السياسة تلعب دوراً في مشاكل تويوتا ولا حروب تجارية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو، واشنطن - وكالات: يبدو أن السياسة الأميركية تلعب دوراً في رد فعل واشنطن العنيف على المشاكل المتعلقة بالسلامة التي أضرت بسمعة تويوتا، لكن أحدا لا يتوقع تكراراً للحروب التجارية المريرة التي وترت العلاقات التجارية بين البلدين، وأدت إلى اهتزاز عملتيهما قبل عقود عدة.
ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى أنه على الرغم من أن تويوتا موتور كورب قد تعد هدفاً سهلاً، لكونها أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم، إلا أن الشركات اليابانية بوجه عام لم يعد ينظر إليها باعتبارها ذلك المنافس القوي، الذي هزّ الثقة الأميركية يوماً.
وقال تاكوجي أوكوبو كبير الخبراء الاقتصاديين لدى سوسيتيه جنرال سيكيوريتيز في طوكيو "إنه مزاج أميركي للحماية التجارية موجه بالأساس ضد الشركات الأجنبية". وأضاف "لكنه يختلف عن الثمانينات أو الفترة الرئاسية الأولى (للرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون، عندما كانت هناك صراعات تجارية، وكانت أسعار الصرف تتحرك وفقاً للأوضاع السياسية. فحتى الآن، تقتصر المشكلة على تويوتا". معتقداً أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة ما زال هو الصين وسعر الصرف الصيني".
وتفاقمت مشاكل تويوتا اليوم الثلاثاء، عندما استدعت طرازها الرائد بريوس وسيارات هجين أخرى من أنحاء العالم كافة لوجود عيب في المكابح، وذلك قبل يوم فقط من شهادة مقررة لتنفيذي كبير في الشركة أمام الكونغرس في جلسة للجنة المراقبة التابعة لمجلس النواب في واشنطن.
أميركا تتهم تويوتا بالبطء في حل مشاكلها
واتهمت السلطات الأميركية المعنية بالسلامة وأعضاء من الإدارة الأميركية تويوتا بالبطء الشديد في التعامل مع المشاكل المتعلقة بدواسات السرعة، التي لا يمكن السيطرة عليها، والتي يزعم أنها تسببت في مقتل ما يصل إلى 19 شخصاً في الولايات المتحدة خلال العقد المنصرم.
وصرح وزير النقل الياباني سيجي مايهارا بأنه سيجتمع بالسفير الأميركي جون روس يوم الأربعاء، للتأكيد مجدداً على قوة العلاقات. وأوضح للصحافيين أنّ "استدعاء المنتجات المعيبة أمر مهم، لكن كل دولة تحتاج بحث كيفية الحيلولة دون أن يتحول ذلك إلى مشكلة دبلوماسية"، مضيفاً أن رد فعل الولايات المتحدة كان "محسوباً للغاية". وليس هناك من يزعم وجود مؤامرة أميركية للإطاحة بتويوتا.
لكن الكثيرين في اليابان يرون أكثر من مجرد تلميح لوجود تأثير لعوامل داخلية أميركية، بدءاً من إفلاس شركتي جنرال موتورز وكرايسلر العام الماضي، واتهامات بأن القواعد التنظيمية للبنوك المتساهلة هي التي أدت للأزمة العالمية إلى الموقف الصعب الذي وقع فيه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل الانتخابات النصفية في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال كازو أكاتسوكا، الذي يعمل في أحد مصانع السيارة بريوس الهجين في مدينة تويوتا وسط اليابان، "بالطبع تويوتا لديها بعض المشاكل، لكنني أشعر كما لو أنه يتم التركيز عليها". وأضاف أكاتسوكا، الذي يعمل لدى تويوتا منذ 35 عاماً، "في الولايات المتحدة، تهاوت شركات لتصنيع السيارات، وأشعر أن البعض ربما يستغلون ذلك كفرصة. ربما لا يمكنني أن أسميها عملاً كيدياً، ولكن ثمة شيء ما".
