اقتصاد

ركود السياحة يفاقم مشاكل اليمن الاقتصادية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كوكبان (اليمن): كانت قرية كوكبان اليمنية العالقة بربوة صخرية تعج بالسياح في السابق تجتذبهم إليها مناظرها الجبلية ومنازلها الحجرية التي تعود إلى قرون وأزقتها الضيقة. ويخيم الآن هدوء غريب على هذه القرية الواقعة على ارتفاع 2800 متر فوق سطح البحر. ولم تعد أفواج الزائرين تصل إليها بالحافلات من العاصمة صنعاء على بعد 35 كيلومتراً.

وبهتت اللافتات المعلقة على بيوت الضيافة والمطاعم المغلقة منذ زمن طويل. وفي الشارع يلعب صبية القرية خارج أحد الفنادق المهجورة.

وكان اليمن يتطلع إلى السياحة كمصدر دخل بديل للدخل النفطي الآخذ في التناقص الذي تراجع إلى ملياري دولار في العام الماضي نزولاً من 4.4 مليار دولار في عام 2008. لكن الهجمات التي يشنها متشددون من تنظيم القاعدة وعمليات الخطف والاضطرابات الشديدة تبعد الكثير من السياح الأجانب عن البلاد.

وقال أبو طالب وهو وكيل سفر في صنعاء إن "قطاع السياحة يواجه مشكلة ضخمة. تراجعت الحجوزات من أوروبا بنسبة 90 % "مضيفاً "يفترض أن يكون موسم الذروة في الوقت الحالي. ما زال بعض الناس يأتون ولكن على مسؤوليتهم الخاصة".

وكان رجال القبائل اليمنيون يخطفون الأجانب مراراً في السابق في محاولة لإجبار الحكومة على تقديم منافع محلية، وعادة ما يفرجون عن ضحاياهم سالمين. ولكن عودة تشدد القاعدة يبعد الجميع، باستثناء من يتحلون بأقصى قدر من الجرأة. وأعلنت الحكومة "حرباً مفتوحة" على المتشددين، بعد إعلان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن المسؤولية عن هجوم فاشل على طائرة ركاب أميركية في 25 ديسمبر/ كانون الأول.

ولكن سيطرة الحكومة ضعيفة في الكثير من أنحاء اليمن. ويمكن للسياح الذين يجازفون بالحضور إلى هنا استكشاف مدينة صنعاء القديمة المثيرة للإعجاب وميناء عدن الجنوبي الهادئ أو جزيرة سقطرى النائية، لكن ليس بإمكانهم استكشاف شيء يذكر باستثناء ذلك. ويحتاج الأجانب تصاريح من الشرطة للسفر خارج صنعاء، وهو إجراء تقول السلطات إنه يهدف إلى حمايتهم.

والطريق بين صنعاء وعدن الحافل بالمناظر الطبيبعة الخلابة عبر مدينة تعز الجبلية محفوف بالمخاطر بسبب الاضطرابات الانفصالية في الجنوب. أما مدينة صعدة الشمالية التي تشتهر بالبلدة القديمة فيها فهي منطقة حرب تخوض فيها القوات الحكومية قتالاً مع المتمردين الحوثيين.

وفي حضرموت جنوب شرق البلاد، حيث توجد أبراج شبام التي تعود الى القرن السادس عشر، وتوصف بأنها مانهاتن "الصحراء" فهي أيضاً منطقة ممنوع الدخول اليها. وهذا هو الحال أيضاً بالنسبة إلى مأرب في الشرق عاصمة مملكة سبأ قبل ظهور الإسلام والتي ينعدم فيها حكم القانون.

وقال مطير الثوار، وهو صاحب متجر في مدينة صنعاء القديمة يبيع الخناجر التقليدية التي يستخدمها رجال القبائل اليمنيون "لا أحد يأتي بسبب كل هذه المشاكل". ويمثل الركود في قطاع السياحة أخباراً سيئة إضافية للدولة الفقيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، يعيش أكثر من 40 % منهم بأقل من دولارين يومياً.

وأقر وزير السياحة نبيل الفقيه في مقابلة أُجريت معه أخيراً بأن عدد السياح الأوروبيين بدأ الانخفاض، مشيراً إلى أن اليمن سيسعى إلى اجتذاب مزيد من الزوار من الخليج العربي وغيره من مناطق الشرق الأوسط للتعويض.

لكن دبلوماسيين يقولون إن خطط اليمن التي ترد تقارير بشأنها لاجتذاب مليون زائر سنوياً بحلول عام 2010، و 1.5 مليون بحلول عام 2015 محكوم عليها بالفشل على ما يبدو.

وتشمل الإحصائيات الرسمية كل من لديه تأشيرة سياحية، بما في ذلك رجال الأعمال والمتعاقدون في مجال النفط واليمنيون الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، إضافة إلى السياح الحقيقيين الذين يأتون لقضاء العطلات. ويقول محللون محليون إن السياحة لم تسهم قط بأكثر من 2 أو 3 % من الناتج المحلي الإجمالي أي أقل بكثير من نسبة 6.5 المستهدفة المذكورة على وزارة السياحة على شبكة الانترنت.

ولا تزال بعض الجهات المانحة تمول مشروعات لتطوير السياحة، لكن مسؤولين يقولون في أحاديثهم الخاصة إن أفضل آمالهم تتمثل في إقناع المغتربين اليمنيين بقضاء العطلة الصيفية في بلادهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف