتصادي بعد ان كان لاكثر من 30 عاما نقمة بيد نظام صدام حسين الذي حول واردات انتاج النفط لتسيير عجلته العسكرية ومحاربة دول الجوار وليس للبناء والاعمار".
وذكر "نتطلع لمستقبل زاهر لاهالي العراق معتمدين على صيغ عقود خدمة رصينة للوصول الى انتاج 12 مليون برميل في اليوم في غضون ست سنوات".
وكانت وزارة النفط ابرمت عقودا لاستثمار 10 حقول نفطية موزعة على عدد من المدن العراقية مع شركات من جنسيات مختلفة بينها شركات عملاقة مثل "إكسون موبيل" الامريكية و"لوك اويل" الروسية و"توتال" الفرنسية و"شل" العلمية و"بي بي" البريطانية و"بتروناس" الماليزية و"جابكس" اليابانية و"إيني" الايطالية و"سي ان بي سي" الصينية و"جاز بروم" الروسية و"شتات اويل" النرويجية و"سنن كول" الانغولية و"كوجاز" الكورية الجنوبية لاستثمار حقول الزبير والرميلة وغربي القرنة بشقيه الاول والثاني والحلفاية والغراف ومجنون وبدرة والقيارة ونجمة في اطار جولتي التراخيص التي عقدت منتصف العام الماضي والثانية في كانون أول/ديسمبر الماضي بمشاركة اكثر من 60 شركة عالمية وفق تراخيص عقود الخدمة لمدة تصل الى 20 عاما.
وأوضح الشهرستاني أن "العراق سيرفع انتاجه من النفط الخام في اطار هذه التعاقدات مجتمعة خلال ستة اعوام الى اكثر من 12 مليون برميل في اليوم ، عشرة ملايين منها فقط من مدينة البصرة التي تضم حقول عملاقة مثل حقل الزبير والرميلة وغربي القرنة المرحلة المرحلة الاولى وغربي القرنة المرحلة الثانية ومجنون وحقول اخرى".
وذكر "العراق لن ينفق أي مبلغ في هذه الاستثمارات الكبيرة التي تتجاوز قيمتها مئة مليار دولار وتحقق للعراق ايرادات مالية تصل الى 200 مليار دولار سنويا فضلا عن توفير فرص مئات الاف للمهندسين والعمال والفنيين".
وقال الشهرستاني :"هناك بنود في العقود المبرمة مع الشركات الاجنبية تلزم بتوفير فرص عمل محلية بنسبة 85 بالمائة من اجمالي عدد العمالة في كل حقل".
ويتطلع العراق الى تخطي سنوات الحرمان والاستفادة من قدراته النفطية الهائلة حيث تبلغ احتياطياته المعلنة من النفط الخام اكثر من 115 مليار برميل واخرى في طور الاستكشاف تقدر بنحو 214 مليار دولار وهي ارقام مذهلة تجعل من العراق في طليعة دول العام في انتاج النفط الخام .
وتبلغ معدلات انتاج لنفط الخام الحالية في العراق 5ر2 مليون برميل في اليوم غالبيتها من حقول البصرة منها مليوني برميل لاغراض التصدير و 500 ألف لتجهيز مصافي التكرير العراقية لانتاج المحروقات لسد الطلب الداخلي.
وقال شلتاغ عبود المياح محافظ البصرة لـ"د.ب.أ" :"أعتقد ان مدينة البصرة ستتحول الى ورشة عمل عملاقة في غضون السنوات القليلة المقبلة بعد دخول كبريات الشركات النفطية وخاصة اكسون موبيل الامريكية وشل العالمية ومجموعة ايني الايطالية ولوك اويل الروسية وشتات اويل النرويجية وبتروناس الماليزية وتوتال الفرنسية بي بي البريطانية وسي ان بي سي الصينية لتطوير الحقول العملاقة في البصرة".
واضاف :"تم توفير كل التدابير الامنية لاتاحة المجال امام الشركات للعمل بحرية في بيئة امنة في جميع المستويات الامنية والسياسية من اجل النهوض في المدينة التي تضررت كثيرا خلال الحقب الماضية".
وقال "لا خشية على الشركات العاملة وستكون البصرة المدينة النموذجية في استقطاب الشركات النفطية الكبرى في العالم".
واضاف المياح :"نحن سعداء بمستويات الانتاج التي ستصلها حقول مدينة البصرة مما يجعل منها مدينة شهيرة ومركز استقطاب اقتصادي فضلا عن انها ستستقطب فرص عمل كبيرة جدا وربما سنستعين بأيدي عاملة اجنبية لسد النقص في المدينة نظر لاتساع مجال فرص العمل".
وتشير احصائيات لوزارة النفط العراقية ان هذه لاستثمارات ستوفر اكثر من مئة الف فرصة عمل للمهندسين والفنيين والعمال لسد ازمة البطالة التي يعاني منها العراق.
وقال جبار لعيبي مستشار وزير النفط العراقي لـ"د.ب.أ" :"العقود التي ابرمها العراق مع الشركات الاجنبية مهمة جدا لانها سترفع انتاج النفط الى ارقام مهمة".
واضاف"ان حقل غربي القرنة مثلا حقل عملاق يمتد على مسافة 30 كيلو مترا وبعرض سبعة كيلومترات على جنوب وشمال نهر الفرات واكتشف في سبعينات القرن الماضي بقدرات عراقية وعملت بعض الوقت شركات روسية لكنها انسحبت بعد الحرب العراقية الايرانية عام 1980-1988 ".
ويبدو أن الارقام الجديدة التى اعلنها العراق لرفع سقف انتاج النفط الخام خلال السنوات الستة المقبلة الى اكثر من 12 مليون برميل في اليوم ستشكل مصدر قلق للكثير من الدول النفطية المتسيدة على السوق النفطية لسنوات طويلة مما يتطلب اعادة النظر في أسقف الحصص النفطية في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" لاستيعاب الزيادة العراقية المرتقبة دون الاضرار بالاخرين.