وانتقدت وسائل الإعلام اليابانية والمحللون اليابانيون أسلوب تويوتا في التعامل مع مشاكل الجودة، لكنهم أشاروا إلى علامات على اتخاذ الولايات المتحدة بعض إجراءات الحماية التجارية، التي يخشى البعض أنها قد تزيد التوتر في العلاقات بين البلدين اللذين يختلفان بالفعل بشأن قاعدة جوية أميركية في جزيرة أوكيناوا اليابانية. وتمتلك الحكومة الأميركية الآن 60 % من جنرال موتورز، ونحو 10 % من كرايسلر.
وزادت التصريحات الصارمة لوزير النقل الأميركي راي لحود الأسبوع الماضي، التي تعهد خلالها باتخاذ موقف حازم من تويوتا، من التكهنات بأن السلطات التنظيمية في الولايات المتحدة تحاول تجنب اللوم بأنها مسؤولة أيضاً عن المشكلة. ويحذّر محللون من المبالغة في افتراضات وجود حملة على تويوتا ذات دوافع سياسية.
فيرى مايكل أوسلين من معهد أميركان أنتربرايز في واشنطن أن "تصريحات وزير النقل لحود غير الملائمة أشاعت جواً من الخصومة السياسية، سيستمر لبعض الوقت. لكن ليس ثمة دليل على أن الحكومة الأميركية ستتهور لدرجة محاولة إلحاق الضرر بتويوتا على المستوى الدولي لمصلحة شركة تصنيع السيارات التي تمتلكها الآن - جنرال موتورز".
وسبب خلل ضخم في ميزان تجارة السيارات بين الولايات المتحدة واليابان إزعاجاً في الولايات المتحدة لفترة طويلة، واجتذب مزيداً من الانتباه في الآونة الأخيرة. لكن البعض يتوقع عودة للاحتكاكات، التي حدثت في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي، عندما دفع الفائض التجاري الضخم لتويوتا مسؤولين أميركيين للدعوة إلى رفع قيمة الين.
ولا يتوقع أحد أن تقوم الحكومة الأميركية بحملة ضد اليابان من النوع الذي يرمز إليه بتحطيم بعض أعضاء الكونغرس جهاز تسجيل توشيبا، في مقر الكونغرس عام 1987. كما إن العدد الضخم من العاملين لدى تويوتا في أميركا قد يخفف من حدة الأمر.
وبحسب براد جلوسرمان، مدير الأبحاث لدى باسيفيك فورم سي.اس.اي.اس فـ"لن يتحول الأمر إلى مشاهد تحطيم سيارة تويوتا بريوس بالمطارق في الكابيتول هيل".
وزير النقل الياباني ينتقد بطء السحب
إلى ذلك، انتقد وزير النقل الياباني سيجي مايهارا اليوم بطء مجموعة تويوتا في سحب الآلاف من السيارات المصابة بخلل تقني.
وفي حديث مع الصحافيين، قال الوزير الياباني لرئيس مجموعة تويوتا آكيو تويودا "كنت أتمنى منكم أن تكونوا إلى جانب السائقين، وكنت أتمنى اتخاذ إجراءات أسرع من جانبكم، بدلاً من القول ببساطة إنه لا مشكلة تقنية كبيرة".
وكانت مجموعة تويوتا أعلنت أنها ستسحب حوالي 400 ألف سيارة هجينة من حول العالم، تشكل سيارات النموذج الأحدث من طراز "بريوس" القسم الأكبر منها، وذلك بسبب مشاكل في نظام الفرملة. وأوضحت تويوتا في بيان أن النماذج المعنية بهذا القرار هي "بريوس" و"ساي" ولكزس اتش 250 اتش" و"بريوس بي اتش في"، وهو نموذج بريوس الأكثر انتشاراً من سواه، ويمكن شحن بطاريته من أي قابس كهربائي.
وذكر الوزير في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب اجتماعه مع رئيس مجموعة تويوتا "قلت لرئيس تويوتا إن المجموعة قد تكون استخفت في البدء بمشكلة الفرامل، من دون أخذ وجهة نظر الزبائنفي الاعتبار. وهذا على الأرجح ما جعلها لا تتصرف بسرعة. وطلبت منه ألا يتكرر ذلك مجدداً". وأضاف الوزير "إن سحب (السيارات) لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه أمر سيئ لدى الرأي العام، على العكس، هو يدل على مسؤولية المؤسسة المعنية".
وطلب من رئيس مجموعة تويوتا أن "يشرح الموضوع بشكل صريح" أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة. وأشار إلى وجوب معالجة هذا الملف بهدوء بين بلاده والولايات المتحدة، وأعلن أنه سيلتقي السفير الأميركي في طوكيو جون روس الأربعاء.
إضافة طراز بريوس الجديد للقائمة.. وموديز تدرس تخفيض التصنيف
وكانت تويوتا أنهت تكهنات استمرت أياما اليوم الثلاثاء بتأكيدها أنها ستستدعي أكثر من 400 ألف سيارة من طراز هجين، منها بريوس لإصلاح مشكلة في المكابح. وأكدت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أنها تدرس خفض تصنيفها لتويوتا، وهو "AA1، مشيرة إلى أن الشركة تواجه حالة من عدم التيقن تتعلق بالتشغيل، وبوضعها المالي في العام المقبل، وربما لفترة تمتد لأبعد من ذلك.
التعويضات هاجس يواجه الشركة
وتواجه تويوتا كذلك مطالبات محتملة بتعويضات بسبب مجموعة من الحوادث المرتبطة بدواسات السرعة المعيبة في الطرز التي استدعتها في وقت سابق، والتي ألقي اللوم عليها في مقتل 19 شخصاً وإصابة آخرين في الولايات المتحدة على مدى عشرة أعوام. وقال أكيو تويودا رئيس تويوتا، بعد تعرضه للتوبيخ من جانب سلطات السلامة وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحركه البطيء بشأن هذه الاستدعاءات، إنه لم يكن يتصور مطلقاً أن شركته معصومة من الخطأ، لكنه عمل طوال الوقت على إصلاح العيوب بسرعة.
وضم وزير المواصلات الياباني سيجي مايهارا صوته للمنتقدين في الولايات المتحدة، قائلاً لتويودا إنه كان يأمل في تحرك أسرع. ومن المقرر أن يجتمع مايهارا مع مبعوث أميركي لليابان اليوم الثلاثاء، لتهدئة التوترات بين الجانبين بشأن عمليات استدعاء السيارات.
وذكر تويودا، وهو حفيد مؤسس الشركة، في مؤتمر صحافي "دعوني أطمئن الجميع إلى أننا سنضاعف التزامنا بالجودة كشريان حياة لشركتنا". ولفتت تويوتا إلى أنها ستستدعي 437 ألف وحدة من طرز بريوس 2010 وساي وبريوس بي.اتش.في ولكزس اتش.ا50اتش الهجين على مستوى العالم، منها 155 ألف في أميركا الشمالية، و223 ألف في اليابان، و53 ألف في أوروبا.
لافتة إلى أن إصلاح العيب سيستغرق نحو 40 دقيقة لكل سيارة، ولحين إصلاحها فإن الضغط بشدة على المكابح سيجعل السائق يتلافى العيب.
وأوضح تويودا أنه سمع عن بعض الإلغاءات لطلبيات على طرز سيارات الهجين، التي شملتها أحدث عمليات سحب، بسبب مشكلة في المكابح، وأنه مازال ينتظر إصلاح مكابح سيارته الخاصة. وأضاف أنه قد يسافر إلى الولايات المتحدة بنفسه الأسبوع المقبل، ليشرح بنفسه الوضع.